قصة قصيرة .. بلا مهرب بقلم : هدى حجاجي احمد

قصة قصيرة .. بلا مهرب بقلم : هدى حجاجي احمد
قصة قصيرة .. بلا مهرب بقلم : هدى حجاجي احمد
 
 
دقت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ..حافية على أطراف أصابعي أتسلل مبتعدة كلص يفر بغنيمته.. كراستي تحت إبطي وقلمي معلق فيها لا أدري منذ متى ..تحاصر الفكرة ذهني تماما تقبض على دكتاتور متسلط يأمرني بالحركة الفورية بقي فقط أن أسجلها على الورق أحاول أن أمسك بها منذ ليالي لكن أعيائي  وإجهادي اللامحتمل يأخذها مني ..
يعاندني الزمن وتسحقني واجباتي الكثيرة.. لكنني اقتصها ولن تهرب مني بعد الآن ..لن أدع تلك الفرصة الذهبية تفلت مني فلم يحس بي أحد بعد وما يزالون جميعا نائمون 
بقي فقط أن أستغل فرصتي المرتقبة أفضل استغلال سأكتبها سريعاساطلق شلالا يريد أن يتدفق لتغمر مياه الأرض الجدباء !!
لم يجد إسكات المطرقة الساخنة التي تدق علي باب قلعتي لتطلق ما يحتبس وراءها سأتركها تتداعى ؛ ثم أنقحها فيما بعد شيئا فشيئا
لا شيء يهم قدر تلك اللحظة التي تهيأت لي الآن حيث لا أحد يطالبني بأي شيء ... حيث يفتح الهدوء ذراعيه مرحبا 
وتدعوني الأوراق البيضاء للكتابة لحظة تبدأ من اليوم وتستمر بعد هذا ولكن المهم هو نقطة الانطلاق . نضجت الفكرة في رأسها
تذكرت كلمات صديقتها الراحلة عن  سائق الباص الأهوج ....قال موجه حديثه لبعض ركاب الباص الجاثمين وحضرة الضباط يتحدث عن النظام يظن أنه مازال قائدا في ميدان القتال 
انحدرت من عيني الجريحة دموع اختلطت  بجراح وجهي فزاد المها ..إلى هذا الحد لم يعد احد يطيق أحدا ؛ ثم أكمل سائق الباص دون أن يفهم ما يقال وما يحدث 
مازلت في ذكريات انتهت لقد انتهت الحرب يا حضرة الضابط كلنا اليوم نحارب لبلوغ أهدافنا وسط الزحام.. نظرت الجريحة إلى جوارها فرأت العكاز الذي سيكون عليه استخدامه بعد شفائه لأمد طويل .. تضاعف خنقه ...لم تحاول زوجته أن تواسيه 
ظلت جامدة في مكانها  حدقتاها تدوران بين زوجها وبين العكاز ..ثم بينها وبين السائق  ...ثم بين زوجها والموجودين فبدت كإحدي الشخصيات الكاريكاتورية في فلم من أفلام الرسوم المتحركة التي تقدم على الشاشة ليضحكواعليها الأطفال ؛ يتلاشى القهر لعنة الجحيم في رماد الجمر للغة حرائقي تنساب بين ضلوعي.  وانتبهت أخيرا أن كل هذا لم يكن سوي صفحة واحدة من ملفات الضياع  .....يالها من هزيمة الموت وهزيمة الألم معا .