انتهت الانتخابات الأمريكية بفوز ساحق لترامب رغم السباق الحميم مع كامالا هاريس التى حملت على عاتقها نفايات بايدن السياسيه والاقتصاديه وخاضت الانتخابات بعد سقوط بايدن بالضربة القاضية فى مناظرة أكتوبر الماضى عجل بنهايته ساهمت فى التعجيل بنهاية بالانسحاب من سباق الرئاسة وسلم العهدة الثقيلة بما فيها من سلبيات وايجابيات الى نائبته كامالا هاريس بضغوط كثيفه من الحزب الديمقراطي ورموزه وتم التصويت لصالحها لتخوض الانتخابات أمام الرئيس السابق ترامب بما له ما باع وخبره كبير أمام الناخب الامريكى ورغم كبر سن ( 78 عاما ) كان حادث الاغتيال الذي تعرض له اهميه كبيره فى تعاطف الشعب الامريكى معه والتصويت لصالحه خاصة الولايات السبع المتأرجحة التى حصد كل نقاطها بالإضافة إلى وضوح الرؤيه فى الملفات الاقتصادية والهجرة والإجهاض
بالإضافة إلى عدم رغبة الأغلبية من الشعب الامريكى فى تولى امرأة من أصول افرو اسيوية مقاليد الحكم كما ان عدم انجاب هاريس أطفال بيولوجيين لم يحظ بقبول جيد لدى الناخبين لتنتهي عملية الانتخابات باكتساح ترامب وحصوله على 312 صوتا مقابل 226 صوتا لصالح كامالا وهى عدد اصوات الولايات المضمونة لصالح الحزب الديمقراطي على ان يتسلم مقاليد ادارة البيت الأبيض فى حفل تنصيبه يوم 20 يناير القادم .
بدأ الرئيس المنتخب ترامب وفريقه الانتقالى الإعداد لتسلم السلطة واختيار اعضاء ادارته المقبلة حيث اختار مدير حملته الانتخابية سوزان وايلز لتكون كبير موظفي البيت الأبيض ووزير الأمن القومى والخارجية والمالية والأمن الداخلى والدفاع وغيرها من الحقائب التى تقوم بمهامها فور توليه السلطة
يساور قادة دول الاتحاد الاوروبى القلق بشأن كثير من الملفات التى قد تشكل نقاط خلاف مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مثل الرسوم الجمركية وحلف شمال الاطلسي وحرب أوكرانيا فى الوقت ذاته احتفلت أحزاب أقصى اليمين التي وصلت الى سدة الحكم فى عدة دول أوربية احتفلت بفوز ترامب فهى ترى فيه نموذجا ملهما .
سيولد انتصار ترامب مزيجا من التفاؤل بالإحباط والانزعاج فى الشرق الاوسط لكنه لن يؤدي الى تغييرات جذرية فى السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط خاصة بعد اختياره لبعض الحقائب من الصقور واليمين المتطرف
اجد ان انتخاب ترامب لن يؤدى الى تغيير يذكر فى مسار الحرب الاسرائيلية مع اذرع ايران بالمنطقه خاصة غزه ولبنان والمشروع الذي يقوم نتنياهو بتنفيذه فى غزة ولبنان يستندون فى ذلك الى حقيقة ان الجمهوريين والديمقراطيين يقدمون دعما لا محدود لاسرائيل على الدوام وعلى مستوى القضية الفلسطينية يبدو ان الاختلاف الرئيس بين بايدن وترامب هو المتعلق بصفقة القرن التى هى مشروع التسوية بين الفلسطينيين والاسرائليين الذى طرحه ترامب خلال ولايته الاولى واخطر ما فى المشروع انه صفقه وليس انفاقا وهذه الصفقه يريد ترامب تنفيذها وان كان اصوات العرب والمسلمين التى حصدها فى هذه الانتخابات ليست فى الحقيقة حبا فى ترامب وإنما عقابا للرئيس بايدن ونائبته هاريس .
أما سيناريوهات لتعامل ترامب مع الحرب اللبنانية فهل سيتطلب من اسرائيل سحب قواتها والموافقه على وقف اطلاق النار ؟ ام سيدعم هجوما بريا واسع النطاق على امل القضاء على حزب الله والقضاء على قدراته العسكرية وبنيته التحتية بشكل نهائى .
علينا ان ننتظر المتغيرات الجيوسياسية التى قد تحدث خلال الأيام المقبلة قبل وبعد استلام ترامب رئاسة البيت الأبيض وعلينا ألا نفرط فى التفاؤل كثيرا ولا يصيبنا الاحباط واليأس .