مدحت سيف يكتب: دروس حياتية من التنمية البشرية (55- كن مُحلِّقاً لا شاكيَّاً)

مدحت سيف يكتب: دروس حياتية من التنمية البشرية (55- كن مُحلِّقاً لا شاكيَّاً)
مدحت سيف يكتب: دروس حياتية من التنمية البشرية (55- كن مُحلِّقاً لا شاكيَّاً)

كانا نسران متشابهان تماماً ...حتى أنك عندما تراهما معاً، قد تظن أنك تشاهد نسراً و صورته المنعكسة...
منحهما الله نفس القدرات ... نفس الجناحان القويان ... نفس العيون الحادة ...نفس الريش الخفيف الإنسيابي ... تعلما الطياران معاً ... بنفس الأسلوب ...
و بينما هما في السماء ... يحلقان معاً على مستوى واحد ... بدأ الخمول يدب في أحدهما ...

فاكتفى بفرد جناحيه معتمداً على قوة الهواء ... بينما استمر الثاني ... يخفق بجناحيه بقوة ...
و مع الوقت كان يسمو ويسمو... و كان ينادي الآخر أن يعمل و يجتهد ليعلو...

لكن النسر الآخر... كان يجد في نصائحه و كلماته له عدم تقدير (إهانة)... أخذ يقارن نفسه به ...

و يتحدث مع نفسه حديث ذاتي غير إيجابى (سلبي)... قال منذ صغري وهم يفضلونه ...

منذ صغري والحياة ليست مفرحة (كئيبة) في وجهي... الأمور ميسرة له والنجاح حليفه ...
كلهم يحبونه ويدعمونه... ألا تلاحظون حتى الهواء يدفعه أعلى مني... أنا غير سعيد (حزين)...

متى ستأتي الظروف والفرص والحظ معي... أريد أن أكون أفضل منه... أن أعلو أعلى منه...

لن أسمح له أن يرتفع وحده... وأخذ يراقب النسر الآخر... وانشغل بذلك التفكير الغير إيجابي (السلبي) عن الخفقان بجناحيه... وكل مرة يخفق النسر بجناحيه يعلو ويعلو...
وصاحبنا يراقب ويقارن ويفكر  في حل ... لعله ينجح... عندها قرر أن يسقطه...
فهي الطريقة الوحيدة لإيقاف تقدمه الدائم و نجاحه... فكر ما الطريقة المثلى لإسقاطه...
أرميه بحجر؟ هذا يعني نزولي للأرض ثم صعودي... ستكون حينها المسافة أكبر وأكبر ...
هل اشغله بكلام غيرإيجابي (سلبي)... أنه لا يتوقف ليسمعني...
و فجاءة لمعت الفكرة في ذهن صاحبنا النسر الطامح للنجاح والسمو!!!
قرر أن أفضل طريقة لإسقاطه هي...

أن ينزع من ريش جناحيه ويرمي  النسر الآخر لإسقاطه...

و بسرعة بدأ في التنفيذ...ينزع من ريش جناحيه ويرمي النسر الآخر الذي كان في عجب منه...

النسر الآخر...مع كل علامات الدهشة استمر يخفق ويخفق بجناحيه و يعلو ...

بينما صاحبنا في لحظة فقد كل ريشه... حينها سقط سقوطاً سريعاً وارتطم بالأرض...
و مع سقوطه كان يردد عبارة وحيدة... ألم اقل لكم أن الظروف دوماً ضدي؟

عزيزى القارئ،

هل سبق أن سلك أحد الأشخاص معك بنفس مسلك النسر الشاكىالباكى؟ وحاول أن يسقطك لمجرد أن ناجح؟

وماذا كان رد فعلك؟

عزيزى، أمثال هذا النسر الشاكىالباكى، ليسوا حكراً على زمان معين أو مكان بعينه... وهم ليس لديهم القدرة على النجاح والتجدد والإبداع وتطوير الذات، إضافة إلى أنهم غير مفيدين لأنفسهم ولمجتمعهم، فلا ينجزون ولا يتركون غيرهم ينجز..

هم يفضلون اتخاذ الطريق الأسهل، وهو التقليل من شأن الآخر الناجح بدلاً من تطوير أنفسهم...

وتذكر عزيزى القارئ أن

  • النجاح الذي نحققه في حياتنا الشخصية والمهنية يكشف لنا في المقابل عن نفسيات المحيطين بنا،

 

فمنهم من يريد أن يعمم تجربته الغير ناجحة على الآخرين، ومنهم مَنْ لا يسره هذا الإنجاز أو ذاك المجهود، ومنهم الخائف على منصبه، أو المغرور ممَنْ يرى نفسه فقط في القمة وكأنها وُجدت له، وجميعهم في النهاية يحاولون مقاومة أي مشروع يقودنا للنجاح والابداع، وبالتأكيد فـ

  • أشد محاولات إعاقة النجاح حينما تكون من أقرب الناس إلينا، وهي محاولات قد نتأخر في اكتشافها وربما نتأثر بها كثيراً... ولكن هذه هي الحياة...

