كيف فعلها ترامب واستعاد السلطة في امريكا؟! بقلم دكتورة / مريم المهدي

كيف فعلها ترامب واستعاد السلطة في امريكا؟! بقلم دكتورة / مريم المهدي
كيف فعلها ترامب واستعاد السلطة في امريكا؟! بقلم دكتورة / مريم المهدي
استيقظ الأميركيون والعالم أجمع صباح الأربعاء، السادس من نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، ليتفاجأ الجميع بالفوز الساحق للرئيس السابق دونالد ترامب بالانتخابات الأميركية، وعودته مجددًا لاعتلاء سدة الحكم في البيت الأبيض في يوم العشرين من يناير/ كانون الثاني القادم، ليبدأ كتابة فصل جديد في مسيرة الولايات المتحدة الأميركية والعالم، لا يستطيع المرء حاليًا التنبؤ بتداعياتها السلبية أو الإيجابية.
 *  يقولون إن الوصول إلى القمة أمر مهم، لكن الأهم هو التمكن من الاستمرار والبقاء عليها، فما بالك بالنجاح في استعادتها أو العودة إليها بعد فقدها .!!:
    قليلون هم من نجحوا في تحقيق ذلك، في المعتاد أن من يترك السلطة إن كان في دولة ديمقراطية فهو يذهب غالبا إلى غياهب النسيان، وإن كان في دولة غير ذلك، فربما يذهب  إلى السجن أو إلى ما هو أسوأ.
  فوز ترامب على هاريس وعودته إلى السلطة مجددا تدفعنا إلى العودة إلى التاريخ للبحث عمن قام بهذه المحاولة من قبل لنجد 4 رؤساء نجح منهم واحد فقط (قبل ترامب) في استعادة السلطة بعد فقدها، بينما فشل ثلاثة آخرون :
المحاولة تكررت عبر رئيس ديمقراطي آخر هو غروفر كليفلاند (Grover Cleveland) الذي كان حاكما لنيويورك قبل أن يفوز بانتخابات الرئاسة التي جرت عام 1884، لكنه خسر الانتخابات التي جرت بعد 4 سنوات ليكتفي بولاية واحدة، ولكن إلى حين.
فبعد 4 سنوات من العمل بالمحاماة، قرر كليفلاند الترشح للرئاسة مرة أخرى عام 1892، وتكللت جهوده بالنجاح ليصبح أول رئيس أميركي يتولى السلطة في ولايتين غير متتاليتين. 
كلمة السر في فوز ترامب :  في‭ ‬أمريكا‭ ‬وخارجها‭ ‬فوجئ‭ ‬الكل‭ ‬بالفوز‭ ‬الساحق‭ ‬الذي‭ ‬حققه‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬انتخابات‭ ‬الرئاسة‭ ‬الأمريكية‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬الكثيرين‭ ‬اعتبروه‭ ‬بمثابة‭ ‬زلزال‭ ‬سياسي‭.‬ 
 
- هناك بصفة عامة سببان وراء فوز ترامب  : 
 الأول‭ : ‬أن‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬وعلى‭ ‬رأسهم‭ ‬الرئيس‭ ‬بايدن‭ ‬والمرشحة‭ ‬كامالا‭ ‬هاريس‭ ‬بنوا‭ ‬حملتهم‭ ‬الانتخابية‭ ‬على‭ ‬تصوير‭ ‬ترامب‭ ‬بأبشع‭ ‬صورة‭ ‬ممكنة‭. ‬وجهوا‭ ‬إليه‭ ‬أشنع‭ ‬الاتهامات‭ ‬بأنه‭ ‬ديكتاتور‭ ‬فاشي‭ ‬ومعجب‭ ‬بهتلر،‭ ‬واعتبروا‭ ‬أنه‭ ‬يمثل‭ ‬خطرا‭ ‬على‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الأمريكية‭ ‬وتهديدا‭ ‬للأمن‭ ‬القومي‭ ‬الأمريكي‭.. ‬وهكذا . وبالطبع‭ ‬تصور‭ ‬الديمقراطيون‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الاتهامات‭ ‬سوف‭ ‬تخيف‭ ‬الناخبين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬من‭ ‬ترامب‭ ‬وتبعدهم‭ ‬عنه‭.‬ 
