وداعا .. ابي ..فلذات على طريق الوعي ! بقلم د.الهام العيسى

وداعا .. ابي ..فلذات على طريق الوعي ! بقلم د.الهام العيسى
وداعا .. ابي ..فلذات على طريق الوعي ! بقلم د.الهام العيسى
 
ربما لم أتوجه بالسؤال الى اهلي عامة او امي وابي خاصة .. عما اختلجني منذ سنوات طويلة او في بداية مراهقتي الفكرية ان جازت التسمية او بواكير تفتح الوعي عندي .. ( من يا ترى الهمني هذا التفكر ومن يقف وراء تلك الأسباب والدوافع الكامنة من اجل القراءة والكتابة والفهم وملاحقة الوعي عندي منذ طلائع الرغبات والامنيات الشاردة منها والحاطة في معقل الروح والجسد والمتزاحمة مع ربيع وخريف بل محطات قطار العمر كله ) .
ربما شطح التفكير عندي وعند غيري .. مرات ومرات بان حب القراءة واستلهام عبرة الحياة وتجارب الأيام كفيلة بصنع الوعي .. وربما قال اخرون ان الدراسة بمراحلها الابتدائية ثم المتوسطة والاعدادية والثانوية والجامعية .. وما فوقها تعد مورد أساس او إجابة قاطعة لتلك الاسئلة المحيرة والحبلى التي نهشت مجاميع الجسد من اجل بلوغ الحقيقة .. 
وربما قال البعض ان مدرسة الحياة ويومياتها ومتاعبها ومشاوريها  وافراحها واتراحها .. هي من تصنع التاريخ لدى عمق الانسان الذي يظهر بها انسانيته المتجلية بالفكر والسلوك معا ) ..
لم اكف يوما عن تلك الأسئلة الحبلى والشاغلة للروح والفكر والجسد عمن يقف وراء الذات المتشوقة والتائقة لسمو وجودها .. اخذتني الأيام صغيرة وكبيرة ثم تزوجت وكبر اولادي واحببت اسرتي واهلي واولادي وزوجي وكل ناسي .. بعد ان اصبح للحياة معنى اكبر في يوميات ومفردات دنياي التي لم يغلق بابها بحمد الله عند عتبة معينة ..
الا ان مرض والدي الأخير .. ومحنته ثم أيامه الأخيرة حتى توفاه الله .. وضعت الإجابة التي كنت ابحث عنها فان الجينات الوراثية سيما التي تتعلق بالسيد الوالد رحمه الله ملهما ومربيا ومعلما وقدوة هي من منحتني ذلك الوجود الذي شعرت بانهيار كيانه حد الدمع والصراخ الذاتي  عند رحيله الى الرفيق الأعلى .. وما يستحق كل عمري وعمر عمري ان اجود به واستظل في افيائه واعيش ذكراه وانطلق من رحمة الله فيه واليه لاكون قدوة وانموذج كل ما في ايامي تترحم وسلوكياتي فيها اليه .. 
سلام عليك يوم مولدك ومماتك وبعثك حيا .. .. رحم الله والدي ابدا ما حييت فقد منحني الوجود وكل فضل عندي  ادين لله أولا واليه ثانيا ولوالدتي حفظها الله ثالثا .. ورحم الله موتانا وموتاكم اجمين . وانا لله وانا اليه راجعون .