عم عبدو نجار محترف، كان يعمل بالمصنع الكبير . أيضاً لديه ورشة خاصة يصنع بها بعض الاشغال الخشبية لحساب المصنع عندما يزداد العمل.
صنع كرسياً متيناً من خشب السنديان ، تركه بالورشة واغلق الباب ، وأخذ يرش الماء أمام الورشة و لا سيما على العتبة ، هذه عادة النجارين لكى لا تشتعل النشارة الناعمة من أعقاب السجائر و تسرى النار للداخل.
فى الصباح قال فى نفسه " اليوم لم اذهب إلى المصنع ، سوف أنهى طلاء الكرسى بطلاء كامل اللمعان. فتح عم عبدو الورشة ، فلم يجد الكرسى الذى تعب في صناعته .
لم يفكر كثيراً و عرف أن إمام المسجد قد أخذه و استولى عليه. بالبارحة لاحظ عم عبدو بعض الشباب ، أتباع الإمام يحومون حول الورشة. فالأمر واضح للجميع ، أنهم أتوا ليلاً و كسروا القفل و أخذوا الكرسى. كانت حالة الكرسى جيدة ، له طلاء نصف لامع ، لكن لا يهم الطلاء طالما الخشب سنديان ، فالسنديان معروف بقوته و تحمله لعقود و قرون.
طار عقل النجار ، كيف يجرؤ السيد الإمام على هذه الفعلة الشنعاء ؟ كيف و هو القدوة؟ أعلى القدوة تحريض الشباب ؟ و هل سيجد مبرراً لهذا التعدى على الورشة و سرقة كرسى السنديان ؟
ذهب النجار إلى السيد الإمام لكى يسترد الكرسى، وجد اتباع الشيخ متمسكين به . حدث شد وجذب فتخلخلت أرجله ، بعد عناء استطاع النجار أن يخلّص الكرسى من بين أيديهم. عاينه معاينة عاجلة فوجده يحتاج بعض الغراء و الطلاء ومسامير عدة.
كل هذا لا يمثل مشكلة ، المشكلة الكبرى إن عم عبدو وجد أن كل أرجل الكرسى قد قُطعَ منها جزء. الامام قطع منها جزءاً ليكون الكرسى مريحاً ومناسباً لقامته القصيرة .
أخذ النجار يفتش عن مال لكى يعيد ترميم الكرسى، لكن المال شحيح.ووجد صعوبة فى إعادة الأرجل طويلة كما كانت.
ماذا يفعل عم عبدو النجار . أخذ يردد " الله لا يعطيك العافية يا مولانا ، الله لا يعطيك العافية يا مولانا".