محمود عابدين يكتب: لدحض أكاذيب فيلم "جولدا".. نصر أكتوبر العظيم يستحق دراما عالمية تليق بمصر (2 – 2 )

محمود عابدين يكتب: لدحض أكاذيب فيلم "جولدا".. نصر أكتوبر العظيم يستحق دراما عالمية تليق بمصر (2 – 2 )
محمود عابدين يكتب: لدحض أكاذيب فيلم "جولدا".. نصر أكتوبر العظيم يستحق دراما عالمية تليق بمصر (2 – 2 )
 
 
استكمالا لمقالانا تحت نفس العنوان في العدد السابق من جريدتنا الغراء "صوت بلادي"، وردا على الأكاذيب الإسرائيلية التي جسدها فيلم يحمل عنوان "جولدا"، والذي يلقي الضوء على مسيرة السنوات الأخيرة لجولدا مائير – رئيسة وزراء إسرائيل سابقا – وذلك بالتزامن مع الذكرى الخمسين لانتصارات أكتوبر 1973.
نؤكد مرارا وتكرار أن تلك الحرب المقدسة قد حطمت أسطورة إسرائيل التي لا تقهر، ومنحت المقاتل المصري حق التوقيع على معجزة عسكرية لاسترداد مجده وأرضه، وباعتراف قادة إسرائيل أنفسهم في مذكراتهم؛ فقد فشلت خطة بلادهم للحرب واستطاعوا فحسب إحداث ثغرة لابتزاز المصريين في ختام المعركة، ونجحت الخطة المصرية "جرانيت 2" المعدلة، وعبرنا القناة لتحرير الضفة وحطمنا خط بارليف الحصين، وهذه الحقائق عكس ما يروجه الفيلم المشار اليه بالطبع.
فقد كانت خسائر العدو البشرية والمادية مدوية، وكاد الامر أن ينتهي فعليًا لولا التدخل الأمريكي بالإمداد العسكري للعدو، ثم بالضغوط السياسية التي أجبرت الأطراف على التزام وقف التوغل واطلاق النار ثم توقيع معاهدة السلام، لإنقاذ إسرائيل في الرمق الأخير ويحق لنا أن نشاهد اليوم هل استطاع فيلم "جولدا" المذاع على منصة "نتفليكس" أن يخبر العالم بحقيقة ما كان في المعركة، أم ساق الحقائق في غلاف ناعم من الأكاذيب عن أحلام إسرائيل للسلام مع العرب الذين يرغبون بإبادتها.....؟!
هذا ما سيتضح جليا من خلال شهادات قبادات العدو، بما فيهم جولدا مائير نفسها، حيث قالت جولدا مائير:
- "وجدت نفسي فجأة أمام أعظم تهديد تعرضت له إسرائيل منذ قيامها".
من جانبه يدلي رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية الفرنسية بشهادته عن بأس المقاتل المصري فيقول:
-  "يوم السبت السادس من أكتوبر 1973م اتصلوا بى وطلبوا منى التوجه لقيادة شبيبة الطلائع المحاربة، ففوجئت خاصة أنه تم تسريحى قبل أسبوع فقط، وفى المرحلة الأولى ساعدت المجندين ، وعندما أدركوا أن هناك ضحايا ومئات المفقودين، وأننا لا نسيطر على الأمور عينونى ضابط تتبع للمفقودين بالقيادة ، وعملت لمدة أسبوع فى ذلك وكان أصعب أسبوع فى حياتى ، وكان أصعب شئ عندما وجدت فى موقع تجميع القتلى زميلى بالدراسة قتيلاً فعدت إلى القياد، وأضاف:
- "إننى غير مستعد للاستمرار فى التتبع وأريد أن أكون فى المقدمة مع المقاتلين ، وتقرر تشكيل كتيبة من طلائع الشبيبة وتطوعت لأكون مساعد قائد الكتيبة ، وعلى ضفاف القناة ساعدت القائد وقابلت هناك عقيد يبحث يائساً عن ابنه الذى كان داخل دبابة وسقطت فى المياه تجولت مع الأب لمدة 48 ساعة ولم أستطع مساعدته ، وقابلت كثيراً جدا من الرجال المذهولين ، ورأيت قادة بوجوه هزيلة ، وجنوداً فقدوا أبصارهم" .
