تأبى أعاصير الحياة الا ان تعصف برواسخ كنا نتوهمها .. وعظائم كنا نظنها. تاتى الاعاصير الفكرية والمراجعات الزمنية على تلك الاوهام فتكشف عنها الستار وتحيلها رمادا كما تفعل النار بالحطب. لنفصل بانفسنا بين الخرافة والحقيقة .لست من الذين يبكون على اللبن المسكوب لكنى اعرف نفسى جيدا واعلم اننى قد ابكى قبل ان يسكب اللبن .. توهمنا كثيرا وعشنا خرافة ما اطلقوا عليه الخلافة العثمانية .عشنا فى ذلك الوهم سينين طوال اوهمونا واوهموا التاريخ والاجيال بدلوا الاسماء وجعلوا الابيض اسود والا حمر اصفر وكله تحت غطاء واسم الدين .جعلوا من الاحتلال التركى العثمانى لمصر وكل ربوع الوطن العربى خلافة اسلامية .نعم انه احتلال احتلال تركى عثمانى بكل ما تعنى كلمة احتلال من معنى ...
نعلم جيدا ماذا تعنى كلمة خلافة اسلامية وهى اول ما تعنى العدل والمساواة تعنى السماحة والغفران والتأخى تعنى النهضة والعزة والكرامة تعنى العمل والاجتهاد لرفعة الاوطان وحفظ كرامة الانسان .تعنى عدم الطغيان والسرقة والنهب واغتصاب حقوق الغير والتعالى وفرض الامر الواقع بقوة السلاح والنفوذ .
الخلافة الاسلامية الحقة هى التى تحمل تعاليم ديننا الحنيف دين محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم ..تلك التعاليم التى استمرت عليها الخلافة الاسلامية والتى بدات بعد رحيل حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم واستمرت حتى رحيل اخر خليفة اسلامى حقيقى من الخلفاء الراشدين الستة بداية من سادتنا ابو بكر الصديق وعمر وعثمان وعلى والحسن ابن على رضى الله عنهم جميعا .الحسن ابن على هو خامس الخلفاء الراشدين ودامت مدة حكمه ستة اشهر حيث تولى الخلافة بعد مقتل ابيه سيدنا على كرم الله وجهه وباجماع اهل الشورى من صحابة جده الكريم محمد صلى الله عليه وسلم . ثم تنازل عن الخلافة طواعية الى الخليفة الاموى معاوية ابن ابو سفيان نظرا لنشوب الفتنة ووئدها فى بدايتها . ولا ادرى لماذا اسقطنا هذا الخليفة من التاريخ الاسلامى .ثم تنقطع الخلافة الراشدة فترة تحت حكم دولة الاموين لياتى ويبعتثها من من جديد الخليفة الراشد السادس عمر ابن عبد العزيز رضى الله عنه وارضاه وهو سادس الخلفاء الراشدين وليس خامسهم كما تعلمنا او كما علمونا .. ليتحول الحكم بعد ذلك الى ملك عضوض وسلطان وجاه الى يومنا هذا .
اما ما اطلقوا عليه خلافة اسلامية عثمانية والتى يتنذر عليها البعض الى الان ويزرفون الدمع على زوالها بل ويحلم ويتمنى البعض عودتها وكانه ادمن الاحتلال والعبودية ..تلك الخلافة المزعومة والتى استمرت ما يفوق ال 600سنة بداية من مؤسسها عثمان الاول ابن ارتغرل فى 27 يوليو عام 1299لتنتهى فى 29 اكتوبر عام 1923 اى 600 عام تحت حكم ما اطلقوا عليه خلافة اسلامية دون مشروع جامع للامة دون مشروع نهضوى ينهض بالامة او حتى مشروع فكرى او خططى قابل للتنفيذ المستقبلى .. حيث تمثل مشروع الخلافة المزعومة فى الاحتلال والاستيلاء على اكبر قدر من الاراضى والثروات ووضعها كاملة بين ايدى العائلة الحاكمة والتى صارت فيما بعد العائلة المالكة اى المالكة لكل شئ واى شئ فى الاوطان حتى الحرث والنسل .وقامت باذلال ابناء الاوطان الحقيقيون وجعلهم عبيد سخرة حفاة عراه محرومون من ابسط حقوقهم الانسانية واقل مقومات الحياة كا العلاج والغذاء والتعليم والتعلم اصبح الانسان العربى المسلم سلعة تباع وتشترى فى سوق النخاسة العثمانى . استولت تلك الخلافة
