لا اريد ان اقول ( ملة الكفر واحدة) لكي لا اتهم بالتكفير رغم ان كل ما نراه اليوم من ظلم تكفره جميع الشرائع السماوية والوضعية الارضية فاخترت ان اقلبها الى (ملة الظلم واحدة) لما نراه اليوم من تسابق كل الدول العظمى وغير العظمى لنصرة الظالم ودعمه بالسلاح والمال والسياسة والإعلام رغم علمها وعلمه الأكيد بأنه ظالم بكل ما تعنيه كلمة الظلم من حيث اغتصاب الأرض والقتل الوحشي منذ عشرات السنين لكل أبناء هذا البلد الفلسطيني العربي المغتصب من أطفال وشباب ونساء وشيوخ هذا عدا انتهاك الحرمات والمقدسات وعندما يصرخ المظلوم دفاعا عن نفسه تنهض كل ملة الظلم للوقوف بوجهه واتهامه بالإرهاب والهمجية والوحشية فتنهال عليه كل أنواع الأسلحة البرية والجوية والبحرية بآلاف الاطنان من حمم النيران لتبيد عشرات الالوف من الناس المدنيين ومسح منازلهم وبناياتهم وبناهم التحتية ومنشآتهم الحيوية من على سطح الارض وكذلك قطع الماء والكهرباء والغذاء والدواء عنهم ويشجعون حليفهم على المضي في جرائمه الحربية التي لم يقم بها حتى النازيون في زمنهم وفوق كل هذا وذاك تمنع أهله واشقاءه حتى من التعاطف معه ولو بالكلام فقط بل وتفرض على امة كاملة ما يجب ان تتخذه من مواقف تجاه جزء منها وهو يتعرض للإبادة والتدمير المبرمج وربما لا نعتب على العدو وحلفائه بسبب هذه المواقف لانهم أعداء والعدو يفعل كل مايستطيع فعله ضد عدوه وإنما عتبنا ولَومُنا يقع على من يدعون انهم قادة هذه الأمة ورموزها وهم مقادين اصلا من الخارج ولا يستطيعون التفوه بكلمة تجاه دعم وانقاذ خاصرة امتهم التي تنزف منذ خمسة وسبعين سنة وتهان كرامتها ومقدساتها ويباد اهلها بكل برودة دم واستهتار بكرامة وقيم تلك الأمة المبتلاة بقادة لا يهمهم سوى الحفاظ على كراسيهم والتلاعب بما يسمى دساتيرهم لغرض ضمان أطول فترة بقاء ممكنة على اكتاف هذه الأمة وقيادتها الى مزيد من الذل والهوان وضياع اجزاءها الواحد تلو الآخر دون ان يرف لهم جفن .
وعندما نرى سرعة اتخاذ القرارات وتنفيذها من قبل ملة الظلم لدعم حليفهم الظالم تأخذنا الحسرات وتخنقنا العبرات وتعتصرنا الآلام على امة تمتلك التحكم بكل شرايين الحياة لهذا الظالم بل ولكل ملة الظلم من وقود وممرات برية ومائية وجوية وتمتلك قوة بشرية هائلة الا انها ورغم كل ما تمتلكه تبقى فاقدة لأهم شيء يعينها على التحكم بكل تلك الممتلكات الا وهو الإرادة والسيادة وحرية القرار بحيث لا يمكن لأي حاكم ان يتخذ موقف داعم لأي جزء من جسم الأمة يتعرض للظلم والاحتلال والتدمير بل ويُطلب منهم التنديد بأية خطوة يتخذها الجزء المظلوم دفاعا عن نفسه كما يحصل اليوم في غزةِ العِز التي تتعرض لإبادة وحشية لكل معاني الحياة فيها بينما يتفرج اهلها الذين قاربوا نصف المليار نسمة وابناء دينهم الذين تجاوزوا المليارين شخص دون ان يستطيعوا اسنادهم ولو بكلمة بل وتمر البوارج والاسلحة المتوجهة لدعم الظالم ضد المظلوم عبر ممراتهم البحرية والجوية وحتى البرية فلو كان فيهم قادة حازمين متفقين على رفع شأن امتهم لفرضوا ارادة هذه الامة على العالم كله وانقذوها من الحضيض الذي وصلت إليه .