عزيزي القارئ قد لا تتذكر اليوم الذي طالعتنا وكالات الأنباء والعديد من مواقع الإنترنت بصور وتعليقات حول خبر نشر إعلان تم إعداده على شكل لافتات ضخمة مثبتة على أكثر من 800 حافلة تجوب شوارع لندن يحمل عبارة " الله قد لا يكون موجوداً ، كفوا عن القلق وتمتعوا بحياتكم " ؟ !!.. و بالطبع هي عبارة لا تنطلق إلا من بشر ملحد يحمل دعوة كافرة بوجود الله حتى لو أضاف للعبارة " قد " عبر تشكيك غير مقبول من أي مؤمن ينتسب إلى أي دين أو عقيدة ، بل هي تحمل رسالة أكثر كفراً وبشاعة عندما يتم تصوير أن الحياة بعيداً عن الله العلي القدير يمكن أن تكون ـ وحاشا لله ـ ممتعة وكأننا أمام صوت الشيطان متجسداً في لافتات تجوب العاصمة البريطانية ليل نهار .. ورغم رفضي ورفضك عزيزي القارئ للعبارة وناشروها وممولوها ، وأنهم يدعون أنها مجرد عبارة تثير الابتسام وكأنها بمثابة دُعابة ، فإنه أمر بشع ،ينحدر بنا إلى القاع بدلاً من أن يسمو بعقدائدنا ويترقى باخلاقنا.
فالملحد ينكر وجود الله ؛الأمر الذي تحدث عنه داوود النبى قائلاً "قال الجاهل في قلبه "ليس اله" ( مزمور 1:14) ؛ أى منذ حوالي 1000 سنة قبل الميلاد يذكر الألحاد –وهو أولي الخطايا وأخطرها. وما أكثر الخطايا التي تتولد عن الإلحاد! من الصعب أن تحصي.. فالالحاد مرض يتفشى فى جسد العالم ككل فاصبح عدد البشر الذين لا يدينون بأي ديانة يتفوّق على عدد الهندوس في العالم. وهذا ليس أمرا هيّنا على الإطلاق ؛تخيل أن اللاديانة تأتي ثالثا بعد المسيحية والإسلام.
والإلحاد نوعين: أحدهما ينكر وجود الله. والثاني هو الذي يرفض هذا الإله أو يتهكم عليه وينتقده.. والإلحاد الرافض لله: إما أن يرفضه لسبب شهواني. أو لسبب اقتصادي. فالذين يرفضونه لسبب شهواني. يرون أن الله يقف ضد شهواتهم بوصاياه التي تمنعهم عن التمتع بخطايا معينة. فلماذا يقبل الناس علي الألحاد و يتخلى البعض عن الله ؟ وهل الألحاد اتجاه عقلاني كما يدعي الملحدون؟لعل من أهم الأسباب التي دفعت الإنسان إلى الإلحاد هو تعرضه للظلم وطغيان، وافتقار للحب، والغرق في الشهوات، و السقوط في الكبرياء، كما أن هناك أسبابا أخرى يمكن أن تتسق مع السياق السياسي في العالم العربي.
والأن وبعد أن رأينا فضيحة حفل افتتاح اوليمبياد العالم فى باريس و تجسيد لوحة العشاء الربانى بمنتهى الاستهتار و الاستنكار لثوابت دينية و عقائدية مسيحية و أصبح الترويج للمبوقات و المثلية و الشذوذ على مرأى و مسمع العالم كله كأنها دعوة عامة للشباب للإلحاد و تنفيذ أجندة غربية غريبة عن أدياننا و اخلاقنا .
نحتاج إلى حملة موجهة للشباب من الكنائس بجميع طوائفها و الازهر الشريف للتصدى لمثل تلك الهجمات الشرسة على الأديان ، كانت قد أطلقت وزارة الشباب المصرية بالتعاون مع مؤسسة الأزهر منذ فترة مبادرة لمواجهة "التطرف والإلحاد" كنت أطمع فى استمرارها فاولادنا على المحك ، كما أن للكنسية أيضًا دورا فعالا من خلال ندوات و دورات للشباب تقوم على مقاومة الالحاد باستخدام نظريات التعلم من خلال الشرح والتوضيح بأن العلم والايمان يكملان بعضهما البعض وليسا متناقضان وان معرفة النظريات العلمية الحديثة تسهل فى تبسيط مفاهيم جدلية فى المقاومة والالحاد. وان معرفة العلوم هى لتمجيد عمل الله، ، وعمل لقاءات مباشرة للاجابة على تساؤت الشباب المُلحة ، قد تختلف أسماء الله في شتي الديانات؛ لكن الإيمان بالله أمر ثابت ؛ كما أن الموروثات الثقافية والعادات الدينية التي يمارسها المتدينين لن تختفي أبدًا، وطالما أن عقل الإنسان لازال يفكر فإنه سيهتدي دائمًا إلى وجود إله يحكم هذا الكون.