مع الإعلان عن تغيير وزاري فى مصر زادت ساعات تخفيف الأحمال (قطع الكهرباء ) مما دفع المواطنين و مع موجة الحر الشديدة في مصر إلى مناشدات للحكومة عبر منصات التواصل الاجتماعي لوقف خطة قطع الكهرباء خصوصاً بعد ان تصدر هاشتاج انقطاع الكهرباء مواقع التواصل مما أدى إلى تراجع وزارة الكهرباء و تطبيق جداول تخفيف الأحمال المعتاد بعد يوم واحد من زيادة مدة انقطاع الكهرباء لساعات طويلة التي قد وصلت في بعض المحافظات إلى ثلاث ساعات متصلة خلال اليوم الواحد علي الاقل لمرة او مرتين !
و في الأسبوع الاول من شهر يوليو كانت رحلتي السريعة مع معاناة زيادة الأحمال نعم انها ليست تخفيف أحمال بل زيادة الأحمال و إليك عزيزي القاريء ما شاهدته خلال هذه التجربة التي رصدت فيها ما يلي :
اولاً قطع الكهرباء عن البنوك من الساعة الثانية عشرة ظهرا إلى الواحدة مساءا ليستغرق نظام التشغيل فى البنوك ساعة أخرى للرجوع إلى العمل و بذلك تتعطل مصالح المواطنين لمدة ساعتين علي الاقل ليتبقى فقط ساعة واحدة قبل الساعة الثالثة و هذا هو موعد انتهاء العمل و الدوام الرسمي للبنوك و بالطبع مع انقطاع الكهرباء ينقطع ايضاً عمل ماكينات الصرف الآلي ،،
ثانياً تعطل العمل للمصاعد الكهربائية و ما ينجم عنه من مشاكل و حوادث و خلافه ،،
ثالثاً تأثر جميع الخدمات مثل المياه خصوصا ان كان لديك مضخة للمياه و بالطبع خدمات الإنترنت و كل ما له علاقة بالكهرباء ،،
رابعا تأثر الصيدليات بشكل كبير بانقطاع الكهرباء بعد ان اصبحت تشبه البوتيكات التي تعرض منتجات التجميل و يتم تخزين الدواء داخل ادراج لها أكواد مخزنة على الكمبيوتر المعطل نتيجة قطع الكهرباء فلا يمكن للعاملين في اي صيدلية معرفة مكان تخزين الدواء بدون الرجوع للكمبيوتر مع العلم ان هناك نقص كبير في العديد من الأدوية و قد لمست هذا الأمر بعد ان أصابتني أعراض حساسية و التهابات تشبه الحروق نتيجة الأتربة و موجة الحر فلم اجد اي كريمات طبية في الاسكندرية و القاهرة و قيل لي ان هناك نقص شديد فى كريمات الحروق و لكنني وجدت بديل و الحمد لله في صيدلية المطار قبل المغادرة بساعة واحدة و طبعا مع موجة الحر الشديد تنتشر الميكروبات و العدوى و خلافه و اثناء تواجدي فى احدي الصيدليات لمست معاناة الناس فى الحصول علي ادوية مضادة للفيروسات و الحساسية و الام المعدة و السكر و القلب و خلافه لكن هناك وفرة في المنتجات الفرنسية لتقشير البشرة و الفيتامينات الامريكية و غيرها من المنتجات التى لا تشغل المواطن المطحون او المواطن العادي و لكنها تلبي احتياجات مواطن الساحل الشمالي !
خامسا سمعت عن جهاز "Voltage stabilizer مثبت الجهد" في لوحة توزيع الكهرباء او ما يعرف بمنظم للكهرباء يتم تركيبه فى لوحة مفاتيح الكهرباء لتجنب حدوث أضرار فى الأجهزة الكهربائية و سعره يتراوح بين الألف و الثلاث آلاف فهناك فرق بين الاستهلاك المنخفض للكهرباء و الاستهلاك العالي بحسب اجهزة المنزل و عددٍ المكيفات و بين استخدام المنازل و المصانع و بمجرد تركيب هذا الجهاز (الذي يتم ضبطه عادة بشكل يحمي الأجهزة ) قد تتفاجأ بأنك تجلس فى الظلام و الحر لساعات طويلة تصل لست او سبع ساعات و ليس ساعة او ساعتين او ثلاثة بالرغم من عدم انقطاع الكهرباء و هذا يعني ان التيار الكهربائي غير منتظم و غير مستقر و متذبذب الفولت انخفاضا او ارتفاعاً من المنبع لذلك يقوم منظم الكهرباء بقطع الكهرباء عن المنزل او المنشأة و الحل هنا اما ان تقوم بتغيير وصلات الكهرباء الداخلية لفصل الأجهزة عن الإضاءة او تقوم بشراء مولدات كهربائية او وحدات كهربائية تعمل بالطاقة الشمسية و هذه حلول عالية التكلفة بالطبع و اري ان المسؤولية أساسًا هي من نصيب وزارة الكهرباء و الحكومة و النظام ،،
و اخيرا ارتفاع اسعار جنوني و غش كبير فى الأسواق و عدم قدرة علي شراء معظم السلع و ركود في بعض الاحيان و عدم وجود رقابة ! علي سبيل المثال لا الحصر انتشار حقن بعض الفاكهة للحصول على حجم و لون و حصاد مبكر مع غياب الطعم بالاضافة الي المخاطر الصحية لذلك يحجم المواطن عن شراء الفاكهة بشكل كبير بعد ان احجم علي شراء اللحوم و الدواجن و الأسماك و اخيرًا تم زيادة سعر رغيف الخبز المدعوم من 5 قروش إلى 20 قرشا و كالعادة قالت الحكومة انه (تحريك اسعار )و ليس رفع للدعم ،، هم بارعون في المسميات و ليس لديهم فكر اقتصادي او سياسي و عليهم اعادة النظر فى هذه القرارات ،،
و رسالة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي يا سيدي تخفيف الأحمال لا يشمل اصحاب الفخامة و السعادة و بشوات المرحلة و الموالين لهم و هذا ما رايته بام عيني فقد رأيت شارع باكمله يسكنه علية القوم لا يشمله قرار تخفيف الأحمال لانه علي نفس الخط مع فندق القوات المسلحة علي كورنيش الاسكندرية و رأيت حالات اخرى لا داعي لذكرها و عليك ايجاد حل لمشكلة الكهرباء لان الامر اكبر من ان يتحمله مريض او رضيع او فقير يسكن في غرفه تحت سلم بدون نوافذ يحلمون بوجود مروحة و حكومتك تنعّم بمكيفات الهواء في مصايف فاخرة داخل مصر و خارجها و للحديث بقية.