دع الحب أنك تسألينني عن جزر مغلقة وسراديب عميقة يستعصى الوصول إليها ومتاهات يحتار فيها العقل والتفكير وبدلا من آن يكون الحب نعمة أصبح نقمة يعانى منها كثيرا من المحبين، وإذا تحدثت معكم عن هذا الانفعال العاطفي سوف تتسمر شفتاي و تتحشرج الكلمات فى حلقى وتمر الذكريات تذكرنى بما عاناه قلبى من هذا الحب أو ذاك ويمر طيف ندى شفاف الخيوط يسألنى أين أنت وأين هى وكأنه يذكرني بماضي آليم كتب الحب علينا فيه الفراق فأنظر إليه ولا أجيب ولسان حالى يقول لملم جراحك يا قلبى وقل للحب وداعا.
والشاهد على ما خلفه االحب ورائه من تدمير وجراح وخراب ما نشاهده من حالات الطلاق فقد امتلأت المحاكم بالمشاكل الزوجية والأسرية وارتفعت معدلات الطلاق وأمتنع العديد من الشباب والفتيات عن الزواج لغياب الحب الحقيقى الذى تعلمناه من آبائنا وأجدادنا وتحول الى مادة أو سلعة تباع وتشترى وارتدى قناع الزيف للحصول على مكاسب مادية لا قيمة لها وأصبحت أيضا آفة التملك هى أحد أدواته للسيطرة والهيمنة على الطرف الآخر.
عندما نسترجع الماضي فى زمن القيم والأخلاق الحميدة نجد أن الحب كان عنوانا للحياة فى كل منزل وكل شارع أو حارة أو زقاق كانت رايته ترفرف على أسطح المنازل مبتسمة تفتح زراعيها للمحبين وكانت علامة واضحة تؤكد أن الحب حى يرزق فى قلوب الناس وفى معاملاتهم اليومية ولا كنا نسمع ولا نرى ما نراه فى هذا العصر من ملوثات أستوردناها من الغرب أثرت بالسلب على مفاهيم الحب والعطف والحنان والتسامح والرحمة واستبدلت كل هذا بالشعار الأمريكى اللعين الغاية تبرر الوسيلة حتى بين الأزواج والأخوات وأفراد الأسرة ومواطنى المجتمع الواحد.
وما نراه أيضا فى عصر انقلبت فيه الموازين وغابت القيم نتيجة لغياب دور الأسرة والمسجد والكنيسة والمؤسسات التعليمية فى تعليم تلك المفاهيم لبناء مجتمع يسوده الحب والوفاق وتقبل الرأي الأخر والعيش فى سلام وأمان تحت مظلة الحب