عندما يتكلم الرئيس السيسى عن المرأة المصرية يتكلم بتقدير، واحترام، واعتزاز، يصفهن بـ«عظيمات مصر» لا يتحدث بكلام مسيس بغية شعبية مستحقة تماما، بل عن تجربة شخصية لمسها وخبرها كرجل مصرى نظر إلى جواره يوم 30 يونيو، فلمح امرأة مصرية قوية خرجت قبل الرجال، تذود عن وطنها فى مواجهة أعتى التنظيمات الإرهابية وأعرقها فى امتهان المرأة التى أكرمها سبحانه وتعالى، ووصانا بها خيرًا رسوله الكريم، صلى الله عليه وسلم.
أمام قادة إفريقيا والعالم «فى فعاليات منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة» يروى الرئيس تجربته التى عشناها معه «المرأة المصرية تصدت بقوة فى 2013 من أجل الحفاظ على الهوية المصرية، ولم يستدعها أحد.. هى من استدعت نفسها لحماية وطنها ولحماية كل الأجيال القادمة، خرجت المرأة المصرية العظيمة، وتحركت فى مواجهة ظروف شديدة القسوة والصعوبة، وقالت (لأ مش هنسمح أن تستمر الأمور بهذا الشكل ولا بد من تغيير الواقع)».. العظيمة قالت (لا) فى وجه من قالوا (نعم)، وتزيدًا مقيتًا (نعمين).
انحياز الرئيس للمرأة حق مستحق للعظيمة، إذا لم ينحز المصرى الحر الشهم الجدع للأم والأخت والابنة والزوجة والعمة والخالة.. لمن ينحاز، وهى التى حملت الأمانة على رأسها، ولم تفرط فى شىء منها، وأدتها كاملة غير منقوصة، نضال المرأة المصرية تاج فوق رؤوس العباد.
لا يفوّت الرئيس تغييرا إلا ودفع بالمرأة تمكينًا مستحقًا، ولا يمرر مناسبة إلا وخرج عن النص، شاكرًا المرأة المصرية، امتنانًا وعرفانًا بفضلها وصبرها وإخلاصها وهى تجاهد ضد الاحتلال الإخوانى البغيض، وتاليًا تحملًا لتبعات الإصلاح الاقتصادى القاسية بجلد الصابرين، وفعلًا لولا تضحيات العظيمة الصابرة لما قامت لهذا البلد قيامة بعد الاحتلال الإخوانى، أسقطته بنفخة من روحها، ثم عادت لتبنى الوطن طوبة طوبة، وإذا ما احتاج الوطن دماء، أمدته بطابور من الشهداء.
لم توف كل حقوقها بعد، مقصرون تمامًا فى كتابة سطور تاريخ المرأة المصرية الحديث فى العقد الأخير، عقد العظيمة «بنت العظماء»، مناضلة جسور من بين الصلب والترائب، إذا غضبت زمجرت، وإذا قهرت خرجت من قعر بيتها كالفارسة الجامحة، فانداحت سيلا عرمًا جرف خلافة الإخوان والتابعين، ولم تتول عند الزحف، ولم تختن شرفها فى المضاجع الإخوانية، وهتفت قبل الجميع «يسقط يسقط حكم المرشد».
المرأة المصرية حالة نضالية تستأهل التوقف والتبين، توقفا أمام امتنان الرئيس لفضلها، معترفا بجميلها يحمله فوق رأسه، منحنيًا أمام عظمتها المتجسدة آيات، مستقبلا العظيمات، أمهات الشهداء الصابرات فى القصر الجمهورى، يحسن وفادتهن، ويوصلهن إلى باب السيارة ويفتح الباب إكرامًا لكريمات أكرمن وطنهن فاستحققن كرمًا رئاسيًا فاخرًا.. بوركت سيدتى وبارك الله من أكرمك.