اتجاه الدولة نحو الاستفادة من المخلفات يعتبر خطوة ايجابية خاصة أن العديد من دول العالم سبقتنا منذ سنوات فى هذا المجال، واستفادت منه وكذلك حافظت على نظافة البيئة التى يعيش فيها المواطن.. لذلك بدأت وزارة البيئة
فى تنفيذ تكليفات رئيس مجلس الوزراء بمتابعة تنفيذ المنظومة المتكاملة للمخلفات، وجاءت البداية كخطوة أولى للقضاء على إحدى أكبر بؤر التلوث بشرق القاهرة بتفقد وزيرة البيئة د. ياسمين فؤاد المرحلة الأولى من أول مشروع إغلاق آمن لمقلب مخلفات فى مصر «مقلب السلام» باستثمارات تبلغ ٥٣٠ مليون جنيه والتى يتم من خلالها تحويل مقلب السلام لمتنزه عام للمواطنين على غرار حديقة الأزهر، بالاضافة إلى إنشاء محطة كهرباء باستخدام الغاز الحيوى المتولد من المقلب فى اطار استراتيجية الدولة نحو تحقيق الاستفادة القصوى من المخلفات وإشراك القطاع الخاص فى هذه المشروعات العملاقة المهمة، وهى بداية لمتابعة أوضاع منظومة إدارة المخلفات بمختلف أنحاء الجمهورية.. ويهدف المشروع فى مرحلته الأولى والتى تشمل عملية الإغلاق وتكلفتها حوالى ١٣٠ مليون جنيه إلى التخلص من الآثار السلبية للمقالب العشوائية، حيث يتم إعادة تأهيل الموقع وتنفيذ البنية التحتية لتحويله لمتنزه عام.. وتشمل المرحلة الثانية تنفيذ المنتزه العام واللاند سكيب بتكلفة قدرها حوالى ٤٠٠ مليون جنيه ومحطة كهرباء باستخدام الغاز الحيوى المتولد من المقلب إلى جانب أعمال التشجير والزراعات وتنسيق الموقع العام..
وتتضمن المرحلة الأولى من المشروع عمليات التسويات والتغطية بالإضافة إلى تنفيذ البنية التحتية اللازمة لشبكة سحب الغاز وحرقه بطريقة آمنة للبيئة عن طريق المحرقة، بما يعكس التزام وتوجه الدولة نحو تحسين جودة الهواء وضمان حياه أفضل للمواطن والحفاظ على البيئة وصحة المواطنين وتحقيق التنمية المستدامة.. خاصة وأن المنطقة المحيطة بموقع التخلص غير الآمن من المخلفات تأثرت بالأدخنة وازدادت هذه التأثرات بعد الزحف العمرانى ووجود كتلة سكنية واستاد رياضى حوله.. وتسعى الدولة لتنفيذ نموذج يحتذى به فى عمليات اغلاق الموقع والحفاظ على صحة المواطنين وسلامتهم بجانب الحفاظ على البيئة من الغازات الرئيسة المُسببة لظاهرة الاحتباس الحرارى وخاصةً غاز الميثان، فضلًا عن الحد من التكاليف الباهظة لنقل المخلفات والتخلص من الآثار السلبية الناتجة عن عمليات النقل.. اتمنى النجاح لهذا المشروع المهم وان تسير منظومة التخلص من المخلفات وتدويرها بطريقة تناسب طموحات كل مصرى يتطلع للعيش فى بيئة نظيفة مناسبة.