ظللنا لسنوات منذ الانغلاق الناصري وحتى الانفتاح الساداتي محرومين من التواصل مع العالم الخارجي، واختفي كل ما من شأنه اضفاء الرفاهية على حياتنا.
مع رحيل الملكية وبزوغ الحقبة الناصرية اختفى سمك البكالاه الذي كان وجبة معتادة للطبقات الثلاث، واختفت الرنجة المستوردة من هولندا والمجر، وتوارى التفاح الأمريكي، وكنا لا نعرف سوى اكواب الزجاج ياسين المائلة للون الأخضر وزجاجها الغير نقي وبه فقاقيع الهواء، وقاعدة الكوب غير المستو والتي تنفجر جراء سخونة الشاي.
جاء السادات ولم تكن عشرته على هوى المصريين حتى نصر اكتوبر، وراح يزغلل عيوننا بالانفتاح البورسعيدي، وبدلا من زجاج ياسين، عرف المصريون الاركوبال والبيريكس والاطباق الاستينلس واختفى صابون الشمس وصابون ابى الهول وعرفنا الصابونة اللوكس ام ريحة وعادت الرنجة لام الدنيا ومعها "التانج" حبيب الشعب، واستعاد المصريون حصتهم من التفاح الامريكي المرمل بعدما انتفخت البطون بالتفاح البلدي وهو في حجم الليمون وبطعم اللفت ورائحة الاسيتون، ولم يكن له منافس سوى الجميز والنبق والحرنكش وحب العزيز.
مع الانغلاق الناصري لم يكن للمصريين نافذه تطل على العالم الخارجي سوى جريدة السينما التى تستعرض قبل الفيلم مقابلات الرئيس مع تيتو ونهرو ومهرجان الحياد الإيجابي والتعايش السلمي.
مع الجريدة الناطقة كان هناك التليفزيون "العربي" ومتسألنيش ليه العربي مش المصري، ومعروف عنه "كله ثقافة وعلوم وفنون .. بيسلى تمام زي السيما" هكذا كان النشيد التليفزيوني، وكان رصيده من الاعلاميين لا بأس به، فقد كانت هناك البرامج النوعية مثل عالم البحار ( د. جوهر) وعالم الحيوان (محمود سلطان) وعصر العلم ( يحيى العلمي) وجولة الكاميرا (هند ابو السعود)، اما ابعد من هؤلاء فكان هناك هوجة مذيعات الربط والمنوعات ذوات الباروكات متعددة الطوابق، وبعض الناعمات ذوات اللدغة في حروف الراء.
قد اختلف مع رؤية البعض في ان الاعلاميين في هذه الفترة كانوا على درجة متواضعة من الفكر وكاريزما الالقاء، ولم اجد اطلالة عبقرية في اي من المذيعات اللاتي اصبحن مضرب الأمثال في المهنية التليفزيونية سواء سلوي حجازى، اماني ناشد، ملك اسماعيل، مفيد فوزي، طارق حبيب، سلمى الشماع وفوزية العباسي، والاختين جيلان وكاريمان حمزة حتى منّ الله علينا بالسورية الشقراء شقرة طبيعية بدون مية أكسجين "رشا مدينة" .. لأ وايه كمان، بتعطش الجيم ..
من لطف القدر بالعقل المصري ان الاذاعة عوضت المصريين هذا الخواء التليفزيوني، فنادرا ما كنت تجد اعلاميا اذاعيا ضحل الثقافة او قليل المعرفة، بل تفوقوا في كاريزما الالقاء عبر الميكروفون، ويجيدون النطق ويحسنون مخارج الالفاظ ولم يتنازل اي منهم عن توقير (الذال) ولا تفخيم (الزاي).
فاروق شوشة، فهمي عمر، عمر بطيشة، أحمد فوزي، سمير صبري، كمال جامع، نادية صالح، سامية صادق، صفية المهندس، آمال العمدة، صدّيقة حياتي، ايناس جوهر وغيرهم كل منهم له مذاق خاص وحنكة لغوية تخصه وحده.
ولاننا تمردنا علي هؤلاء، منينا باديب وتامر وشريف عامر والقرموطي وموسى وبسمة وريهام ... تستاهلوا
د. بهي الدين مرسي
تادبوا مع الله
دعاء يستوجب التأمل:
"اللهم باعد بيني وبين الحرام واطب مطعمي"
السؤال الآن:
* طيب لو ده طلبك من ربنا، انت دورك ايه؟
* مين فهمك ان ربنا هو من يقربك من الحرام حتى تطلب منه ان يقربك من الحلال؟
* الم يسبقك ربك وامرك تكليفا بالبعد عن الحرام؟ طيب ازاي راجع تطلب منه يبعدك وكأنك مش فاهم الأمر الرباني.
نفسي الدعاة والمشايخ بتوعنا يوضحوا للعباد ادب الدعاء والتضرع بأدب مع الله:
* اوقفوا الوثنية والتضرع بأضرحة وأعتاب السيدة زينب والحسين وطلب التوسط عند الله لتلبية حوائجهم.
* ليس من الادب ان "تفاصل" مع الله في ثوابته التي ارساها، ومن ثم تؤتي العيب والجهل بأن تطلب منه إدخال ابيك الجنة بلا حساب ولا سابقة عذاب !! كيف وهو يحاسب مثقال ذرة؟
* لا تذكر الله بوعوده، فالله ان كان قد وعد المصطفي المقام المحمود، فليس لك ان تذكّره!!
* اللهم لا تقبض روحي الا وانا في طاعتك!!! طيب ايه اللى وقفك على الدائري تثبت العربيات وقد يكون ملك الموت جايلك عكسي؟