كشخص ليبرالي ولا اخجل من ذلك أناقش في مقالي الفكر الليبرالي وهل هو يتعارض مع الأديان ؟وهل بالضرورة أن يكون الشخص الليبرالي ملحد اوكافر اولايؤمن بإله أو دين أو عقيدة أو فرائض كما يردده معارضوا الليبرالية كفكر مضاد لفكرهم الذي لايؤمن بالفكر الحر ويؤمن تمامابأن الفكر الإنساني يجب أن يكون مقيد وتحكمه قواعد مرتبطة باديان واعراف وتقاليد وموروثات وان الفكر الحر في حد ذاته خطيئة لان الفكر يجب أن يكون محاط بأحزمة من الموانع والمحظورات وإلا أصبح فكر مشوه ومنحرف.
والٱغلبية من معارضي الفكر الليبرالي أكثرهم من رجال الدين سواء الإسلامي أو المسيحي أو حتي اليهودي .وعلي المستوي الشخصي انظر الي الليبرالية بأنها حركة أو وعي سياسي واجتماعي اومذهب داخل أفراد المجتمع وهو مهم لتحرير الأفراد والجماعات من السلطات المختلفة السياسية والثقافية والاقتصادية.
كما اري ان الليبرالية تتفاوت نسبتها في الوسط الشرقي المحافظ عنها في الوسط الغربي المتحرركما أنها تلزم الأفراد بالسلوكيات والاخلاقيات الإنسانية المتحضرة بصرف النظر عن وجودها في الأديان وتدعو الأفراد الي احترام الحريات الشخصية والفكرية والسياسية والمدنية فالليبرالية اساسا تحيا علي فطرة الحرية والكرامة وحق الاختيار.
وقد ظهرت عقب الثورة الأمريكية ١٧٧٥ والثورة الإنجليزية ١٧٨٨ والثورة الفرنسية ١٧٨٩ وهي التي أدت إلي وضع الحكومات الدستورية حقوق الأفراد في جميع المجالات وضمان عدم سوء استخدام السلطة .وفي الفكر الليبرالي الماضي والحاضر منفصلان تماما وان الحاضر لايمكن أن يبني علي تاريخ الماضي فهي تنادي بتحرير الإنسان من حالة ذهنية معينة تقنعه بأنه عاجز عن استخدام عقله.
وما لايعرفه الكثيرون أن الفكر الليبرالي لايتعارض مع الدين فهناك ليبرالية إسلامية وليبرالية مسيحية .حيث ان الليبرالية الإسلامية مبنية علي الفصل بين رجال الدين والاسلام وعدم الاقتداء كليا بكل تفسيرات رجال الدين القدامي للقران والسنة واشهر الليبراليين الإسلاميين .اياد جمال الدين وسيد القمني وفرج فوده والدكتور طه حسين ومحمد عبده .أما المسيحية الليبرالية يطلق عليها(اللاهوت التحرري)وينادي بحرية النقاش العلمي في المسيحية والفلسفة الدينية المختلفة .الفكر الليبرالي هو فكر استقلالي يؤمن بعدم وجود عوائق تقيد الإنسان وتؤثر علي قدراته الإيجابية النافعة لنفسه ومجتمعها.
ومن أشهر المفكرين الليبراليين في العالم الفرنسي ( فولتيير ) وايضا الفرنسي ( جان جاك روسو) وفي مصر كان لبعض الكتاب بعض الأفكار الليبرالية مثل محمد حسين هيكل وعبد الرحمن الرافعي ومحمود عباس العقاد وفي العصر الحديث الكاتب يوسف زيدان .وفي تقديري الشخصي أنه علي الرغم من أن الليبرالية كمفهوم ونظرية قد بدي في كتابات عدد من الدراسات التي تناولت النظم السياسية والفكرية إلا أن كتاب دكتور وحيد عبد المجيد هو أكثر كتاب قدم الليبرالية بشكل علمي متكامل ومنهجي وازال كثير من الارتباك والغموض الذي يحيط بها.
واخيرا علي القوي السياسية التي تنسب نفسها الي الليبرالية وتسئ إليها أن تتعرف اولا علي الاساس الفكري والتطور التاريخي للفكر الليبرالي ومبادئه .