حينما لا يحكمك شيء وتتكلم بحرية ولا يصبح قلمك أداة للتجارة
او التكسب او تبادل المصالح مع أحد فإنك حتما ستصبح غاليا عند نفسك وعند أمثالك من الشرفاء لأنك حر ولا تخضع لأحد بل تخضع لك كلماتك وأفكارك حينها ستكون أميرا ..
قرأت لك عزيزي القاريء كتابا ثمينا لزميلنا العزيز الكاتب مصطفي كمال الأمير والذي قام بتجميع مقالات نشرت علي فترات متقاربة منذ حكم الإخوان وما قبلها قليلا ووضعها في كتاب اسماه " أمير بلا حدود " وهو فعلا كان صريحا وأمينا في رصد الأحداث وطبائع البشر وبالذات المصريين في الغربة ووصف الأماكن والأشخاص وبعض المواقف المؤسفة وتساءل كثيرا في معظم مقالاتة .. لماذا ؟؟ تساؤلات تختلط بالألم والتعجب
بانوراما سأعرضها عليكم في ملخص سريع لان الكتاب كنز تاريخي يرصد أسوأ الفترات التي مرت علي مصر أثناء حكم الإخوان من مصري يري الأشياء من بعيد وهو علي أرض اوروبية فتقريبا تكون الرؤية اكثر وضوحا ممن يعيشون علي ارض بلادي .
في الفصل الأول الذي يستعرض فيه الكاتب سلوكيات العرب والمصريين مع بعضهم البعض في بلاد اوروبا والمهجر وانتقادة الشديد للاعلام المصري في هولندا ومطالبتة بتصحيح اوضاع المشهد الاعلامي المصري في الغربة حيث يسرد الكاتب احوال الاعلاميين وتصنيفاتهم بدون نفاق او مجاملة مع ذكر بعض المواقف الإيجابية القليلة لبعضهم والكثير من المآسي المسماة بإعلام مصر في الخارج كما استعرض الكاتب في مقالة " يا أوباما كلنا أسامة "موجات الاضطهاد وجرح شعور المسلمين واعتبارهم اقلية غير مرغوب بها في اوروبا وامريكا وذكرة لمواقف واحداث ادان فيها الهجوم علي الاسلام سواء بالرسم الكاريكاتيري المسيء بجريدة شارل ابدو الفرنسية او المجلة الدنماركية التي سخرت من رسولنا الكريم محمد عليه افضل الصلاة والسلام .. كان هذا ابرز المضامين التي استعرضها الكاتب في الفصل الأول من كتابة .. أما الفصل الثاني بعنوان " شجون مصرية " فيذكر فيها الأحوال والمآسي التي مرت بها مصر اثناء ثورة يناير واهم الأحداث خلالها واسلوب الاخوان البغيض الماكر في خطف كرسي الحكم بالتحايل والتزوير ورغبتهم العنترية في الحكم او القتل لمن يعترض عليهم .. علي الجانب الاخر الايجابي ذكر مجهوادت الجيش وكفاحة في محاوطة البلد وتحقيق الاكتفاء بها من كل الخدمات الجماهيرية وذكر ايضا دور الأزهر والكنيسة في حماية مصر مع الجيش اثناء الثورة وابان حكم الاخوان واستعرض حال الصحافة والاعلام المؤسف وظهور اشخاص كطفيلات يدعون انهم من المهنه وهم ليسوا منها واساءوا لها وشوهوهها وحتي الان لم يتم التخلص من نفاياتهم وكل هذا كان من افرازات الثورة وحكم الاخوان بعد ذلك كما ذكر " الأمير" العمليات الارهابية التي قام بها الإخوان اثناء فترة حكمهم وبعدها من احداث الاتحادية واعتصام رابعه واغتيال بعض الرموز العسكرية والقضائية مثل النائب العام المستشار هشام بركات .. ويعاودة الحنين ويخص بالذكر منطقتة شبرا التي وصفها وذكر كل شوارعها ومبانيها ومستشفياتها ومعالمها وعظمائها مثل البابا شنودة وشيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي ورفعت المحجوب وبطرس غالي ونجيب الريحاني وعلي الكسار وماري منيب وغيرهم من المشاهير الذين عشقتهم الجماهير .
أما في الفصل الثالث بعنوان " أحوال العرب ..مشكلات ومأسي "
فيعيد التاريخ ويسرد احوال الدول العربية وبخاصة دول الخليج التي تأثرت بثورات الربيع العربي .. يذكر حال العراق وطمع الغرب من ناحية في نفطه وطمع ايران من ناحية اخري في الارض والوجود .. يذكر حال قطر وانقلاب الأبن علي الاب الحاكم .. يذكر اليمن التي قسمت وتفتتت معالمها وفراغ السلطة في عمان بعد وفاة السلطان قابوس ثم الصراع مع النظام السوري المدعوم من ايران وحزب الله ودعم السعودية وموقفها الغريب ضد بشار الأسد واعتقد كلها لتحقيق مصالح امريكية واكمال خطتهم في هدوء بحيل شيطانية ماكرة
ايضا ذكر تاريخ جامعة الدول العربية منذ ان أنشأت عام 1958 وموقف التجمع العربي الدولي في كل المؤتمرات المنعقدة بالجامعة والتي تبوء دائما بالفشل والتفرق .
ويحكي " الأمير " عن البلاد التي زارها بداية من امريكا وذكرة للعقلية اليهودية العنصرية التي دشنت طريقها وتعلم تماما كيف ومتي تنفذ ما تصبو الية الي زيارتة لمكة وحج بيت الله الحرام وملاقاته لبعض المعاناة في الحج مع الافواج اثناء اداء الشعائرالمقدسة ..
ذكرت بعض النبذات والأطروحات في كتاب " الأمير " وفي العدد القادم سوف استكمل باقي عرض الكتاب لانه زاخر ومليء بالكنوز التاريخية والمعلومات الهامة التي تهم كل قاريء عربي .