عندما تأتي مصر ثانية بقلم احمد غريب

عندما تأتي مصر ثانية بقلم احمد غريب
عندما تأتي مصر ثانية بقلم احمد غريب
 
"متقولش ايه اديتنا مصر - مطلوب من كل مصري ومن كل مصرية - ادوها الحياة واكتر من الحياة - ادوها عمركم ادوها فكركم."
الكلمات  للشاعر مصطفي الضمراني واللحن للموسيقار حلمي بكر غناء الراحلة العظيمة عالية التونسية اما الاحساس فلكل مواطن مصري تلتقط اذانه كلمات هذه الاغنية ولسنا هنا لنقيم هذا العمل الفني ونسرد من قاموا به ولكن نحن بصدد تذكر حقبة من تاريخ مصر العظيم هذا التاريخ الذي يشهد علي انكار الذات من قبل كل مواطن مصري لصالح وطنه العزيز مصر ولعل كثير من الاحداث التي حدثت بأولمبياد باريس 202‪4 كانت المحرك الاساسي وراء تذكر هذه الحقبة التاريخية الهامة في عمر وطننا الغالي  حيث كان الكل يسعي الي ارضاء الوطن قبل ارضاء نفسه ورغم اننا نعلم ان الرياضة فائز ومهزوم الا اننا جميعا يجب ان نسعي بكل ما اوتينا من قوة لادراك الفوز وان كانت الهزيمة لابد واقعة فيجب الا تنال من كرامة اللاعب او ان تؤثر علي شرف وطنه ومنذ نشأة الاولمبياد بأثينا عام 189‪6 لم تحقق مصر مفارقات جيدة تذكر ولكن دائما ما كان شعار بعثاتها هو التمثيل المشرف في ضوء الامكانيات التي كانت تقدمها البلد لهم ورغم ضئالة هذه الامكانيات في كثير من الاوقات الا ان الدافع الشخصي من داخل كل اللاعبين المصريين كان يبرز دائما ليحققوا من خلاله كثير من الشرف والفخر لوطنهم واليوم وبعد ما يقرب من128‪عام
علي اقامة دورة اثينا الاولي نجد أنفسنا داخل معترك اوليمبي جديد اولمبياد باريس 202‪4 والذي تشارك فيه بعثة مصر بحوالي 164‪ لاعب ولاعبة وبهذا العدد تحتل مصر المركز الاول عربيا من حيث عدد المشاركين وتحل المغرب ثانية بإجمالي 64 لاعب ولاعبة وعلي الرغم من كبر بعثة مصر الا انها لم تحصل الا علي ميدالية واحدة برونزية حققها اللاعب محمد السيد لاعب سلاح الشيش وتعد هذه الاولمبياد الاخيرة من افقر البطولات التي خاضتها مصر عبر تاريخها الاولمبي حيث حصدت في اولمبياد طوكيو 202‪0 علي ست ميداليات وفي برلين 193‪6 ولندن 194‪6 علي خمس ميداليات في كل منهما وكذلك حصلت في امستردام 192‪8 ولندن 201‪2 علي اربع ميداليات وخلال هذه الدورة حدثت الكثير من المفارقات التي كان لها مردود سلبي علي البعثة ككل من حيث الشكل العام فلقد شاركت اللاعبة ندي حافظ لاعبة سلاح الشيش في المنازلات وهي حامل في الشهر السابع الامر الذي يضع نقاط استفهام عديدة حول هذه المشاركة الغير مرغوبة. الامر الثاني وهو رفض فريق النادي الاهلي مشاركة لاعبيه محمد عبد المنعم وامام عاشور في المنتخب الاولمبي بحجة مشاركة النادي في منافسات الدوري العام واحتياجه الشديد للاعبين مما كان له اثرا سيئا علي مسيرة المنتخب الاولمبي في الاولمبياد حيث اصطدم في مرحلة التنافس علي الميدالية البرونزية مع الشقيق المغربي المدجج بلاعبين فوق السن دعمت بهم الاندية المغربية منتخبها الاولمبي مما احدث الفارق وتهزم مصر بستة أهداف دون رد الامر الذي جعل المدير الفني للمنتخب المصري روجيرو ميكالي يعلق اسباب الهزيمة علي ممانعة النادي الاهلي خروج لاعبيه ولأن المصائب لا تأتي فرادى فقد تم القبض علي اللاعب كيشو لاعب المصارعة الرومانية بعد خسارته وخروجه من المنافسات في احدي بارات باريس ووجهت له الشرطة الفرنسية تهمة التحرش بإحدي مواطنيها في سابقة هي الاولي من نوعها ورغم وعود الدكتور اشرف صبحي وزير الرياضة الذي حدد فوز مصر بعشرة ميداليات قبل الذهاب لاوليمبياد باريس الا ان وعده لم يصدق من قريب او بعيد رغم الميزانية الضخمة التي خصصتها مصر للبعثة المشاركة والتي تقدر بحوالي 1.1 مليار جنيه الامر الذي يعد إهدارا للمال العام مما يستوجب تحقيقا شاملا لكل المشاركين سواء مشرفين او لاعبين ليس فقط لضياع هذا المال في بلد تعاني بمشاكل اقتصادية طاحنة وانما لتلاعب افراد هذه البعثة بآمال وطموحات هذا الشعب الذي كان يتطلع لنجاحات غير تلك التي حدثت وفي الوقت الذي قدمت فيه الدولة كل الدعم واتاحت لهم كل الامكانيات المتاحة ولم تبخل علي اي اتحاد من الاتحادات الرياضية بشئ الا انه يبدو ان كثيرا منهم اتي بمصر  ثانيةبل و جعل مصر في ذيل اهتمامه فكانت النتائج كارثية.