محيي الدين إبراهيم يكتب :بمناسبة عيد ميلاده الثمانين .. محطات في حياة الفنان القدير صلاح السعدني متعه الله بالصحة

محيي الدين إبراهيم يكتب :بمناسبة عيد ميلاده الثمانين .. محطات في حياة الفنان القدير صلاح السعدني متعه الله بالصحة
محيي الدين إبراهيم يكتب :بمناسبة عيد ميلاده الثمانين .. محطات في حياة الفنان القدير صلاح السعدني متعه الله بالصحة

صلاح الدين عثمان إبراهيم السعدني من مواليد كفر القرينين بمحافظة المنوفية  (23 أكتوبر 1943 ) تخرج من كلية الزراعة جامعة القاهرة، وهو ابن المسرح منذ أن كان في المرحلة الثانوية بالمدرسة السعيدية وحتى وهو في كلية الزراعة حيث زامل زعيم الكوميديا الفنان القدير عادل إمام الذي مازالت صداقتهما ممتدة حتى اليوم وانضما معاً لفريق المسرح بالكلية وتقدما سويا قبل التخرج بعام واحد للانضمام إلى مسرح التليفزيون الذي أنشأه الفنان القدير السيد بدير وكانت بداية الفنان صلاح السعدني كمحترف في مسرحية لوكاندة الفردوس عام 1964م وتكون بداية انطلاقته للنجومية إذ كان يتمتع بكاريزما شخصية حتى وهو يقدم أدواراً صغيرة في بداية مشواره الفني.

كان صلاح السعدني في بداياته الفنية يتقدم ببطيء بسبب اختياره للأدوار التي سيقدمها حتى ولو كانت صغيره لأنه كان مؤمناً بأن قيمة الدور ليست في حجمه وإنما في تأثيره وربما لا ننسى دوره في مسرحية العمر لحظة مع الفنانة سميحة أيوب والفنان عزت العلايلي عام 1974م فرغم أنه ليس دور بطوله إلا أنه نحت علامة قوية في نجوميته وغزا من خلاله قلوب المصريين.

ويقول صلاح السعدني ضاحكاً في احدى لقاءاته المتلفزة أنه منذ صغره كان مهموماً بالسياسة، وكان يحلم بأن يكون زعيماً سياسياً وكان يقول كلما كان يذكر احد اسم صلاح الدين الأيوبي كنت اقول له وسأكون أنا أيضاً الزعيم صلاح الدين السعدني، ويستكمل حديثه، كنت متأثراً بأخي الكبير الكاتب الصحفي محمود السعدني فقد كان مثلاً أعلى لي، رغم أنه واحد من ثمانية اخوة أخرين وكان هو الوحيد من عشرة أبناء الذي أكمل تعليمه الجامعي.

إن صلاح السعدني واحداً من النجوم القليلة الذين تربعوا في قلوب الجماهير من مختلف الطبقات الاجتماعية والشرائح العمرية، واحداً ممن يتمتعون بملامح أصيلة ومؤثرة جعلته ينجح في التعبير عن المجتمع وقضاياه الاجتماعية الشائكة ببساطة فهو من بدايته في مسرحية لوكاندة الفردوس ( صبي فندق ) انتهاءً بآخر أعماله  في دور العمدة "عبد القوي" الذي يتزوج من فتيات لا تتجاوز أعمارهن الخامسة عشر سنه في المسلسل الجريء "القاصرات" 1913م، مروراً بحوالي 25 مسرحية أهمها العمر لحظة وزقاق المدق ومسرحية الملك هو الملك وأكثر من 200 عمل فني ما بين سينمائي وتليفزيوني أهمها في السينما اختيار فيلمين له ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية حسب استفتاء النقاد عام 1996، أولهما فيلم الأرض 1970م  وفيلم أغنية على الممر عام 1972 م وعلى مستوى التليفزيون ابتداءً من دوره العبقري في مسلسل الرحيل 1964م ومسلسل الضحية من بعده وتألقه في مسلسل لا تطفئ الشمس الذي مثل فيه دور الشاب الجريء الحالم ثم يموت في حادث سير وهو الأمر الذي أتذكره أنا بشكل شخصي وأتذكر كيف ساد حزن عظيم لدي المشاهدين على موت الشخصية من شدة ارتباطهم بها ومن شدة عظمة صلاح السعدني في تقمصها، كما لا يمكن لنا نسيان ابداعه في مسلسل أرابيسك ومسلسل ليالي الحلمية في دور العمدة سليمان غانم والذي فرض نفسه على الدراما لدرجة وصلت بالمشاهدين من محبتهم واندماجهم مع صلاح السعدني في تقمص هذه الشخصية أن يدفعوا المؤلف اسامة أنور عكاشة في أن يجعل الجزء الخامس (1995) تقريباً يدور حول شخصية سليمان غانم التي اجاد فيها إلى حد التقمص الفنان القدير صلاح السعدني أطال الله في عمره.