ويبقى السؤال، ما هو الحل للتعامل مع هؤلاء؟

  • هو تجاهل هذا الشخص، فذلك سيتيح لك التركيز على نفسك وعلى عملك واستكمال نجاحاتك، وسيشعره بأن ما يفعله ليس له فائدة حقيقية، مما قد يثير تفكيره إلى أن يطور من نفسه، وبهذا تكون قد ساعدته، مضيفاً أنه
  • ليس معنى التجاهل هو ترك الحق، فإن تعرضت للتعامل بطريقة لا تليق، فاتخذ موقفاً إيجابياً بأن تدافع عن نفسك بكل قوة وحزم، لكن بموضوعية تامة.

نعم فأفضل طريقة للتعامل مع هؤلاء هو تجاهلهم وعدم الالتفات إليهم، مع مواصلة التميز سواء كان ذلك على المستوى العملي أو العلمي، كذلك مهم جداً أن تتخلص من الحساسية تجاه تصرفات الآخرين...

ولعلنا حينما نرى من يقاومون الناجح، نجد أن هذه المقاومة قد تصنع قوة داخلية كامنة للإنسان وتجعله أكثر حرصاً وقوة، لكن في المقابل عليك ألا تدخل معترك الحياة وأنت تعتقد أنك في مدينة فاضلة، بل الواقعية مطلوبة فـ

  • هناك من يفرحون لنجاحك وهناك العكس...
  • فهناك نفوس، تتوق لبعث الأمل، وصناعة الأمجاد، التي تعود بالنفع على البشرية، وهناك نفوس متعطشة، تسعى للنيل منه، ولهذا علينا أن نبقي أبواب الأمل مفتوحة أمام كل مبدع.

متكراً معك انه

  • إذا تمنيت أن تنجز إنجازاً عظيماً، فهذا الإنجاز يتطلب قدراً من المجازفة، وأنك إذا خسرت فأنت لا تخسر كل شيء لأنك تتعلم دروسا نافعة لمستقبلك.
  • فأنت من تصنع حياتك بنفسك
     

متذكراً معك عزيزى القارئ:

بعض القيم، والنقاط الحياتية التى توصلنا لها من خلال الثلاث والخمسين قصة السابقة ومنها:

1. من يخشى صعود الجبال، يعيش حياته بين الحفر.

2. هناك مَنْ يصطاد بالصنارة، وهناك مَنْ يصطاد بالشبكة.

3. لنضع أنفسنا مكان الآخرين ولا نحكم عليهم، فربما لو كنا مكانهم لفعلنا مثلهم.

4. إذا جعلت نفسك دودة، فلا تلُم الآخرين إن داسوا عليك بأقدامهم.

5. ليس كل ما يُعرف يُقال، فبعض الكلمات قد تفتح علينا وعلى الآخرين أبواباً قد لا يمكن غلقها.

6. آن الآوان لنرى أنفسنا بشكل أفضل، ونستثمر إمكانياتنا لتطوير أنفسنا فنعيش الحياة التى نرجوها ونستحقها.

7. الناس كالسلحفاة إن أردتهم أن ينزلوا عند رأيك فأدفئهم بعطفك، ولا تجبرهم على فعل ما تريد بعصاك.

8. لا تفترض أن الطرف الآخر سيفهم قصدك، ويرى الأمور كما تراها أنت.

9. إعرف طبيعة من تتعامل معه، فهناك من يكفيه نظرة ليعرف أنه أخطأ، وهناك من يحتاج إلى قدر من المواجهة الحكيمة ليعرف مكانه ومكانته.

10. كن متجدداً، تجنب تكرار ما فعله غيرك وأبدع جديدا لحياتك على الدوام ولا تكن نسخة من شخص آخر، فأنت شخص فريد فى قدراتك وليس لك نظير.

11. كن أنت التغيير الذى تريد إحداثه فى الآخرين.

12. عندما تنظر إلى الماضى تعلم منه، وعندما تنظر إلى المستقبل تطلع إليه.

13. إذا أردت أن تحلق مع النسور،فلا تقضى وقتك مع الدجاج.

14. إن لم تكن ناضجاً لقبول النقد، فلستَ ناضجاً بعد لقبول المدح.

15. غالباً ما يكون النجاح حليف أولئك الذين يعملون بجرأة، ونادراً ما يكون حليف أولئك المترددين الذين يهابون المواقف.

16. عندما تواجه التحديات، كن صلباً لا رخواً.

17. اعمل من الحجارة التى تواجهك، سلماً للارتفاع.

