افتحوا بوابة الأهرامات العظيمة بقلم حمدي رزق

افتحوا بوابة الأهرامات العظيمة بقلم حمدي رزق
افتحوا بوابة الأهرامات العظيمة بقلم حمدي رزق

متى يُفتتح مشروع الأهرامات الجديد..؟.
أتحداك لو تحصلت على إجابة من وزارة السياحة والآثار، جهة الحكومة، أو من شركة «أوراسكوم بيراميدز» المُختصَّة بتشغيل وإدارة المنطقة!!.
كان مقررًا الافتتاح (بشكل شفاهى) فى يونيو من العام الماضى (٢٠٢٣)، ولاسيما أن مجمل الأعمال وفق المخطط الجديد تمت على نحو نموذجى، حسب الموافقات الأثرية، والمواصفات السياحية.
لم يتبقَّ سوى رتوش تزين لوحة فنية قشيبة، بانوراما بديعة، تحمل أفكارًا وتصميمات خلاقة، التجربة السياحية فى منطقة الأهرامات تنقل المنطقة نقلة استثنائية، نقلة سياحية جذابة تاقت إليها عيوننا طويلًا.
توقعًا، المخطط فى سنته الأولى يُضاعف عدد الزائرين من (مليونين و٢٠٠ ألف) زائر حاليًا، أقل من نصفهم من السياح الأجانب، إلى خمسة ملايين زائر، أكثر من نصفهم سياح أجانب، والرقم مرشح للزيادة، لدى الشركة صاحبة الامتياز، توقعات المهندس «عمرو جزارين»، رئيس مجلس إدارة شركة أوراسكوم بيراميدز للمشروعات، جد متفائلة مبنية على قراءات للمستقبليات السياحية فى المنطقة الأشهر عالميًّا.
صعب على النفس مطالعة أرقام السياحة الواردة للأهرامات، (وهرم خوفو إحدى عجائب الدنيا السبع)، ومقارنتها بـ١٩ مليون سائح متحلقين حول «تاج محل» فى الهند أو ٢٢ مليون سائح يرتقون «سور الصين العظيم»، ولن نُعدد الأرقام فى مقاصد أثرية أقل قيمة سياحية من الأهرامات.
مشروع التجربة السياحية فى منطقة الأهرامات، أخشى أنه بات كـ«البيت الوقف»، تم إنفاق ما يقرب من المليار جنيه على إعادة ترسيمه، وترقيمه، وهندسته، وتعبيد طرق، ومحطاته، وباصاته الكهربية، ولايزال يراوح مكانه. 
 
المشروع موقوف حاله بفعل فاعل، لسان الحال، لا السياح الأجانب شافوها، (الأهرامات)، ولا الزوار المصريين سمعوا عن المشروع الجديد.. أشبه بالمشروع السرى، لم يرَه أحد سوى بعض المسؤولين، ولم يسمع عنه أحد من العامة، يشكو حاله لحاله.
المهندس «نجيب ساويرس»، راعِى المشروع، أخشى أن ينتابه اليأس، صحيح أنه لا يملك رفاهية اليأس بعد إنفاق مليار جنيه، ولكن تعددت الأسباب، ووقف حال المشروع واقعيًّا.
الإرادة السياسية التى حكمت إسناد المشروع إلى القطاع الخاص تظل حاضرة، وتتعلق بها طموحات المشروع الواعد سياحيًّا، الأهرامات قاطرة السياحة المصرية، ورقم الـ٣٠ مليونًا المستهدف سياحيًّا لن يتحقق إلا بنقلة فى الأفكار المؤسِّسة لترويج المقاصد السياحية الوطنية، وفى مقدمتها مشروع الأهرامات.
ليست لدينا رفاهية خسارة مشروع عمره حتى ساعته ٦ سنوات، بدأ التخطيط والإسناد المباشر فى عام ٢٠١٨، المشروع يصب فى قناة مشروع المتحف الكبير، كلاهما يكمل الآخر بوحدة مكانية، الدولة التى تملك مشروعين كبيرين فى منطقة الأهرامات تضمن قسمًا مستحقًّا من تورتة السياحة التاريخية (ثقافية أثرية). زيارة الأهرامات حلم العمر، صورة أمام الأهرامات بالدنيا وما فيها.
أصاب مَن اختار تعبير «البوابة العظيمة»، التى يطالعها مَن يرنو لرؤية الأهرامات من مدخلها تجاه الفيوم، دعك من بوابة «مينا هاوس»، ستُحال إلى التقاعد عاجلًا أو آجلًا.
مشروع الأهرامات يمثل «البوابة العظيمة» لمرور السياحة من حالتها الراهنة، مَن يراهن على زيادة عدد السياح مليونًا أو مليونين فى عام ٢٠٢٤، يتواضع الرقم تمامًا أمام توقعات المشروع بعشرة ملايين زائر خلال خمس سنوات مقبلة، فقط تُفتح البوابة العظيمة، وسترون عجبًا.