الرئيس الأمريكي جو بايدن هو اكبر داعم لرئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو رغم كل ما يصرح به الرئيس الأمريكي حاليا عن عدم رضاه عن موقف نتنياهو و حكومته المتطرفة في هذه الحرب او بأصح تعبير الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني و عدم موافقته على تدمير قطاع غزة و محاولة تهجير السكان و ربما اعادة احتلال القطاع من الجانب الاسرائيلي ! و جميعها مجرد تصريحات
و جميعنا تابعنا موقف الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن الدولي و استخدام حق الفيتو ضد وقف إطلاق النار علي قطاع غزة و الدعم العسكري الأمريكي الغير مسبوق للكيان الصهيوني سواء بالمعدات العسكرية أو الذخيرة إلى جانب دعم المعلومات الاستخباراتية بالطبع ! و لم يكن تراجع بايدن قليلا في دعمه لهذه الحرب الا مجرد محاولة فاشلة لكبح جماح غضب الشارع و المواطن الأمريكي الذي تعهد بأن صوته في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة لن يذهب إلى بايدن خلال المظاهرات الداعمة لغزة و التي لا تتوقف يوما منذ بدء الحرب علي غزة ،، اما عن حديث الرئيس بايدن إلى المانحين الديمقراطيين في واشنطن هذا الأسبوع بأنه أجرى محادثات صعبة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول الحملة العسكرية الإسرائيلية وكيف تفقد إسرائيل الدعم الدولي والحاجة إلى حل الدولتين بقيادة السلطة الفلسطينية ما هو إلا محاولة تبيض سمعته استعداداً للحملة الانتخابية الامريكية و الحقيقة ان اداراة الرئيس بايدن ليس لديها خطط لتغيير موقفها ورسم أي خطوط حمراء حول نقل الأسلحة و الذخائر إلى إسرائيل على ما يبدو ،،
و برغم كل ما يصرح به المسئولون الأمريكيون أمامنا على الشاشات و حديثهم عن توقعاتهم من الحلفاء والشركاء استخدام المعدات الأمريكية الصنع وفقًا للقانون الإنساني الدولي نري عكس ذلك تماما علي الأرض لكنهم أصيبوا بإعاقة مزدوجة من العمى و الصمم فجأة و لم يشاهدوا ما يحدث في غزة من دمار شامل و تهجير و إبادة و أحوال إنسانية اقل ما يقال عنها كارثية ! و كلها نتيجة مباشرة لاستخدام الأسلحة الأمريكية التي منحتها واشنطن للكيان الصهيوني المحتل و الحجة هي محاربة جماعات المقاومة و القضاء عليها و نسي الشيطان و من يعاونه ان المقاومة هي فكرة و ليست اشخاص او جماعات و ان ما يحدث الان في غزة ستظهر نتائجه الضارة على شعوب العالم اجمع و ليس فقط علي شعوب المنطقة ،،
اما الأذكياء من القادة هم من يحاولون الان سماع صوت العقل و صوت شعوبهم التي تنتفض من أجل الحرية و بدأ الكثير منهم يأخذ مواقف مختلفة نسبيا و التخلي عن فكرة الدعم اللامحدود للكيان المحتل ! فقط الحمقي أمثال بايدن و نتنياهو هم من يتسببون في ضرر شعوبهم بحجة القضاء علي المقاومة و كل ما نشاهده اليوم هو سطوة مجموعة من الحمقى من اليمين واليمين المتطرف الإسرائيلي و دعم أمريكي لإشعال الحرب و إنتاج مزيدًا من الضرر للشعب اليهودي داخل الاراضي المحتلة و للشعب الفلسطيني و شعوب المنطقة العربية و العالم اجمع ،، فلقد اصبحت إسرائيل أخطر مكان على اليهود تحت قيادة هؤلاء المتطرفين ! لذلك هناك جماعات يهودية في اوروبا و أمريكا مناهضة للاستيطان و لوجود إسرائيل من أساسه و هم يرون ان الدولة اليهودية خطر علي اليهود انفسهم و عصيان لاوامر الرب حسب ما جاء في الكتب المقدسة علي حد تعبير نشطاء من اليهود و رجال دين فى جمعية ناطوري كارتا التي تقتنع بأن اليهود يُمنعون من الحصول على دولة خاصة بهم حتى مجيء المسيح ،، و تنادي هذه الجمعية بإعادة الأرض للفلسطينيين و دائمآ ما يرفعون علم فلسطين في كل الوقفات !
و من حيث التخفي وراء اطروحات اليمين الغربي المتطرف و ما يتعلق بمعاداة السامية لم يلقي رواجا كبيرا في ظل ما يتابعه العالم يوميا من جرائم حرب ضد الإنسانية و عنف غير مبرر في حق المدنيين الفلسطينيين و الموضوع قد لخصه من قبل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش حينما قال : ( إنَّ كارثة 7 أكتوبر لم تنفجر من فراغ )نعم و هو محق في هذا و لكن للأسف إسرائيل و داعميها يتوقفون عند صفحة في كتاب و يقرأون و يرددون هذه الصفحة كل يوم و يصفون الفظاعات التي تمت في هذا اليوم دون ذكر ان معظم ضحايا السابع من اكتوبر قتلوا علي يد قوات الأمن الاسرائيلي نفسه و لا يريدون قراءة الكتاب من أوله و خنق مليوني نسمة لأكثر من سبعة عشر عاماً و الجرائم التي ارتكبها المستوطنون في حق الفلسطينيين و لا يقرأون سطر عن وضع ألالاف في السجون من النساء و الأطفال و لا يقرأون حرف عن التعدي عن مقدسات المسلمين في هذا الكتاب المليء بالفظاعات ! هم لا يريدون قراءة الكتاب و لا يريدون حل الدولتين و لا يتعلمون من التاريخ ! انها لعنة الحمقي و ليست لعنة العقد الثامن كما يظنون ،،