مما لا شك فيه ؛ أن الحاجة لزيادة البحوث العلمية تزداد يومًا بعد يوم لدعم الاقتصاد المعرفي للدفع بعجلة التطور و الوعي، بما يعود بالنفع على الاقتصاد الوطني والمجتمع ككل؛ لتحقيق أهداف التنمية المُستدامة ورؤية مصر 2030 ؛ لذلك يجب الاستفادة من العقول المصرية بالخارج لتكون عناصر أساسية لتحقيق نهضة علمية ضرورية فى عالم متسارع الخطى ؛ و يرى المتخصصون أن البحث العلمى هو السبيل الأمثل لنلحق بركب الدول المتقدمة ، وتمتلك مصر ثروة بشرية هائلة من العلماء المصريين فى الخارج الذين يشكلون ركائز علمية فى العديد من دول العالم الغربى ؛ كما أن الهدف الرئيسى لنشأة و تدشين رابطة " العلماء المصريين " بامريكا و كندا ،أن يتم دمج علماء الخارج بالدارسين فى الداخل للاستفادة من خبراتهم وخلق نوع من الألية التى تسمح باستمرار تبادل الخبرات العلمية و التنمية بين العلماء.
و طبقًا لبيانات “اتحاد المصريين فى الخارج” فإن تعداد علماء وأكاديميي مصر المقيمين فى الخارج يبلغ حوالى 86 ألف عالم وأكاديمى، منهم 1883 فى تخصصات نووية نادرة، وهذا ما يؤكد أن مصر ما زالت قادرة على إفراز مبدعين وعلماء تستفيد منهم البشرية، حتى حرصت العديد من الدول الأجنبية أن تمنح جنسياتها لهؤلاء العلماء المصريين؛ تكريمًا لجهودهم وللاستفادة من خبراتهم العالمية ،وقد اعتمد الاتحاد العام للمصريين بشأن تلك الإحصائيات على مركز الاتحاد والإحصاء التابع للأمم المتحدة، وبعض المراكز البحثية فى أوروبا، وأمريكا، وروابط العلماء ، حيث إن هناك 1250 عالمًا فى التخصصات النادرة نسبيًا.
و مما يؤكد على نبوغ العلماء المصريين فى كل مجال علمى حين تتوفر لهم الظروف المواتية التى تساهم فى إظهار نبوغهم وتفوقهم، حيث أظهر مؤشر “SCOPUS ” الدولى، والذى يصنف علماء العالم طبقًا لضوابط وشروط معينة، هو دخول عشرة علماء مصريين وسط أهم 909 علماء على مستوى العالم، طبقًا لثلاثة مستويات وتصنيفات عالمية وهى “H-index “، و”i10- index “، و”Scupes “، وهى أجندات دولية لتصنيف العلماء والباحثين والمتخصصين فى مجال العلوم والبحث العلمى .
بكل تأكيد ستكون مصر فى مكان أفضل بكثير إذا تم التعاون مع كل العلماء بالخارج خاصة و أن مصر تعتمد فى خطتها الحالية و المستقبلية على العلم و هو قاطرة النجاح و المستقبل فإذا استدعينا كل الخبرات من الخارج فذلك سيساهم من تطوير الاقتصاد المصرى و البنية التحية بشكل كبير جدًا ؛ كذلك إذا اعتمادنا على التصنيع بدلا من الاستيراد و الاعتماد على المنتجات المحلية و تطوير بعض المنتجات يمكننا أن نستفيد من خبرات العلماء لتقوية التصنيع لدينا كل ذلك سيضع مصر على الخريطة العالمية و سيكون لدينا عائد اقتصادى يدفع بعجلة الاستثمار بقوة إلى الأمام.