ان الحريات لا تعطى ولكنها تنتزع مقوله لم نفهم معناها على مر سنوات طوال ولكننا نرددها حين نمر باوقات صعبه ولكننا لمسناها تلك الأيام وخاصة وقع أثرها على هذه الأجيال التي عاصرت هذه الأهوال والأحداث التي لم ولن نشاهدها سوى في الأساطير التي كنا نسمعها قديما يقصها علينا الأجداد فقد كنا نسمع عن المقاومة وكيف قاوم الكثير من الشعوب الإحتلال ودرسنا كثيراً في التاريخ ولكننا وأبنائنا نسمع دون إهتمام وإن كانت الدراسة تتضمن فقد قرأنا العديد من أسماء المناضلين ولكنه لم يعلق بأذهاننا سوى بعض الشخصيات التي تتكرر باستمرار أو درست في الكتب بمجرد أن تنتهي الدراسة تمحى الذاكرة إلا إذا سمحت بوجود بعض الاسماء
ولكننا نعيش ظروفا لمسها أبناؤنا وشاهدها بام اعينهم وقد لمسوا أبطال حقيقيين استثنائيين وقدعرفوا معنى البطولة وكيف هو حب الوطن وكيف يكون الدفاع عن الأرض والعرض ومدى جثامة التضحيات
ومعنى كلمه رباط وصبر وهم يشاهدون كل يوم تضحيات شعب يضحى بالغالي والنفيس بمنتهى الرضا في محاولة للحفاظ على أرضه وعرضه مقتنعابقضيته .من محتل يسعى إلى طمس هويته ومعتقداته ويحاول الإستيلاء على أرض لم تكن يوما أرضه ولم يكن له وجود عليها يوما
فكيف هم أبطال هذا الشعب يقاومون منذ تاريخ ولم يكلوا ولم يملوا وقد سطروا أسمائهم في قلوب كل ابناء الوطن العربي وكيف أن كفاحهم قد علم العالم وعلم عليه
وكم مر عليهم من خذلان ولكن هذا الشعب الأبي لم يياس ولم يخرج من بين طياته شخصيات كرتونيه ولكن خرج من هذه المحن الجسام شخصيات وبطولات حقيقية
ورغما عن الأجيال تعلموا السياسة وانخرطوا فيها وتعلموا معنى النضال في سبيل إعلاء كلمه الحق والثبات على المبدأ
ودون أن يشعر هذا العدو الأعمى الذي لم يبصر أنه قد خلق جبهه مضادة تحمل كل مشاعر الغضب الذي يمكن أن يشتعل وتشتعل معه المنطقه ككل فقد حفرت هذه الاحداث أسماء المناضلين بل وأبرزها وجعلت منها أساطير يقتدى بها جيل كامل
وفي ظل نسيان السيوف العربية سنوات الشموخ أطلت علينا بطولة لرجل أبا إلا أن يقضي سنوات عمره وهو يدافع عن قضيتة وعن مبدأ تبناه ووهب حياته فداء لوطنه يجابه جيش مارق منبوز وفي ظل عمائم تدلت على العيون فاعمتها فقد رسم هذا الفارس الأسمر إسمه بحروف من نور وستظل صورته وهو الفارس الستيني وهو جالس على أريكته وقد انهكته جراحه رافض الإستسلام حتى الرمق الأخير وقد تلثم كي لا يعرفوه فربما إذا كشفت شخصيته فضلوا أسره ولكنه تلثم حتى لا تكتشف هويته فقد تعرفوا عليه بعد أن فاضت روحه الى بارئها وقد شاهدنا صورته وشاهدها كل احرار العالم من كل الثقافات والديانات واللغات وقد شاهدوه وسمعوه وهو يناضل بصوته كما يفعل الزعماء ولكنه بفطره عمريه كريمه ابا الاستعباد وخلع ثوب الخضوع وحارب فى الميدان فارس حتى بترت يده فرفع الأخرى يلوح بعصاه وكأنه يرسل رساله للعالم أنه يحارب بما هو مستطاع وهو جالس جريحا على اريكه قد نابت عن كل العروش فحملت ملكا شعبيا غير متوج على قلوب العروب أجمع وستظل هذه الأسماء على مر التاريخ مناره ترسم طريقاً مضاءا حتى يسير ذوي القلوب السليمه على دربهم فهم لم يموتوا ولكننا نحن الأموات في زمن غثاء السيل
فلك منا كل الطيب من الدعاء ان يتقبلك الله شهيدا من أهل الجنه ابا ابراهيم فإن الموت رواية الفتى يكون لحق أم لباطل انتمى
(يعيش الفتى مهما تكلم ساكتا فان مات افضى موته فتكلم) للشاعر تميم البرغوثى .