تتعرض المواقع الاثرية منذ بداية الحرب الكونية على سورية للنهب والسرقة والتدمير.
ومن هذه المواقع التلال الأثرية في شمالي شرقي سورية، لاسيما في منطقتي القامشلي وتل أبيض، حيث تعرضت إلى تدمير كبير جراء العدوان التركي على تلك المناطق، التي تتوضع فيها أهم التلال الأثرية السورية والتي يعود تاريخها إلى آلاف السنين.
وجاءت منها أهم الاكتشافات الأثرية خلال العقود الماضية والتي تم اكتشافها على أيدي عشرات البعثات الآثارية الأجنبية التي عملت في سورية قبل بدء الحرب عليها. وحفاظاً على هذا التراث الذي يشكل صفحات خالدة من تاريخ الإنسانية وخوفاً عليه من الضياع يغيب كل دور للمجتمع الدولي والمنظمات الدولية المعنية بالشأن الثقافي وعلى رأسها منظمة اليونسكو، والأكاديميين وعلماء الآثار في العالم الذين يعرفون قيمة تلك المواقع. هذا العدوان الذي يستهدف التراث الثقافي السوري.
إن ما تقوم به تركيا اليوم يمثل جريمة حرب ضد الإنسانية وتراثها المادي في سورية، وتتحمل الحكومة التركية المسؤولية القانونية والأخلاقية لهذه الأعمال. وتتوقع المديرية العامة للآثار والمتاحف من صاحب كل ضمير حي القيام بواجبه لحماية المواقع الأثرية السورية ووقف العدوان الجائر والهمجي عليها، والذي يدل على استهداف ممنهج لهذا التراث والذي كانت قد بدأته قوات الاحتلال التركي في مناطق عفرين وشمالي حلب، وهو يكمل التدمير الذي قامت به العصابات الإرهابية وعلى رأسها داعش لكل المواقع والمدن والتلال الأثرية التي احتلتها.