اتعجب من الشامتين في حرائق لوس انجلوس، وزعمهم انها انتقام من الله.
انتقام ممن، ولماذا؟
ساجيبك من منطق ما تؤمن به:
* الم يحدد الله يوما يحشر فيه العباد، وتوزن الاعمال، ويؤتى القصاص، ويجعل المصير جنة او سعيرا؟ هذا هو اليوم الآخر الذي تؤمن به، اليس كذلك؟
اذا، لم يتعجل الله العقاب لعاص قد يتوب بعد غد؟
* لو صحت فرضيتك ان الله حرق البلاد والعباد، اذا فهو غير انتقائي لان من بين الضحايا اناس طيبون.
* كيف تفهم كوارث الهلاك التي اودت بحياة الالاف من المؤمنين الذين كانوا في ضيافة الله بالبيت الحرام وقضوا تحت رافعة الحرم، وغيرهم ممن دهسوا تحت الاقدام لدى رمي الجمرات عبر السنين؟
هل ظنك ان الكريم قد اغتال ضيوفه بدم بارد؟
* ان كان الله يصب جام غضبه علي قوم خرجوا عن طاعته، فلم ظل يرزقهم طوال السنين حتى يوم الحريق؟ مش كان اولى يستخسر فيهم الخير؟
ولو بنفس منطق الانتقام من المعاندين، اين نصرة الله لعباده الطيعين في بلاد تقدست بالمساجد وصارت الغلبة لمحتل، ولم ينصرهم طوال ٧٥ عاما؟
احاول التماس العذر لك بتأويل وتبرير جهلك بالعوز المعرفي، طب ايه الحل في قلة ادبك مع ربك ؟
لست مستوعبا فكرة ان يكون وزير التعليم مجرد خبير متخصص في الشأن التربوي.
يا سادة،
التعليم صناعة تتطلب المام القائم عليها بالعلوم التربوية - طبعا - ومعها خبرة بالخريطة الديموجرافية والبعد الاقتصادي للدولة، والثقافة المجتمعية، وفهم ربع ما يفهمه الطبيب، ونصف خبرة رجل الاقتصاد، ونصف رجل سياسي.
باختصار، وزير التعليم يجب ان يكون مجلسا من خبراء في كل هذه المجالات.
هل تتذكرون د. حسين كامل بهاء الدين طبيب الاطفال الذي تبوأ مقدرات التعليم لتسعة عشر عاما، الغى خلالها خطط التعليم السابقة، واستحدث انظمة تجريبية تتغير كل ثلاث سنوات، تارة بالغاء الابتدائية، وتارة دمج اولى وثانية ثانوي، وتكرار كل من المحاولتين مرات عديدة.
الحل ليس في وزارة، بل في مجلس من الخبراء في علم الاجتماع والصحة والاقتصاد والسياسة، وكافة المجالات ذات الصلة يؤسسون خطة خمسية لا تمس ولا تلغى لنهايتها.
ابشع مناهج ادارة المجتمعات، هو منهج التجربة والخطأ.
سوف يفضحكم الذكاء الاصطناعي عما قريب.