بلا مجاملة د. هاني توفيق يكتب: أنا حر

كثيرا ما نفكر هل نحن حقا احرار فى هذا العالم الصاخب حولنا ودائما ما يتشدق الجميع بكلمه الحريه واننا جميعا احرار

ولكن هل نحن فعلا احرار ام ان المجتمعات الماديه التى نحيا فيها قد نجحت فى تحويل الحريه الفرديه الى مجرد كلمه جوفاء نتشدق بها فقط عندما نتحدث عن حقوق الانسان فى المناسبات الحنجوريه التى لا معنى لها سوى جنى بعض المعونات للجماعات المعنيه للحقوق والحريات

ولكى نستطيع ان نكون حكما صائبا علينا ان نبحث عن معنى كلمه الحريه و معنى العبوديه فى المراجع المتاحه فمثلا لقد

ذكرفى المراجع عن العبوديه  ان الشعوب قد  عانت من العبوديه عبر العصور الماضية فعلى مر التاريخ كان هناك العديد من المشاكل والحروب التي نتجت عن فكرة استعباد الإنسان وتحوله إلى شيء يباع ويشترى، ولم تكن العبودية مشكلة حديثة بل في القدم ولكنها مع تقدم الزمن أتخذت أشكالاً ومسميات عدةوحقوق الإنسان طاعنه فى العبودية ومفهوم العبودية العبودية .Slavery هي استخدام البشر للعمل في الأشغال الشاقة لمدى الحياة دون أجر أو مقابل أجر زهيد جداًواهمها

وتاريخ ممارسة العبودية يرتبط بظهور التطور الاجتماعى  والزراعة حيث أزدادت الحاجة للأيدي العاملة فلجأت المجتمعات لاستخدام العبيد للقيام بالمهمات الشاقة.

وفى الحضارات القديمة استخدم العبيد في الخدمة المنزلية والتجنيد وأعمال الإنشاء والبناء وبرز هذا في والصين والهند.

الحضارة المصرية القديمة فقد سخروا لتشييد القصور والمباني الكبيرة.فى أبشع صور العبودية وتجلت في روما وفي والإمبراطورية الرومانية فاستغلالهم كان الأساس الذي ركن إليه الروم لبناء حضارتهم التي ما زالت ماثلة للعيان اليوم. القرن 15 كان الأوربيون يرسلون العبيد الأفارقة لأمريكا "العالم الجديد" ليقوموا بأعمال الزراعة في القرى والضيع. أما في وفى عام 1444م كان البرتغاليون يختطفون الأطفال من أهاليهم في أواسط أفريقيا ليأخذوهم كعبيد في بلادهم.

في منتصف القرن15  م بدأت إنجلترا والبرتغال وفرنسا وهولاندا والدنمارك والمستغمرات الأمريكية في تجارة العبيد وكانوا يجلبون إلى العالم الجديد بأعداد هائلة عن طريق البحر.

لم يحظى العبيد بالحقوق التي يجب عليهم الحصول عليها حتى يومنا هذا ولكن منذ وقت طويل بدأ النضال من أجل هذه الحقوق وكانت حركة الحقوق المدنية تنتقل من مكان لأخر حتى يحصل العبيد حول العالم على حقوقهم المدنية

العبيد بعد الثورة الأمريكية أن يحصلوا على بعض الحقوق المدنية التي يمكن عدها على أصابع اليد.استطاع

وفي عام 1792 كانت الدنمارك أول دولة أوربية أصدرت قانوناً يمنع تجارة الرق لتحذو حذوها كل من بريطانيا وأمريكا بعدما

جاء مؤتمر فينا عام 1814 لينص على معاهدة منع تجارة العبيد التي وقعت عليها كل الدول الأوروبية

كما قررت فرنسا تحرير عبيدها. عام 1865م وبعد إعلان الإستقلال الأمريكي نص الدستور الأمريكي علي إلغاء العبودية
 

ان ما سبق نبذة مصغرة عن العبوديه فى  المعنى الحرفى ولكن فى العصر الحديث ماهى اشكال العبوديه دعونا نستعرض بعض هذة الاشكال فى العبوديه  الحديثه ونحكم بانفسنا تعال ننظر الى منطقه ما فى الوطن العربى ولتكن الخليج وهناك تتضح الرؤى فيها هل نحن احرار بالمعنى الحقيقى أم المعنى الهش القائم الان الذى يحلوا لنا التشدق بها

فى الوطن المسمى عربى وبالتحديد فى دول البترول تظهر حقيقه الاستعباد على اشدها واولها ما يسمى الكفيل والكفيل هذا هو  ابن البلد المسؤول عن تعيين الاجنبى فى وظيفه لديه وغالبا ما يكون مالك المؤسسة أيا ان كانت

عند وصول العامل اياكان وظيفته يتم مصادره جواز سفره بواسطه الكفيل وليس مسموح له الرجوع لبلده الابموافقه هذا الكفيل وليس مسموح له بالقيام باى نشاط الا من خلال الكفيل أو السيد كما كان فى الماضي وقائمه الممنوعات طويله لا يكفى الوقت لسردها

