علامات استفهام وتعجب كثيرة رسمتها الحرب على أهالى غزة التى لم ترحم صغيرا ولا كبيرا ولا طفلا ولا سيدة بمنتهى الوحشية.. أولاها كيف يتحدث العالم عن حقوق الإنسان وفى الوقت نفسه يكيل بمكيالين.. كيف تتزعم الولايات المتحدة الأمريكية العالم وهى تدلل إسرائيل وتدافع عنها وتسمح فى الوقت نفسه بقتل الفلسطينيين وهدم منازلهم فوق رؤوسهم.. كيف يتحدثون عن الإنسانية ويتركون أبناء فلسطين بلا ماء أو كهرباء أو وقود.. كيف يتحدثون عن كل أنواع الحقوق بما فيها حقوق الحيوانات ويسمحون للصهاينة بضرب المستشفيات.. المشاهد توجع القلوب وتدميها وأكثرها وأشدها ألماً شاب يصرخ موجها رسالته للعالم (لا نريد ماء ولا طعام.. نريد أكفاناً للشهداء).
وتحية للموقف المصرى قيادة وشعباً والرفض القاطع للتهجير الذى يعنى تصفية القضية الفلسطينية.. والإصرار على وقف الحرب الدائرة وهو ما أكد عليه الرئيس عبدالفتاح السيسى للعالم كله وكذلك وزير الخارجية سامح شكرى الذى التقى فى الساعات الأخيرة نظيره البريطانى فى القاهرة وأكد على ضرورة وقف الحرب والإنفاذ الفورى للمساعدات واحتواء التصعيد وتجنب امتداده لمناطق أخرى.. والتنسيق بشأن سبل معالجة الأوضاع الإنسانية المتردية فى قطاع غزة.. وأكد على ضرورة الدفع بجهود دولية منسقة لحث الأطراف على تغليب مسار التهدئة والوقف الفورى للتصعيد وأهمية عدم استهداف المدنيين التزاماً بتنفيذ أحكام القانون الدولى والإنسانى وتجنب مخاطر امتداد دوامة العنف وتوسيع رقعة الصراع لمناطق أخرى فى المنطقة حفاظاً على الأمن والسلم الإقليمى والدولى.. إلى جانب أهمية وأولوية إيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية لأهالى غزة فى ظل الأزمة الراهنة، وأن يتم إنفاذها بشكل مستدام وآمن.
وحذر شكرى من تداعيات استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية على المزيد من التردى للأوضاع الإنسانية والآثار المدمرة لسياسة العقاب الجماعى من حصار أو تهجير قسرى مشدداً على ضرورة تحمل المجتمع الدولى لمسئوليته إزاء توفير الحماية اللازمة للمدنيين..
وستظل مصر على موقفها الثابت والمحافظ على حدودها وكل ذرة من تراب أراضيها وفى الوقت نفسه عدم التخلى عن مساندة أبناء فلسطين إلى الأبد.