وجود في الآخر! بقلم جاكلين فخري حنا

 

 

   كانت حواء، هي أول وجود للآخر!

   وعندما أعطاها الله لآدم، أخرجه بها من عزلته، ووجد فيها الوسيط الجميل بينه وبين نفسه!

   لذلك عندما يلتقي شخصان يختلفان في القومية واللون والدين والعلم والمعرفة؛ يشعران بروح أخوية تنشأ في أعماقهما، تحت عنوان كبير: "إنسان"!

   الإنسانية، تعني أننا من عائلة واحدة هي عائلة العالم، وعلينا أن نكتشف في شبيهنا الآخر، الطابع المقدس، فلا نسمح لأنفسنا، ولا لأي شخص آخر أن يمس كرامته، فمهما كان الآخر: ملحداً، أو فاسداً، أو مشرداً، أو أفقر فقير،  فهو خليقة الله، وكلنا متساوون في حضرته!

  الآخر، يجعلنا نحس بوجودنا المختفي في الذات، ويعطي لوجودنا معنى وقيمة!

  الآخر، يخلصنا من عبادة الذات الصنميّة، ويحطم جدران انزوائيتنا، ولا نستطيع معرفة أنفسنا إلا من خلاله!

  الآخر، يؤكد لنا أننا لا نستطيع أن نحيا بمفردنا، أنه حياتنا!

  الآخر، عالم صغير من خلاله نكتشف عالمنا، الذي ينمو ويمتد!

   لذلك، فلنتعوّد أن نرى في الآخر، لا النكرة، بل الشخص، بل الإنسان، الذي يستحق حبنا، واحترامنا، وتبجيلنا!

وليكن حبنا للآخر، حباً حقيقياً صافياً، فوجودنا الحقيقي في هذا الآخر الذي نحبه!...