هناك صراعات فكرية لا تقل خطورة عن الحروب خاصة في المجتمعات التي مازالت تخطوا ببطئ في طريق طويل قد عبرته الشعوب والبلدان المتقدمة علميا وفكريا وبالطبع تتمثل في المجتمعات الغربية .أما المجتمعات والبلدان العربية وبعض البلدان في الجانب الآسيوي والافريقي مازالت للان تتفوق عندها الموروثات والعادات والتقاليد علي كل ماهو جديد وحديث ومواكب للتقدم والنهضة العلمية والفكرية في العالم الحديث .ولذلك فنحن نعيش في المجتمعات العربية خاصة مرحلة اهم ما يميزها هو الجدال والاختلاف الفكري بين كل ماهو قديم وبين كل ماهو جديد لان الأغلبية في مجتمعاتنا يعتبرالعادات القديمة والموروثات ثوابت حياتية وفكرية لا يمكن المساس بها أو حتي مناقشتها وكأنها اديان وتغافلوا علي انه حتي الأديان بها أمور عديدة طرحت للتفكير والاجتهاد وارتبطت بوقتها والحكمة من تشريعها.ولكن التحجر الفكري لدي الكثيرين وصل لدرجة الهجوم والقاء الاتهامات بالفجور والكفر لكل من يحاول أن يناقش أو يوضح أو يصحح مفاهيم قديمة خاطئة وعقيمة ومخالفة للمنطق والفكر الإنساني المستنير. اصبح الهجوم شرس علي كل من يقترب أو يدعوا لطرح جديد يتناسب مع تطورات العصر ومتغيرات الحياة وما وصل له العالم من حولنا من تقدم علمي وزيادة الفكر والوعي والإدراك الإنساني .فالكثير من الشعوب لديه تركة بالية من عادات وافكار لاحصر لها توارثوها ومازالوا متمسكين بها رغم ثبوت شدة تخلفها وحمقها ومخالفتها للمنطق وكونها عادات وافكار لاترتقي لان يستوعبها الفكر الإنساني الواعي المستنير .وكثير منها دخل في نطاق التخاريف والخزعبلات وكثير ايضا اصبح مثير لسخرية العالم المتقدم من حولنالانه استخفاف بالعقول واتباع دون تفكر أو تعقل أو تحليل .علي سبيل المثال وليس الحصر عادة ختان الاناث بكل مافيها من جرم في حق الفتاة وبرغم كل هذه التوعية لخطر هذه العادة إلا أنه مازال الي الان الكثير وللاسف من ذوي التعليم والثقافة يمارسونها مع الفتيات بحجة أنها عادة دينية ومجتمعية واجبة وبرغم كل ما أسفرت عنه من جرائم وحالات موت وحالات إيذاء نفسي للفتاة الا أنها مازالت تمارس الي الان .وعادات كثيرة في الزواج ومتطلباته والاسراف في الانفاق وعادات خاصة بتقييد حرية الفتاة وعدم اعطائها حقوقها في المجتمع بحجة أنه مخالف للعادات والتقاليد والشرع وعادات خاصة بتفضيل الأبناء الذكور عن الإناث وافكار بالية توارثتها الأجيال وعاشت بها دون تفكير اذا كانت ذات فائدة أو مضرة اذا كانت ستضيف للحياة معني أو تسلب منها معاني كثيرة جميلة وحقيقية.
وللاسف هذا منتشر وبشدة وخاصة في مجتمعاتنا العربية بعكس المجتمعات الغربية التي تحث علي تهيئة الطفل ليكون قادرا علي الحياة منفردا دون الارتباط بعادات منها البالي الذي لا يناسب العصر ومنها المتخلف الذي لا يتناسب كفعل بشري أو انساني .فنحن في المجتمعات العربية نفرض الحماية المبالغ فيها ونطالب الفرد بالطاعة العمياء دون تفكيرواتباع قوانين الآباء والجدود دون تحديث والا يعتبر الفرد شاذا منبوذا .وبين هذا وذاك يقف القادم الجديد حائرا منتظر ويتسائل متي يستطيع أن يتخلص من غبار الماضي وكثير من موروثاته المتخلفة والتي لن تستطيع الشعوب أن تتقدم مادامت متمكنة منها إلي الان .