حنان شلبى تكتب: ثلاثة في واحد يكسب.. يا شعب يعشق الفضائح

حنان شلبى تكتب: ثلاثة في واحد يكسب.. يا شعب يعشق الفضائح
حنان شلبى تكتب: ثلاثة في واحد يكسب..  يا شعب يعشق الفضائح

 كل ما عليهم هذه الأيام وضع كلمة فضائح فى جملة غير مفيدة أو عنوان مقالة أو عنوان فيديو أو يكون العنوان بأكمله هو الفضيحة لتحقيق الشهرة و الانتشار و سواء المحتوي يمت بصلة للعنوان أو لا يمت بصلة سوف يحصدون فورًا ملايين المشاهدات ! لأنهم و ببساطة شديدة يتاجرون بفضائح البلاد و العباد لعمل شهرة و شد أنتباه المتابعين في العالم و تحقق عدد كبير من المشاهدات فى وقت قياسي ليصبح الخبر ترند و من ثم الشهرة و المال و تنساق الغالبية وراء هذه النوعية من المواضيع و يتابعون مروجي الفضائح و الشائعات و الأصوات العالية ! يحدث هذا فى وقت لا ننتبه فيه لقضايا و أحداث مصيرية و أولوياتنا معطلة بشكل كامل ! نتابع من يقومون بالمتاجرة بالفضائح للإلهاء و ضياع الوقت و الطاقة و يصبح التخطيط لمستقبلنا و مستقبل أبناؤنا متوقف عند توفير الطعام و الشراب و المأكل و الملبس و المسكن و على الأكثر التعليم ! أشياء يجدها البعض خارقة و صعبة المنال و فى رحلة الحصول علي هذه الأشياء الضرورية للحياة أو بعضها يعلق البعض الفشل في الحصول عليها على شماعة الظروف و الفساد و قلة الدخل و انعدام فرص العمل إلى اخره !  

عذرا أنتم مشغولون بالمسائل الغير هامة و الغير مؤثرة و الغير بناءة !  

لا أحد يهتم بموضوعات الإصلاح و التنمية أو الاختراع و الزراعة و الصناعة أو بمناقشة القوانين التي يحتاجها المجتمع أو كيفية تطوير التعليم و تشجيع أصحاب المواهب و الاهتمام بالبحث العلمي و الابتكار ! لا أحد يهتم بالحياة السياسية و محاربة الفساد و تربية الأبناء و تشجيع الشباب و وضع برامج للتثقيف و الاستفادة من الحكماء من كبار السن و لا أحد يوجه المجتمع نحو مسؤولياته تجاه الحالات الإنسانية و الخاصة و العمل علي تسهيل حياة المحتاج و لا أحد يلقي الضوء بشفافية علي أنشطة منظمات و نوادي الأنشطة الاجتماعية و الأهلية و الجمعيات الخيرية و زيادة الوعي و الحث علي المشاركة الاجتماعية بدلا من تسليط الضوء علي أصحاب المصالح الخاصة المحدودة ! من منكم يعمل علي مليء فراغه بشكل يفيد المجتمع ؟ و هل الاهتمام بالشائعات و الفضائح بهذا الشكل طبيعي ؟ لقد أصبح مرضاً نفسياً و اجتماعياً تسبب في انتشار الرذيلة ،، لأن الاعتياد على سماع هذه النوعية من الأخبار و الفضائح يجعلها بالتدريج شيئا عادياً و سلوكاً طبيعياً يمكن تكراره ! الحقيقة أن صفحات السوشيال ميديا أصبحت مليئة بالفضائح و إعلامنا الموقر لا يواجه بل يقلد و أصبح لا لون أو طعم له !  

لقد فقد المصداقية باستيفاء المعلومات و المواضيع و الفضائح من خلال صفحات الفيس بوك و السوشيال ميديا ليقوم بتكرارها و بالرد عليها خصوصا ما يتعرض منها للدولة ليتبني الدفاع عن الدولة بمناسبة و بدون مناسبة و يتناول بإسهاب و تفصيل أحداث يمكن ان تكون مجرد خبر من سطرين فى صفحة الحوادث مثلا ؟! تاركاً القضايا الهامة خصوصاً إذا كانت تمس أصحاب المعالي و السيادة و السعادة و أصبح المواطن يتيم لا يشعر أحد بمشاكله و عرضة للتشويش يسعي الجميع لاستقطابه ! و هنا أريد أن أقول لكم أن الجميع يكذب و يضلل بلا استثناء إلا من رحم ربي من أولي العزم و الذين أطلقت عليهم اليوم وصف (ثلاثة في واحد ) أي أن الشخص يستطيع أن يري نفسه كما يراه الناس و كما هي حقيقته بدون نقص أو زيادة عكس كل من نراهم و نسمعهم ونقتنع بهم لأننا نراهم مثاليون و هم يرون أنفسهم بارعون و حقيقتهم شيء آخر لا يعلم به إلا الله ! و اما عن الذين نراهم كما يرون أنفسهم و كما هي حقيقتهم ( ثلاثة في واحد ) هؤلاء لا تجدهم يهتمون بالفضائح أو القضايا الصغيرة و المواضيع التافهة ثابتين علي مبادئهم و من سماتهم الأصيلة الصدق و الوفاء ،، هؤلاء من أولي العزم لا يدافعون عن مبدأ بالصراخ و الصوت العالي و لا يستخدمون الأداء المسرحي و المبالغة في الحزن و الفرح و التعاطف و الحب و الكره ،، ظاهرهم مثل باطنهم ،، و برغم إحترام الناس لهم إلا أن الإقبال علي سماع آراؤهم و الأخذ بمشورتهم ضعيف ! إلا في الأوقات الصعبة و المواقف الحرجة يلجأ لهم الناس و كأنهم طوق النجاة وسط كل هذا الكذب و النفاق و الشائعات و الفضائح ليجدوا عندهم الحقيقة ،،