لأن جدي الأكبر، اسمه "حنا"، فكل اسم فيه "حنا"، يلفت انتباهي، ويجعلني أهتم به، وكأني أحقق له بعض ما تمنى من خلود، وذكر، وتذكار!
ومع ان اسم "حنا"، معناه "الله تحنن"، إلا أن من يحملونه، أو يحملون جزءاً منه، يقاسون في حياتهم!
فحنة أم صموئيل، كانت ضرتها تعايرها، لأنها في ذلك الوقت كانت إنسانة عاقر!
ويوحنا المعمدان، قُطعت رأسه!
ويوحنا الرائي، عاني الأمرين في منفاه في جزيرة بطمس!
أما جدي الأكبر، فنال نصيبه من هذه اللعنة، بثلاثة أمثال، أصبحت جزءاً حقيقياً من اسمه، ونال بذلك شهرة وصيتاً على غير طبيعته، وعلى غير رغبته!
المثل الأول هو: "عشّمان حنا يدخل الجنة"، وهو مثل طائفي بإمتياز، ومعناه: مهما كنت طاهراً تقياً يا حنا، فلا تظن أنك ستكون من أصحاب الجنة!
أما المثل الثاني، فهو: "شوباش يا حنا، حط النقوط يا ميخائيل"، وشوباش كلمة مصرية قديمة، تُعبّر عن الابتهاج، وتقال في الأفراح الشعبية. والمعنى: ان أحدهم يقيم الأفراح، وشخص آخر غيره، يتكبّد من جيبه كل النفقات!
وأما المثل الثالث، فهو: "كان مالك وزرع القصب يا حنا"، ومع أننا لا نعرف ما هي قصة فشله في زراعة القصب، ولكن في المثل تأنيب لاذع، يقول: ما دمت لا تفقه في عمل شيء ما، فلا تورط نفسك فيه!
يا عيني عليك يا جدي الأكبر، أقصد يا "حنا"، وكل "حنا" في كل جيل!