بدوره أكد الإسرائيلى "يهودا شيجف  - رئيس عرفاء وضابط تتبع للمفقودين: "عندما بدأت الحرب كنت فى إيلات ثم انتقلت إلى منطقة مضايق الجدى و متلا ووسط سيناء ، وبعد 24 ساعة من القتال اتضح لمتخذى القرار أن هناك خسائر فادحة ومعظم الضحايا من الضباط".
فيما أكد عاموس ملخا "- مساعد إسرائيلى: قائلا"عندما خرجت من الخندق بعد ظهر يوم الأحد السابع من أكتوبر 1973م وجدت طابور من جثث القتلى الإسرائيليين، فسارعت للدخول وورائى قائد الكتيبة – لفيدوت – وعندما كنت فى جبل جنيفة تم قتل ضابط الإنذار الذى كان يعمل معى وإصابة شولومو بنائى".
ويكشف يعقوب عميدور- ضابط مخابرات - اسرائيلي:  "مساء السبت السادس من أكتوبر وصلنا إلى القنطرة وواجهنا مساء السبت قوات من سلاح المشاة المصرى ، وبدأنا المعركة وتفرقت الكتيبة وأصبحنا أزواجاً وفرادى ، وتقلص عدد الدبابات بدرجة كبيرة حيث أن الكتيبة التى ذهبت للحرب ترافقها 44 دبابة ولم يبق منها إلا 14 دبابة ، وفى الثامن من أكتوبر وأثناء الهجوم المضاد الذى انتهى بالفشل أصبت بصاروخ اخترق برج الدبابة وإصبت بكثير من الشظايا فى ظهرى ونقلونى إلى المستشفى فى بئر سبع وبقيت ثلاثة أيام فى المستشفى ، وعدت مرة أخرى إلى المعركة فى منطقة القناة ، وجهزوا لى دبابة لصد الهجوم المصرى ، ولكن من سوء حظى اخترق صاروخ مصرى مخزن الذخيرة فى الدبابة وشاهدت كرة اللهب ولم أستطع الهروب حيث انفجرت الدانات مع 400 لتر من الوقود واحترقت الدبابة بالكامل وقتل طاقمها ، ونجحت فى القفز إلى الخارج والنار تمسك ملابسى وأطفأت نفسى فى الرمال بينما يطلق المصريون علينا نيران أسلحتهم الخفيفة ، وبقيت ملقى على الأرض لمدة 18 ساعة إلى أن أخذونى وأجريت لى 14 عملية جراحية .. إن حرب أكتوبر أكبر وأخطر حرب شاركت فيها ، والجندى المصرى بالفعل أقوى جنود الله".
 وأوضح شلومو بنائى - قائد سرية مدرعات – قائلا: قتل منا أكثر من 120 شخصا، فضلا عن إصابة أكثر من 300 فقد تفوق الجيش المصرى فى الروح القتالية ، فقد رأيت جنود مصريين قفزت علينا من كل مكان فأصبت بالخوف الشديد وهرب الكثير من الجنود والقادة الإسرائيليين من أول أيام الحرب ".
وقال العميد  نتكا نير  - قائد كتيبة إسرائيلية: "انتقلت مع قواتى إلى منطقة المزرعة الصينية فوجدت الكثير من الجرحى ويجب إخلائهم ، كان المنظر فى غاية البشاعة وعندما تقدمنا وجدنا أنفسنا فى مواجهة مئات الجنود المصريين الذين دمروا جميع الدبابات فى إحدى الفصائل التابعة لى وأشعلت فيها النيران ، وأذكر أن ملازماً معى تلقى دانة وطار من الدبابة ، وتم إصابة جميع دبابات السرية ، كان الشعور الذى يساورنا مريراً للغاية حيث كنت فى عمق المنطقة ولا توجد إلا دبابتى ، ونفذت الذخيرة ونجحت فى التقهقر والهروب".