والثاني‭ : ‬أن‭ ‬تقديرات‭ ‬المحللين‭ ‬ونتائج‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬قبل‭ ‬الانتخابات‭ ‬لم‭ ‬تتوقع‭ ‬أبدا‭ ‬فوز‭ ‬ترامب‭ ‬وكانت‭ ‬أميل‭ ‬إلى‭ ‬ترجيح‭ ‬كفة‭ ‬هاريس،‭ ‬وأقصى‭ ‬ما‭ ‬ذهبت‭ ‬إليه‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬المنافسة‭ ‬محتدمة‭ ‬جدا‭ ‬وحظوظ‭ ‬المرشحين‭ ‬متساوية‭.‬  ‬لهذين‭ ‬السببين‭ ‬كان‭ ‬فوز‭ ‬ترامب‭ ‬مفاجئا‭ ‬ومحيرا‭. ‬وبالطبع‭ ‬بدأ‭ ‬الكثيرون‭ ‬يتبارون‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬تفسير‭ ‬ما‭ ‬حدث‭.‬
 - فهناك محللون‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬تفسير‭ ‬فوز‭ ‬ترامب‭ ‬تحدثوا‭ ‬عن‭ ‬جوانب‭ ‬كثيرة‭ ‬منها‭ ‬مثلا،‭ ‬عدم‭ ‬الرضا‭ ‬الشعبي‭ ‬العام‭ ‬عن‭ ‬السياسات‭ ‬الداخلية‭ ‬للديمقراطيين‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬مثل‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والهجرة‭ ‬وغيرها،‭ ‬واعتبروا‭ ‬أن‭ ‬الموقف‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬الداخلية‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬حسم‭ ‬الفوز‭ ‬لترامب‭.‬
  - وهناك محللون‭ ‬اعتبروا‭ ‬أن‭ ‬أمريكا‭ ‬ليست‭ ‬مستعدة‭ ‬بعد‭ ‬لقيادة‭ ‬امرأة‭ ‬للبلاد‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬المواقف‭ ‬والسياسات‭.‬
   - ىالبعض‭ ‬اعتبر‭ ‬أن‭ ‬قطاعا‭ ‬لا‭ ‬يستهان‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬الأمريكي‭ ‬وخصوصا‭ ‬الناخبين‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمين‭ ‬عاقبوا‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬بسبب‭ ‬موقفها‭ ‬من‭ ‬حرب‭ ‬إبادة‭ ‬غزة‭.‬  بالطبع‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬العوامل‭ ‬مهمة‭ ‬بهذا‭ ‬القدر‭ ‬أو‭ ‬ذاك،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬تقديري  ‬   أن‭ ‬كلمة‭ ‬واحدة‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تفسر‭ ‬أساسا‭ ‬هذا‭ ‬الفوز‭ ‬التاريخي‭ ‬وعودة‭ ‬ترامب‭ ‬إلى‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭. ‬هذه‭ ‬الكلمة‭ ‬هي‭ ‬‮ «‬القوة »‬‭.‬
  - ضعف بايدن :  الذي‭ ‬حدث‭ ‬أن‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬من‭ ‬أضعف‭ ‬الإدارات‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬أمريكا‭. ‬وقد فشل‭ ‬بايدن‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الوعود‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬عندما‭ ‬تولى‭ ‬السلطة‭ ‬وأثبت‭ ‬أنه‭ ‬أضعف‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يحقق‭ ‬هذه‭ ‬الوعود‭.‬
  -  وعد‭ ‬مثلا‭ ‬بأن‭ ‬يستعيد‭ ‬مكانة‭ ‬أمريكا‭ ‬كقوة‭ ‬قائدة‭ ‬في‭ ‬العالم‭. ‬ولم‭ ‬يتحقق‭ ‬هذا‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬العكس‭ ‬انهارت‭ ‬مصداقية‭ ‬أمريكا‭ ‬ومكانتها‭ ‬العالمية‭.‬ _ ووعد‭ ‬مثلا‭ ‬بأن‭ ‬يوحد‭ ‬صفوف‭ ‬الشعب‭ ‬الأمريكي‭ ‬وينهي‭ ‬الانقسامات‭ ‬الحادة‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬وأيضا‭ ‬لم‭ ‬يتحقق‭ ‬هذا‭.‬ .....وبشكل‭ ‬عام‭ ‬بدت‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬مع‭ ‬بايدن‭ ‬ضعيفة‭ ‬عاجزة‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬تحقق‭ ‬ما‭ ‬تصرح‭ ‬به‭ ‬أو‭ ‬تعد‭ ‬به‭. ‬ولعل‭ ‬أبلغ‭ ‬مثال‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬مع‭ ‬حرب دمار غزة وإبادة شعبها. 