ولكم حدثت مشاكل ومضايقات من صاحب العمل الى الموظف أو الموظفه  كما ينظر له صاحب العمل كعبد يفعل ما يريد متى يريد وكم من أطباء ومهندسين امتهنت إنسانيتهم بسبب الكفيل وكم من مشاكل تحرش تمت بالسيدات والرجال من قبال الكفيل

هناك مثال واضح فى دويله قطر  لقد استقدمت آلاف العمال من شرق اسيا للعمل فى مشاريع بناء المنشآت الجديدة لكاس العالم لكره القدم القادم ولقد قامت منظمات حقوق الإنسان بالتنديد بالمعاملة الغير انسانيه التى يتم التعامل بها مع هؤلاء العمال وبالطبع هؤلاء قامت شركات قطريه بالتعاقد معهم للعمل فى تجهيزات كاس العالم  وهذه الشركه لها مالك وهذا المالك هو الكفيل أو السيد همه جنى اكبر مبلغ من الأموال عن طريق استعباد هؤلاء البواساء

ولقد جاء فى تقرير لجنه تقصى الحقائق ان هؤلاء العمال يعيشون فى عنابر عباره عن مخازن قديمه لا تصلح للسكن الأدمى وفى الجو الخانق فى هذة الدول لا توجد وسائل تهويه ولا اماكن معيشه والعامل مرغم على احتمال كل هذا لسبب بسيط انه يعول اهله فى بلادة يرسل له مرتبه الذى يحصل عليه بالسخرة كى يقتاتوا به

وبالطبع هؤلاء العمال احرار ولكن هل يجرؤ هذا العامل على التمرد على هذة العبوديه بالطبع يمكنه يترك كل ذلك ويعود الى اهله ليتضور جوعا معهم ولكنه لا يجرؤ على ذلك لان الثمن الذى سوف يدفعه باهظ لذلك يتنازل عن حريته وادميته من اجل اطعام اطفاله

وهذا هو الاستعباد فى العصر الحديث يمنحك كلمه هشه هى انت حر ولكن هل تجرؤ على استغلال قواعد حريتك

دعونا نترك الدول المتخلفه وعبوديات الشرق ولننتقل الى الغرب العالم الحر ولتكن اميركا وتمثال الحريه رافع زراعيه يرحب بجميع المهاجريين من كل انحاء العالم "تعالوا الى ياجميع المتعبين من كل انحاء العالم ....."

يالله امريكا فاتحه زارعيها ترحب بالاحرار من جميع انحاء العالم اذا انا حر فى قبله الحريه فى العالم .

مهلا ياسيدى لا تنظر الى قشور الحريه فى جنه امريكا يجب ان تعيش بها لتعرف الحياة الحقيقيه .

فى البدايه كل شى رائع وبعدها تبداء خيوط العنكبوت تغزل شباكها ..كل شئ متاح اصنع ما شأت يمكنك شراء كل شئ بالتقسيط بالطبع ماذا تريد اليك كل كروت الاتمان اشترى ما تريد ..وادفع فيما بعد ..تريد منزل ليكن لك ما تريد تريد سيارة فورا اختر ما تريد وكله بثمنه كما يقولون

ولكى تدفع اقساط الكروت والمنزل والسيارة عليك بالعمل والعمل الشاق لتعيش الحلم الامريكى وهنا تجد لا مفر من ان تكون عبدا فى ترس العبوديه الامريكى .

انها كما فى روايه فاوست الذى باع روحه للشيطان وعندما حان موعد الوفاء بالاتفاق حنث الرجل ورفض اعطاء روحه للشيطان

ولكن فى امريكا لا تستطيع ان تحنث بوعدك لان الحساب عسير جدا لقد وقعت فى فخ الحلم الامريكى وتمكن منك اله الربا الامريكيه المسماة الراس ماليه التى يديرها حكام العالم وكل شى محسوب بدقه فالمؤسسه التى تعمل بها تعطى لك مرتبا اسبوعيا بالكاد يكفى ان تدبر حياتك وحتى عندما تحصل على مرتب اعلى يفتحون لك ابواب جديدة لهذة الزياد الهدف دائما ان تظل عبدا للسيد صاحب العمل دائما تعود الى مكان عملك ولا تجرؤ على التفكير بتركه

انك حر ياعزيزى حر ان تترك عملك ولكن قبل كل هذا  هل قادر على النتائج الكارثيه التى تتابع عليك .

فى امريكا لابد ان تكون ترسا فى العجله الامريكيه الضخمه لا تستطيع الفكاك منها

وهذا مثال واحد الاوهو الحريه الاقتصاديه هناك الحريه الدينيه والسياسيه والاجتماعيه وهذا حديث اخر

والان اسأل نفسك ولكن قبل ان تعطى اجابه تروى وفكر جيدا ..هل انت حر

لقد اصبحت العبوديه الحديثه سمه العصر.. سمه العصر فى العالم كله  ...ياعزيزى كلنا عبيد

بسرعه

عندما طالب الرئيس السيسى بعدم التعاقد مع مدرب اجنبى كان طلب صائب ولكن قبل المدرب لابد ان يكون هناك لاعبين لكرة القدم انتهى عصر السجود والدروشه ودرويش كرة القدم ومسؤولين السبوبه فى الجبلايه ..ولا ايه