18. النجاح يتطلب منك أن تمشى فى الإتجاه الصحيح حتى لو كان بسرعة السلحفاه.

19. لا تظن أن رأيك هو الرأى الصحيح، أو هو الرأى الصحيح الوحيد.

20. كل حدث تتعرض له، تعلم منه، وخذ أفضل ما فيه، ولا تتباكى بل إمض بقوة.

21. التحديات التى تواجهها، إما تعطيك دفعة وقوة للأمام أو تتركك جريحاً متقهقراً، وكلاهما من اختيارك.

22. عليك أن تدفع مقدماً (إعداد وجهد ووقت...) ثمن ما تريد الحصول عليه.

23. يمكنك بالإرادة القوية أن تعوض ما ضاع، بل تحقق أكثر منه، لأنك الآن أصبحت أكثر خبرة من الماضى.

24. تظهر شجاعتك عندما تكون أنت من الأقلية.

25. ما لا يؤخذ كله لا يُترك كله وافعل ما تستطيع فعله الآن.

26. منع شخص من السقوط هو أفضل من مساعدته بعد السقوط.

27. أنت حيث تضع نفسك.

28. وراء كل تحدى (مشكلة)، فرصة عظيمة.

29. سلوك الشخص الناضج السوى لا يتوقف على سلوك الآخرين، إنما له مبادئه ومعاييره الخاصة.

30. الاختلاف فى حد ذاته يوسع مجال رؤيتنا للأحداث، وفهمنا للأشخاص.

31. معلومة بسيطة قد تنقذ حياتك وحياة الآخرين.

32. لنحيا ونحن على يقين من أن كل الأشياء تعمل معاً للخير.

33. الحياة تتعامل معك على أساس الاستحقاق وليس على أساس الاحتياج.

34. إسأل قبل أن تُقدم على أية خطوة جديدة.

35. أفضل استعداد للغد، هو أن تبذل قصارى جهدك اليوم.

36. ليس بالضرورة أن تكون عظيماً لكى تبدأ، بل إبدأ لكى تكون عظيماً.

37. اليد التى تنهضك عند تعثرك، أصدق من ألف يد تصافحك عند الوصول.

38. النجاح الحقيقى هو أن يكون كل من يتعامل معك ناجحاً مثلك.

39. كل ما تستطيع تصوره، يمكنك تحقيقه.

40. كل مجهود تبذله، ستستفيد منه يوماً ما، وبشكل ما.

41. عندما تمنح الآخر، سواء كنتَ تعرفه أو لا تعرفه، من خبرتك وأفكارك، فأنت إنسان رائع...

42. كلما إزداد الشخص نضجاً، كلما بدأ يتحدث فيما يُعْنى ويهم الآخرين.

43. علينا أن نشجع ونكافئ أنفسنا غير منتظرين مكافأة من أحد.

44. من الذكاء الا تكون ذكياً فى بعض المواقف.

45. إن أرت البحث عن اللؤلؤ فلْتغُص إلى الأعماق، وتكتشف الكنوز الدفينة.

46. كل حدث نمر به، له هدف فى حياتنا، علينا أن نستفيد منه.

47. إجتهد فى إستثمار وقتك ومجهودك وحماسك للوصول إلى هدفك، لا الهدف الذى يرسمه لك الآخرون.

48. عش حياتك بتلقائية وبساطة وعفوية، فالألسنة لن تصمت على أية حال.

49. اجتهد أن تقدم المساعدة بطريقة جميلة راقية تحفظ لمتلقيها كرامته ودون ان تشعره بالعجز.

50. مساعدة الآخرين تكون بطريقة صحيحة، وللشخص المناسب، وإلا ستكون النتيجة هى أن من يقوم بمساعدة الآخرين، قد يضر نفسه ويضر الآخرين معه.

51. اختار من تحيط نفسك بهم بعناية شديدة، فهذا سيصنع فارقاً كبيراً جداً فى حياتك

52. إن لم تكن تستطيع الطيران فاجرى وإن لم تكن تستطيع الجرىفامشى وإن لم تكن تستطيع المشى فازحف .. أيا ما كنت فاعلاً عليك الإستمرار بالتحرك نحو الأمام.

53 · جميل أن من نستشيرهم يكونون من أصحاب الكفاءة والخبرة وليس من أصحاب الثقة فقط

54.عندما يكون لديك رؤية واضحة ستتقدم، حتى وإن كانت الامور فى بدايتها غير ملائمة.

تاركين لك عزيزى القارئ، ولتأملاتك الشخصية، ولثرائك الفكرى، وخبرتك الخاصة، استنتاج العديد من الدروس المثمرة من كل قصة بل وإضافة الكثير إليها، ليصبح لكل قصة، على حدة، معنى عام، ومعانى خاصة تتوقف على مدى ثقافة القارئ العزيز...

     ولدروسنا من التنمية البشرية بقية...