القاص والناقد المصري طارق عبد الوهاب جادو ، هو أحد أهم أقطاب الشباب المعاصرين في النقد والقصة ، ولقد آستوفى ذلك من خلال آلهاماته الآبداعية ، وقواعده الآحترافية التحليلية ، ولحواصله المعرفية في المجال الثقافي ، كقاص وناقد من الطراز العالي ، بأدواته اللغوية والبلاغية والأسلوبية ، وكرمز من رموز النقد في العالم العربي ، لطرحه الموضوعي لكل دراسة نقدية له ، حيث يفكك كل قراءة الى أبواب مستقلة بذاتها ، ويربطها بمضمون النص ، ليظهر عمق الجوانب الجمالية والفنية ، كظلال عذبة لمشاهد النص المقروء ، وهنا تكمن شطارته ، لأنه يلعب بمعايير وأحكام بآختلاف الفن النقدي ، وهو النظر في الأثر الأدبي وتحليله مضمونا وشكلا ، ثم الحكم عليه وتقويمه ، لان الناقد طارق عبد الوهاب جادو ، يمر في اي دراسة يشتغل عليها ، من أربع مراحل توظيفية وهي :
1 - الموهبة النقدية
2 - الأهلية العلمية والكفاءة
3 - العدالة والآنصاف
4 - آلتزام الأدب
وهنا أيضا تبرز مكامن القوة النقدية للناقد طارق عبد الوهاب جادو ، بحكم آنتمائه الى مجالات متعددة ، وهي بمثابة نفائس في رصيده المعرفي ، كوقفة على دلالياته اللغوية وأسسه البلاغية ، المستنبطة من دراساته المتميزة من أي نص نقدي ، وبثلاث محددات أساسية في عملية نقده وهي :
1 - التمييز
2 - الأعضاء
3 - القبض
ويعد النقد في منهجه التحليلي ، يمر أيضا من مراحل أخرى وهما :
1 - التفسير
2 - التقييم
مما يسهل عليه عملية تحويل النص ، الى مرحلتين آضافيتين وهما :
1 - الملاحظة
2 - التحليل
لكي يستسهل قراءة النص ، ومحاولة فهم مقاصده ، ليقوم بعدها بتحليل النص وتوزيعه الى عناصره الأولية ، لينظم بعدها الأجزاء مع بعضها البعض ، على أساس نقدي فني وجمالي ، حيث الآتجاه الحدسي ، كأهم النقط التي يتميز بها ، لأن ملكة الحكم الجمالي كآستثناء ، هي أكثر جدارة من ملكة الحكم العقلية بحمل حس مشترك ، لأن الذوق هو تملكه الحكم قبليا ، على قابلية تبليغ المشاعر المرتبطة بتمثل معطى ما ، من دون وساطة مفهوم ، أو بناء بلوكات معرفية ، الى حالة جماعية ، يبنى من خلالها جسورا بين النص الآبداعي والنص النقدي .
وأما من الناحية الفنية لذات الناقد طارق عبد الوهاب جادو ، فهي مستقات من ذوقه العالي ، مايساعده لتفسير وتوضيح اي عمل فني يمر أمامه ، ويجعله كما يعطيه القدرة ليفسر معاني الرمز ، أو يتبع البناء التشكيلي للعمل ، ويكشف دلالاته التعبيرية ، لأن فلسفة الناقد عن النقد الفني ، أن الاعمال الفنية تحاكي الصورة الواقعية ، ادى هذا ليلعب الناقد طارق عبد الوهاب جادو ، دورا أساسيا في مساعدة الناس ، لتحسين معرفتهم وفهمهم للفن ، وجعلهم يتمكنون من تذوق الفن بصورة أفضل ، وعلى أربع مراحل :
1 - النقد من خلال السياق
2 - النقد الآنطباعي للنقد
3 - النقد القصدي
4 - النقد الباطني
كآستخلاص لوظيفة النقد الفني ، كما جاء على لسان ، احد أكبر المفكرين في النقد " هاري بوردي " ، الذي لخص وظيفة النقد الفني بقوله : " يوضح النقد الفني أسباب آعجابنا بالعمل الفني " .
طارق عبد الوهاب جادو ، ناقد يعرف كيف يلعب بأدواته النقدية ، آستلهم ذلك لغزارة مكاسبه المعرفية والفكرية ، ساعدته ليتقمص أي نص مقروء ، ويدخل الى عالمه ، ويحفر وجدانه ويفتته ، وهو بداخله حتى يعرف طينته ، كحفار في منجم ، يغوص في جوف الأرض ، ليصنع لنا منفدا ، وطريق لفتح الممرات والطرقات ، وآستخراج المعادن ، وفصل المعادن المستخرجة من الأوساخ والغبار والأتربة .
هكذا هو ناقدنا المصري ، طارق عبد الوهاب جادو ، يجعل اي دراسة نقدية له ، محتوية على كل الآلمامات لأدق التفاصيل ، ليحللها بآحترافية متقنة ، بتكنيكاته التفصيلية التي يتميز بها ، كناقد صاحب نظرة ثاقبة وصائبة .