كان حصاد عام 1991 من الروايات وفيرا وكانت بعض سنابله ذهبية متالقة وتجيء رواية خالتي صفية والدير لبهاء طاهر في مقدمة الروايات من حيث ما لاقته من إعجاب وتقدير واهتمام وينتهي العام بصدور الأخري للكاتب ابراهيم عبدالمجيد في صمت بالرغم من قيمتها الفنية الكبيرة وتتوالى الأعمال الممتازة والمتميزة مع مطلع العام الجديد لكي تثبت الرواية الي الصدارة بين الأجناس الأدبية من حيث غزارة الإنتاج وارتياد الافاق الجديدة
وكانت من أشهر الروايات المصرية رواية (زينب ) التي كانت تحكي العادات والتقاليد في الريف المصري ومدى قسوتها ويحضرني أيضا جزء من رواية نجيب محفوظ (بين القصرين مع بزوغ الفجر كانت كانت شوارع حي بين القصرين تستيقظ علي أصوات الباعة الجائلين وازيز العجلات الحديدية لعربات الخضار الحي القديم الذي يتصل بين قصري الملك كان ينبض بالحياة منذ الصباح الباكر؛ المباني القديمة باقواسها ونوافذها المطلة على الأزقة الضيقة تعكس عمق التاريخ المصري كان السيد أحمد عبدالجواد يسير في هذا الحي بشموخ يشق طريقه نحو دكانه في هذا الحي العريق،، عاش أهل القاهرة حياتهم اليومية محافظين علي تقاليدهم رغم التغيرات التي بدات تطرأ علي المجتمع....
في حي الحرافبش العتيق كانت الحياة تدورحول الطقوس والعادات التي توارثها جيل بعد جيل كانت المناسبات الاجتماعية مثل الزواج وغيره قدسية خاصة حيث يجتمع أهل الحي في احتفالات مهيبة تملا الأجواء بالفرح والبهجة كان الرجال يتولون إعداد الولائم بينما تتولي النساء تزيين العروس والاحتفاء بها في ليلة الحنة في هذه المناسبات كانت الأغاني الشعبية ترن في الحارات وتختلف روائح الطعام بمشاعوالرضا وعلي الرغم من الفقر الذي يحيط بهم كان أهل الحي يتمسكون بعادلتهم وتقاليدهم التي تشكل حياة لا تتجزا من هويتهم المصرية مؤمنين أن السعادة لا تكمن في المال بل في التازر والمشاركة مقطع من (رواية الحرافبش للكاتب نجيب محفوظ) والبهجة والسرور،،
من رواية اخرى
حتي أشرقت ليلة أمس بعد هداة من الليل فرأيت غرفته مظلمة ساكنة فظننت أنه خرج لبعض شأنه. ..ثم لم يلبث ان سمعت في جوف الغرفة أنه ضعيفة مستطيلة فازعجني مسمعها لبعض شانه وخيل إلي وهي صادرة من أعماق نفسه كأنني اسمع رنينها في أعماق قلبي وقلت أن الفتي مريض ولا يوجد بجانبه أحد أو من يقوم بشأنه وقد بلغ الأمر مبلغ الجد فلابد لي من المسير اليه فتقدمت الي خادمي أن يتقدمني بمصابيح حتي بلغت منزله وصعدت الي باب غرفته فادركني من الوحشة عند دخولها ما يدرك الواقف علي باب قبر ويحاول ان يهبطه ليودع ساكته الوداع الأخير...