ويقول موشيه عيفرى سوكفيك - قائد سرية إسرائيلية: "إن إسرائيل تخوض الآن حرباً لم تحارب مثلها من قبل ، وهى حرب صعبة ومعارك المدرعات فيها قاسية ، والمعارك الجوية مريرة وهى حرب ثقيلة بأيامها وثقيلة بدمائها.
وقال"موشى ديان -  وزير الدفاع الإسرائلي:  "إن حرب الشرق الأوسط حطمت أسطورة أن الجيش الإسرائيلى لا يمكن مقاومته ، وأن الأرض التى احتلتها إسرائيل عام 1967م تشكل ضماناً لأمنها" .
أما جابى إشكينازى - أحد أفراد سرية إسرائيلية فيقول: "كان الخوف الكبير الذى يراودنى هو أن يحولونى إلى ضابط مدرعات بعد الحرب لأن المدرعات التى خسرناها كانت فادحة وفوق التصور.
ويتابع إزحيل باشوت  - أحد جنود العمليات الخاصة: "امتاز الجندى المصرى بالقدرة الفائقة والأداء العالى الذى مكنه من اقتحام خط بارليف وعبور القناة فى وقت قياسى الأمر الذى أثار الرعب بداخلنا فقد انتابتنا حالة من الذهول بمجرد وصولنا أرض المعركة فقد فوجئنا بأن جميع معدات فرق الكتيبة الجنوبية قد دمرت".
ويكشف دور ميدلتون  - خبير أمريكى فى شئون الشرق الأوسط – فيقول: "أشارت جميع التقارير التى وصلت إلى المصادر الغربية أن الجيش المصرى قاتل بعناد وحماسة ، وكانت القيادة على مستوى كتائب المشاة ، والدبابات على مستوى مرتفع كما كانت القيادة العربية العامة تتسم بالفطنة والذكاء ، وكان أهم تطور تكنولوجى على المستوى المصرى والعربى هو الأسلحة الخفيفة التى استخدمت بفاعلية وكفاءة لحماية المواقع المتقدمة وحشود القوات ضد الهجمات الجوية والمدرعة المضادة الإسرائيلية ، لقد أكدت عملية العبور للقناة أن تلك القوات قد تطورت تكنولوجياً ، وأثبتت تلك العمليات الجريئة أن المصريين قادرون على تحقيق النجاح والتصرف بانضباط ".
 ويعترف ريمون آرون  - عالم الاجتماع الصهيونى الفرنسى: "لقد خرج العرب بعد أكتوبر وللمرة الأولى وهم صناع التاريخ ، وأصبح العالم العربى عاملاً مهماً فى تحقيق التوازن السياسى فى المنطقة ، وبذلك تم تصحيح ميزان القوى الذى كان قد اختل بوضوح قبل أكتوبر".
بينما أوضح إلبر يجاديركينيت هانت  - نائب مدير المعهد الدولى للدراسات الاستراتيجية: "إن حرب الشرق الأوسط قد غيرت بالفعل أفكاراً عديدة عن التوازن بين الطائرات المقاتلة والدفاع الجوى ، وبين الدبابات ووسائل المدفعية المضادة لها ، لقد واجهت السيطرة التى تمتع بها السلاح الجوى الإسرائيلى تحدياً خطيراً من جانب الصواريخ العربية ، كما أصبح تفوق الدبابات الإسرائيلية فى المعركة موضع شك كبير" .
ويعترف الجنرال  أندريه بوفر - مدير المعهد الاستراتيجى الفرنسى – في محاضرة له بأكاديمية ناصر العسكرية العليا بتاريخ 15/11/1973، فيقول: "أريد أن أبدى إعجابى الشديد بالعمل الذى أنجزته القوات المسلحة المصرية مشفوعة بإعجابى بذلك التقدم الذى أظهرته هذه القوات فى الميدان ، فقد حاربت على أعلى مستوى عرفه العصر" .
