حينما نتكلم عن عصر الفتوات وما يمتلكون من مراكز قوى فى بسط نفوذهم على المنطقه او الحى كان لهم قانونهم الخاص بعيدا عن القانون او الحمايه المطلقه.
كتب عنهم كاتبنا الراحل نجيب محفوظ فى الحرافيش وانتجت السينما افلام الفتوه وفتوات الحسنيه والتحالف مع الشيطان ، والمطارد ، سارق النعمه ، الحب وراء القضبان كاجزاء ملحقه بحرافيش نجيب محفوظ ، وكيف عاشت اجيال كثيرة تحت حكم وسيطرة فتوات الحارة من فرض اتاوات شهريه على المحلات والباعة الجائلين لجمع الكثير من المال بحجه حمايه اهل الحى من الغزوات المحتمله من فتوات المناطق المجاوره وكل فتوه له دستوره الخاص وقوانينه واتباعه التى تسرى على اهل المنطقه التى يحكمها ، وياويل العاصى او المتكاسل او من يتكلم او يعبر عن رايه او الامتناع عن دفع الاتاوى المقرره عليه او التجمهر ضده قد يتعرض للاهانة والسب والضرب بدون وجه حق ، الفتوه عاده يبدا مسيرتة باقناع اهل الحى او المنطقه بما يملك من قوة ومال ونفوذ تؤهله لتلبيه مطالب عشيرته من حمايه بما يتمتع من حسن المظهر وقوى البنيان خلفيه قياديه حكيمة وتاريخ موروث للدفاع عنهم وعن ارضهم وممتلكاتهم من اهل الشر اكتسبها من فتوات سابقين تدرب على ايديهم.
اكتسب خلالها المكر والمراوغه واعلان مبادىء واهداف سلطاته مبادىء ووعود تذوب وتتبخر بعد ان يتملك الفتوة اداره الحى ، هو يعلم جيدا انه الوريث الشرعى لاداره الحاره بما يمتلكه من دهاء وقوة، ومع القهر واعتصاب الحقوق يزداد غضب اهل الحى يوما بعد يوم من تملك اتباعه سيطرتهم وبسط نفوذهم الاجراميه وفرض اتاوات اخرى دون معرفه الفتوه قائدهم فتزداد الاعباء فوق اعبائهم بما لا يستطيع الكثير منهم تحمل دفع الاتاوات المقرره ومع الضغط والذل والقهر الذى يعانى منه اهل الحى يتفقوا معا ان يعترضوا ويحتجوا على الفتوه الذى لم يجد حلا غير الاستنجاد باعضاؤه للتفريق بينهم وفض الهيجان باستخدام القوة المفرطه مع وعود جديده بتخفيض الاعباء والاتاوات لتهدئه ثورتهم فى الوقت الذى لا يعلم بما يقوم به اتباعه ورجاله من اهل الثقة من فرض رسوم واتوات جديده وقهر وذل على اهل الحاره اعمته عن الحقيقه وما يعانيه اهل حارته من اعباء تفوق طاقتهم ، يقرروا الخلاص بالاطاحه به املا فى تحسين حالاتهم ، دارت معارك طاحنه بين الحق والباطل بين الفتوه واعضاؤه مع اهل الحاره سقط فيها الكثير من اهل الحاره استفاد منها فتوه الحى الاخر الذى كان يراقب التطورات متربصا بما يحدث لياخذ بالثار من هزيمه اجداده فيجهز اتباعه وافراده لينقض عليهم وتدار معارك طاحنه يستخدم فيها كل الاسلحه التقليديه من سيوف وشوم وسكاكين ، استمرت المعارك الطاحنة اكثر من سته ساعات وقع خلالها ضحايا كثيره استسلم اعضاء قتوه الحاره هو ورجاله للفتوه الغازى الجديد وتم مبايعته لاداره الحى معلنا ولاؤه وانتماؤه لهم ، اطلق وعوده فى مواجه ما تبقى من قوى الشر التى نهبت اموالهم وفرقت بينهم والقضاء عليهم وقام بتعيين اعضاء جدد من اتباعه ايضا من اهل الثقه ، خفض من فرض الاتاوات لمن لا يستطيع على ان توجه هذه الاموال فى فرض الامن والحفاظ على الشرف والعرض وتحسين معيشتهم وخلق مناخ جديد يسوده المحبه والتعايش والعدل وناشدهم بتدعيمه لمسانده الفقراء والمحتاجين وقام بانشاء مجلس شورى لاداره المنطقه التى تحت سيطرته وتقويه نفوذه خوفا من اى هجوم من مطمع الفتوات المحيطين بمنطقتهم فامد اعضاؤه باسلحه جديده من سيوف وسكاكين وشوم مجهزه خصيا لمواجه العصابات وايضا لتاديب الخارجين عن ارادته رغم انه فتوه يمتلك من الذكاء والموهبه الا انه سلك نفس الخطى والطريق فى تعيين اهل الثقه ومن يثق فيهم متخطيا اهل الخبره وبدا كسلفه فى زياده الاتاوات والاعباء على الفقراء سبب هذا فى زياده حده الاحتقان بين اهل الاحياء التى يحكم قبضتها وخسر من اتباعه ومؤيديه الكثير وانخفضت شعبيته بعد الاخطاء التى تسبب فيها اعضاء عصابته من اهل التقة من نهب وفساد وفرض اتاوات كثيره على فقراء الحى وتدخلهم فى اداره وحكم الحى رغم وجود حكماء حاولوا ارشاده والعوده الى سلوكه الذى بايع من اجله الحى والفتوه السابق واعضاؤه على امل الاصلاح ومساعده الفقراء وتحسين معيشتهم غير ان الرساله لم تصله لانه محاط بشله الانس تسعى فى الخفاء الى تجهيز فتوه اخر من داخلهم لاستكمال المسيره لكن على طريقتهم ليفقد اهل الحى ثقتهم فى فتوتهم ليصابوا بحاله من الانقسام والصراع مابين ماقدمه الفتوه السابق الذى قهر واستسلم وبين الفتوه الذى قهره وانتصر عليه وعلى رجاله على امل حياه افضل وهكذا سرد نجيب محفوظ الفتوه باجزاؤه الكثيره تحت اسم الحرافيش لتبقى قصه مطاريد الحرافيش مصدر الهام لمستقبل سياسى يسوده العدل صالحه لكل مكان وزمان