 
   --  وهناك بصفة خاصة ما غفلت عنه هاريس واستغله ترامب للفوز بالرئاسة : 
 فقد حاول  الحزب الديمقراطي الأميركي بكل الوسائل الممكنة كبح جماح حركة ترامب السياسية ومنعه من الوصول للبيت الأبيض مرة ثانية، تارة من خلال اتهام الرئيس ترامب مرتين بانتهاك الدستور الأميركي في مجلس النواب – قبل فشل إدانته في مجلس الشيوخ الأميركي – وتارة من خلال الملاحقات القضائية التي إدانته في أكثر من قضية، ليصبح أول رئيس أميركي سابق مدان قضائيًا في المحاكم الأميركية. 
لم يكن ترامب مرشحًا تقليديًا للرئاسة الأميركية، فقد حطّم كثيرًا من القواعد والتقاليد الأميركية للمرشحين الرئاسيين، سواء من الحزب الديمقراطي أو الجمهوري.
   - فبينما نجح ترامب في استغلال حالتي الخوف والغضب لدى الكثير من الناخبين الأميركيين حيال العديد من القضايا الأساسية، مثل: الاقتصاد، والهجرة غير الشرعية، والأمن والسلام العالمي استغلالًا بارعًا، فشلت حملة هاريس في مخاطبة هذه القضايا بما يزيل المخاوف، ويقلل من حدة الغضب الأميركي تجاه مستقبل بلادهم. 
  -  فقد راهنت هاريس رهانًا فاشلًا على إقناع الناخب الأميركي بأن ترامب المدان قضائيًا في المحاكم الأميركية والمتهم مرتين بخرق الدستور الأميركي في مجلس النواب يشكل خطرًا على الديمقراطية الأميركية.بيدَ أن الدعايات الانتخابية لترامب ركزت علانية على القضايا الأساسية التي يواجهها الشعب الأميركي ورؤية الكثيرين الذين، ربما لا يروقهم السلوك الشخصي لترامب، إلا أنهم يعتقدون أنه أكثر قدرة على حل هذه القضايا من كامالا هاريس.
 
   - ( الإقتصاد )  ايها الغبى  مرة اخرى !! :     
   أعادت هزيمة هاريس القاسية لتعيد للأذهان العبارة الشهيرة التي أطلقها جيمس كارفيل ، كبير مديري حملة كلينتون الانتخابية لعام 1992، لتصبح شعار حملة كلينتون الانتخابية " إنها مشكلة الاقتصاد، أيها الغبي! " ، ليحقق كلينتون فوزًا ساحقًا ضد الرئيس جورج بوش الأب، رغم شعبية الأخير الجارفة عقب انتصاره في حرب الخليج الثانية، وتحرير الكويت من قبضة قوات الرئيس العراقي صدام حسين عام 1991. كما يبدو من خلال إجابات استطلاعات الرأي – للناخبين الذين أدلوا بأصواتهم – أن قضية الاقتصاد الأميركي، وصعوبة الظروف المعيشية في الولايات المتحدة لمعظم أفراد المجتمع الأميركي، هي إحدى الأسباب الرئيسة لفوز ترامب.
 والغريب في الأمر هنا أن الاقتصاد الأميركي نجح في تجاوز أزمة (COVID-19) الصحية العالمية، والأزمة الاقتصادية الخانقة التي أوجدتها، بفضل سياسة بايدن الاقتصادية وتحفيزه للاقتصاد الأميركي، ودعمه للأسر الفقيرة، وخاصة الأسر ذات الدخل المنخفض المُعِيلة لعدد من الأطفال. بيدَ أن معدلات التضخم العالية جدًا، التي لم تشهدها الولايات المتحدة منذ عدة عقود، أثرت تأثيرًا واضحًا في ارتفاع أسعار السلع والخدمات الأميركية بشكل لم يتعوّد عليه المستهلك الأميركي من قبل.
  كذلك، أدت معدلات الفائدة المرتفعة، وخاصةً فيما يتعلق بالرهون العقارية، إلى إحجام الملايين عن تحقيق "حلمهم الأميركي" بامتلاك بيتٍ لأسرهم، مما اضطرّ الأسر لمواجهة أسعار إيجار العقارات والشقق السكنية المتصاعدة تصاعدًا جنونيًا.
 لم تنجح معدلات النمو الاقتصادي الإيجابية ولا معدلات نمو الوظائف العالية في عهد بايدن بإقناع الناخب الأميركي بتحسن الأوضاع الاقتصادية في عهده، وذلك لما يشعر به الناخب الأميركي من معاناة شبه يومية في تلبية احتياجاته المادية الأساسية.
ومن المفارقات العجيبة أن ترامب سيرث اقتصادًا قويًا بدأ في التعافي من معدلات التضخم العالية؛ نتيجةً لسياسات بايدن الحالية، والذي لم يمنحه الناخب الأميركي صوت شكرٍ عليها في هذه الانتخابات.