ويكتب يعقوب إيفين  -كاتب إسرائيلى- قائلاً: "لقد عشنا ست سنوات من عام 1967م حتى عام 1973 فى جنة الحمقى أو جنة الأغبياء ، والآن تقدمنا فى العمر وما تزال لدينا آلام من يوم الغفران ، وتثار مخاوفنا بسرعة .. ماذا عن المستقبل؟ إننا نصلى من أجل مزيد من الشجاعة وكثير من الحكمة".
وهذه أيضا بعض الشهادات لقيادات عسكرية عالمية شهيرة عن عظمة المقاتل المصري:
- نابيليون بونابرت:  "لو كان عندى نصف هذا الجيش المصرى لغزوت العالم".
- نابليون الثالث بعد حرب المكسيك قبل أن تصل الكتيبة المصرية إلى المكسيك: "لم نحظ بأنتصار واحد، وبعد أن وصلت لم نمن بهزيمة واحدة".
- مارشال فورية - القائد العام للحملة الفرنسية فى المكسيك:  "إنى لم أر فى حياتى مطلقاً قتالاً نُشب بين سكون عميق، وفى حماسة تضارع حماستهم، فقد كانت أعينهم وحدها هى التى تتكلم، وكانت جرأتهم تذهل العقول، وتحير الألباب حتى لكأنهم ما كانوا جنوداً بل أسوداً".
- البارون بوالكونت بعدما أذهلته معارك الجيش المصرى فى سوريا 1832:  "إن المصريين هم خير من رأيت من جنود".
 - كلوت بك - الطبيب الفرنسي فقال: "ربما يعد المصريين أصلح الأمم، لأن يكونوا من خيرة الجنود، ومن صفاتهم العسكرية الأمتثال للأوامر، والشجاعة والثبات عند الخطر، والتذرع بالصبر فى مواجهه الخطوب، والمحن، والاقدام على المخاطرة والاتجاه إلى خط النار، وتوسط ميادين القتال بلا وجل ولا تردد".
- المارشال الفرنسى مارمون - قائد الحلفاء فى حرب القرم: "لا ترسلوا لى فرقة تركية، ولكن ارسلوا لى كتيبة مصرية".
- لورد كتشنر بعد انتصاره فى جنوب إفريقيا:  "ما أكثر المآزق الحرجة التى وجدت فيها نفسى فى القتال، ولكننى كثيراً ما فكرت وانا بأي مأزق فى شجعانى، المصريين وتمنيت ان يكونوا فى جانبى".
- المارشال سيمور - قائد البحرية الأنجليزية - اثناء حرب الاسكندرية، ركز على سرعة المدفعية المصرية فى الرد من الفتحات التى تم تدميرها قائلا: "رائع أيها المصرى المقاتل".
ويخطب الرئيس " محمد أنور السادات - صاحب قرار العبور، فيقول: "لقد كان الليل طويلاً وثقيلاً ، ولكن الأمة لم تفقد إيمانها أبداً بطلوع الفجر، إن القوات المسلحة المصرية قامت بمعجزة على أى مقياس عسكرى ، ويستطيع هذا الوطن أن يطمئن أنه أصبح له درع وسيف، كما إن الواجب يقتضينا أن نسجل من هنا وباسم هذا الشعب ، وباسم هذه الأمة ثقتنا المطلقة فى قواتنا المسلحة، إن التاريخ العسكرى سوف يتوقف طويلاً بالفحص والدرس أمام عملية السادس من أكتوبر 1973 حين تمكنت القوات المسلحة المصرية من اقتحام مانع قناة السويس الصعب ، واجتياح خط بارليف المنيع ، وإقامة رؤوس جسور لها على الضفة الشرقية من القناة بعد أن أفقدت العدو توازنه فى ست ساعات ، وسوف نسلم أعلامنا مرتفعة هامتها ، عزيزة صواريها.
أما عن جرائم العدو الاسرائيل وأخلاقيات جنوده ضد أسرانا العزل، فتحتاج إلى فتح هذا الملف الخطير بالأدلة والمستندات التي كشفوا عنها مؤخرا، وذلك لكشف تلك الجرائم أمام كافة المحافل والجمعيات والمؤسسات وبقية الكيانات الدولية المعنية بجرائم الحرب وحقوق الانسان.