المزعومة على كل مقدرات البشر وخصوصا الاراضى الزراعية ومنها السهول الخصبة فى بلاد الشام وحوض نهر الدانوب ونهرى دجلة والفرات ووادى النيل واراضى مصر الخصبة وسهول اسيا الصغرى وشمال افريقيا . حيث كانت تنتج تلك المناطق الانتاج الزراعى المتنوع القمح والحبوب الاخرى كانت تنتجها مصر وبلاد الشام وزيت الزيتون تنتجه الشام والبلقان اما لبنان وفلسطين وبعض انحاء شمال افريقيا فكانت تنتج الفاكهة والاثمار مثل العنب والتين والكرز والخوخ والتفاح والفرجل واللوز ..كل ذلك من الانتاج الزراعى المتنوع كان لاصحاب السعادة من سلاطين وامراء العثمانين والمقربين منهم بعد ان قاموا باغتصاب تلك الاراضى وتوزيعها على افراد العائلة والمقربون منهم ليتخذوها عزب ووسيات ويجعلوا ابناء الوطن يعملون كعبيد فى تلك الوسيات وفى الوقت التى كانت فيه اوربا والغرب ينهضون ويتقدمون فى شتى العلوم ليهبوا هبتهم العلمية الكبرى حتى يصلوا الى القمر الان كانت الدولة العثمانية
منكبة على نفسها فى صراعاتها الداخلية بين الامراء والسلاطين مع حروبها الخارجية من اجل الحفاظ على العرش السلطانى وظلت تتقوقع والهرم والشيخ يضرب فى اعماقها حتى ترهلت وصارت مثل الثوب الذى تعبئه الثقوب وصارت كل الاوطان العربية والاسلامية قسمة بين فرنسا وبريطانيا لتسلمنا الخلافة المزعومة تسليم اهالى الى الاحتلال الغربى بعد ان تنازعت علينا الدولة العثمانية ومماليكها التى جائت بهم من شتى بقاع الارض ليحكموا ويتحاكموا فينا ونصير قسمة بين المماليك والعثمانين ..حتى يتسلمنا الغرب من ايدى العثمانين ولتقدم الخلافة العثمانية المزعومة فلسطين على طبق من ذهب الى بريطانيا وتصبح فلسطين تحت الانتداب البريطانى الذى صنع كل شئ من اجل اقامة وطن لليهود على ارض فلسطين بفضل العمان بلفور وسايبسبيكو البريطانين وتقوم برطيانيا بتمهيد الارض كى تسلمها
بيضة مقشرة لليهود ..الدولة العثمانية هى سبب تاخر الامتين العربية والاسلامية لان وقت الثورة العلمية الكبرى التى اجتاحت اوربا وامريكا وكل بقاع الارض كانت الدولة العثمانية تعيش فى ظلام دامس وتخلف العصور الوسطى وجمع النساء ليكن خليليات للامراء والسلاطين .فلم تقدم للانسانية اختراع واحد حتى ولو قلم رصاص ولم تقدم لانسان الاوطان التى قامت باحتلالها الا الذل والهوان والعبودية والاحتقار حتى انها لم تقوم بانشاء مدرسة واحدة فى تلك الاوطان حتى انها لم تقدم لتلك الاوطان وطيلة 600 عام من حكمهم ما قدمه له الاحتلال الغربى مثل ما فعل الفرنسى ديلسبس من حفر قناة السويس فى مصر وفك رموز حجر رشيد كى نعلم لغة اجدادنا
الفراعنة . او ما فعله الاحتلال البريطانى بمصر من انشاء سكك حديد مصر وبعض الصناعات الصغرى ..كما تسببت التبعية السياسية والتخلف الاقتصادى فى اطراد التخلف الاجتماعى والجمود الفكرى وتراجع مختلف نواحى الحياة العلمية وانعكاس ذلك على الاسلام والمسلمين .... حيث كتب العلامة محمد الغزالى فى كتاب ( تراثنا الفكرى فى ميزان الشرع والعقل)يقول .. صحيح الاتراك رفعوا راية الخلافة واستطاعوا فى زحف باهر ان يخترقوا اوربا حتى النمسا . لكنهم كانوا قوة عسكرية ولم يكونوا فجرا ثقافيا جديدا فكان التوسع خاليا من بذور الحضارة الاولى ومن اسباب الحياة الصحيحة . فسرعان ما انهار وانهار العالم الاسلامى بعده واصبح اثرا بعد عين
600 عام من حكم الخلافة المزعومة ماذا صنعت بنا غير الجهل والتخلف حتى انها لم تقوم باستصلاح قيراط زراعى واحد ولولا انشقاق محمد على عن تلك الخلافة الكارثة واستقلاله بمصر ليقوم بنهضة كبرى من انشاء للمدارس وشق للترع لكانت مصر الى الان تعيش فى عصور التخلف العثمانى ..لتاتى ثورة يوليو المجيدة وتهب بمصر والوطن العربى وتنقذ الجميع من احتلال بريطانى دام ما يقرب المائة عام وتنهض مصر والامة من جديد لتنتشر المدارس والجامعات والمستشفيات فى كل ربوع الوطن بعد ان كان يعامل المواطن المصرى والعربى معاملة الحيوانات .. لا ادى كيف ادمن البعض عصور العبودية ويابى التحرر الوطنى والنفسى .. صرخ البعض الان متندرا على 600 عام عبودية وجهل وتخلف ينتقدون ستون عاما من الحكم العسكرى الوطنى
الذى جعلهم يقرأون ويكتبون ويعالجون وتفتح لهم المدارس والجامعات والمصانع والشركات ويعاملون معاملة انسانية ونحن بدورنا نقول لهم اذا كنتم تنتقدون حكم 60 سنة فنحن نتسائل وننتقد حكم 600 سنة