 
 - قضية الهجرة غير الشرعية:
 يدرك الأميركيون عمومًا استفحال قضية الهجرة غير الشرعية عبر الحدود البرية الطويلة مع جارتهم دولة المكسيك. فعلى سبيل المثال، وصل إلى الولايات المتحدة أكثر من 10 ملايين مهاجر غير شرعي في عهد إدارة الرئيس بايدن، مقابل حوالي 2 مليون في عهد الرئيس ترامب. جعل ترامب من قضية محاربة الهجرة غير الشرعية وبناء جدار حدودي عازل مع المكسيك، وترحيل المهاجرين غير الشرعيين قضية مركزية في جميع حملاته الانتخابية في الأعوام: 2016، 2020، و2024. وفي المقابل، تجاهل الديمقراطيون معالجة قضايا الهجرة غير الشرعية والحدود المفتوحة، وعدم إكمال الجدار الحدودي الذي بدأه ترامب، وكذلك معالجة طلبات اللجوء السياسي عند الحدود المكسيكية.
  بينما لم يتحرك الديمقراطيون في قضية الهجرة غير الشرعية إلا عند اقتراب موسم الانتخابات الأميركية، عندما حاولوا تمرير تشريع لمواجهة هذه الظاهرة المتفاقمة، بمساعدة الجمهوريين في الكونغرس، إلا أن ترامب كان أكثر ذكاءً حين ضغط على أعضاء حزبه لإفشال هذا المشروع التشريعي؛ حتى يواجه الديمقراطيون تبعات سياستهم في هذا المجال في هذه الانتخابات.
حاولت حملة هاريس دون جدوى اتهام ترامب بالعنصرية والسخرية من الأقلية اللاتينية في أميركا لنيل أصواتهم، لكنها فشلت في جذب أصوات الرجال من هذه الأقلية. وفي محاولة يائسة، توقع بعض المحللين السياسيين نجاحها، ربطت هاريس بين نكتة قالها كوميدي ساخر غير معروف بشأن جزيرة بورتوريكو، لتذكّر الناخبين من أصول لاتينية في ولاية بنسلفانيا وغيرها باحتقار ترامب لخلفيتهم العرقية.
خسرت هاريس ولايات ما يسمى بالجدار الأزرق ذات الولاء العميق للحزب الديمقراطي، مثل: بنسلفانيا، وميشيغان، لفشلها في حشد دعم الأقليات اللاتينية فيهما حتى فيما يتعلق بقضايا الهجرة.
لطالما حذّر ترامب من مخاطر حدوث حرب عالمية ثالثة في حال فوز هاريس، وذلك لكونها امتدادًا لسياسات بايدن في العلاقات الدولية وتشجيعها للحروب في أوكرانيا وغيرها.
 
-  قضية النزاعات والحروب والسلام العالمي :
زعم وردد ترامب مرارًا أن مثل هذه الحروب لم تكن لتحدث في عهده لما يُكنّه قادة العالم من احترامٍ ومهابةٍ لشخصه. كما تباهى بكونه أول رئيس أميركي في العصر الحديث لم يرسل الجنود الأميركيين في حروب جديدة.  أثرت حرب غزة الدامية وعجز إدارة بايدن وهاريس عن إيقافها في فقدان العرب والمسلمين الأميركيين تعاطفهم ودعمهم لهاريس في ولايات انتخابية متأرجحة مثل ميشيغان.
 وتظل كيفية ترشح هاريس للانتخابات سببًا جوهريًا آخر يضاف إلى ما سبق. بينما حسم الحزب الجمهوري مرشحه للرئاسة باختيار ترامب في الانتخابات الأولية، أصرّ بايدن على خوض الانتخابات الأولية وفاز بها دون منافسة حقيقة، قبل أن يقرر متأخرًا الاعتزال قبيل انعقاد مؤتمر الحزب الديمقراطي العام؛ نتيجةً لأدائه الضعيف في المناظرة الرئاسية مع ترامب.
لم تجد هاريس غير حوالي ثلاثة أشهر لإدارة حملة انتخابية، في حين يحتاج المرشحون للرئاسة عادةً لعامين على الأقل لتأسيسها. ورثت هاريس حملة بايدن الانتخابية، ورغم الدعم المادي الضخم الذي تدفق عليها، فقد فشلت في النأي بنفسها عن سياسيات بايدن الداخلية والخارجية.
فاز ترامب بهذه الانتخابات ليس لحبّ الأميركيين لشخصيّته، وإنما لاعتقادهم أن فوز هاريس يعني أربع سنوات أخرى من حكم بايدن.