خمسون عاما بين التاريخين؛ التاريخ الأول كان تاريخا للانتصار بعد هزيمة لا يقال فيها سوى أنها هزيمة منكرة؛ والتاريخ الثاني أتحدث فيه عن ذلك اليوم وكأنه حلم جميل مضت عليه الأعوام ولا أزال أراه أمامي وكأنه بالأمس؛ نعم اتحدث عنه الآن وقد أصبحت مصر سيدة الشرق. كل ما حدث في ذلك اليوم وما قبله ماثلا في ذهني يوما بيوم وساعة بساعة بعد أن التحقت كضابط احتياط بالقوات المسلحة عقب تخرجي مباشرة من الجامعة ؛ بل لن أكون قد ذهبت بعيدا إذا قلت أن 70% من شباب مصر الذين انتهوا من دراستهم كانوا أيضا بالقوات المسلحة ؛ كل بيت في مصر تقريبا ذهب منه واحد أو اثنين للخدمة العسكرية ؛ ذهب الجميع وهم يتوقعون اللاعودة ثانية بعد هزيمة الخامس من يونيو عام 1967 التي ضاع فيها الألاف من أبناء مصر ولا أستطيع الآن أن أقول سوى رحمهم الله كشهداء وسامح الله من تسبب في ضياعهم بأبخس الأثمان من القادة العسكريين في ذلك الوقت ؛ كانوا قادة بالاسم ؛ معظمهم كان لا يعرف من العسكرية سوى الرتب التي تلمع فوق كتفه وما ورائها من مكاسب وسهرات وحفلات وعنجهية كاذبة . لكن وبإرادة الله وإعادة بناء الجيش عادت الدماء إلى وجه مصر بعد انتصار أيضا استشهد فيه الألاف من شباب مصر في السادس من أكتوبر عام 1973 ؛ لم أصدق نفسي في ذلك الوقت وأنا في القارب المطاطي أعبر قناة السويس في اتجاه الضفة الأخرى والتي كان يقبع فوقها غول يمتد طوال الجبهة في سيناء أسمه خط بارليف ؛ بالفعل كان غولا صورته إسرائيل على أنه سيلتهم جنود مصر مهما كانت أعدادهم لو حاولوا مجرد الاقتراب منه ؛ لكن بإرادة الله وبسالة الجنود تمكنت القوات من اقتحامه بكل نقاطه القوية المدعمة بالحوائط الأسمنتية والمسلحة بأحدث الأسلحة الأميركية ؛ كل شيء تم بإرادة وفضل الله ولا ننسى بالتأكيد ذكاء وشجاعة الرئيس السادات ؛ اُلذي أُطلق عليه بطل الحرب والسلام ؛ والحقيقة والتي لا يستطيع أحد أن ينكرها هو بالفعل كان بطل الحرب وبطل السلام ؛وأقول بمنتهى الثقة أن بطولته في السلام كانت أشجع وأذكى من بطولته في الحرب وبالتأكيد أنا لا أقلل من دور وبسالة وقوة الانتصار الحربي الذي تروى فيه الروايات والحكايات حتى الآن وشجاعة واستشهاد الألاف من أبناء مصر ؛ الحرب والسلام وبطلهما الرئيس السادات لعبا دورا رائعا في أننا أبناء ذلك الجيل نقف الآن مرفوعي الرأس نحكي لأحفادنا عن مصر التي يقفون الآن فوق أرضها بكل فخر ولا يوجد بها سنتيمتر واحد يقف عليه أي عدو ؛ هي نفسها مصر التي في وقتنا لبست الحداد وقد احتل الإسرائيليون مساحة كبيرة منها ؛ بل أغلقوا قناة السويس والرزق الذي كان يمثل مصدرا كبيرا لدخلها في ذلك الوقت . في الحقيقة كتبنا وكتب غيرنا الكثير عن بطولات وانتصارات أكتوبر ؛ لكن لم يُكتب الكثير عن انتصار السلام الذي أعاد لنا أيضا الكثير من أرضنا ؛ ولا أبالغ في هذا القول وفقط أقول أنظروا إلى باقي الأراضي في الوطن العربي التي لا تزال إسرائيل تضع قدمها عليها وكان من الممكن أن تكون حرة الآن لولا الغباء السياسي والعنجهية الكاذبة من رؤساء هذه الدول في ذلك الوقت التي رأت في خطوة الرئيس السادات للسلام أنها استسلام ؛ أقول لهم أنظروا إلى سيناء الآن وقارنوا بينها وبين ما لحق بها بعد هزيمة 67 وتحسروا على خيبتكم التي قاطعت مصر ورئيسها في ذلك الوقت وأقصد قاطعت خطوات السلام التي بدأها الرئيس السادات بخطوة جريئة وشجاعة وغاية في الذكاء بذهابه إلى تل أبيب وقد وصفتموها بالعار . كم أحمد الله بعد مرور 50 عاما على هذا الانتصار وأنا أرى مصر يرفرف علمها من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب. وكم أأسف أيضا على فلسطين المحتلة وأقولها بمنتهى الصراحة أنها محتلة من داخلها أكثر من احتلالها من إسرائيل ؛محتلة من العقول التي خلت من الذكاء والطامعة والتي لا تعرف سوى كيف تغتنم من المصائب وقد تكون استمرأت الاحتلال من أجل المعونات التي تتسرب إلى بعض الجيوب والشعب الفلسطيني يعيش في البؤس ؛ ؛ كنت أود أن أسأله وأين كنتم عندما بدأ الرئيس السادات مباحثات السلام واخترتم المقاطعة والبذاءات على مصر وشعبها ورئيسها ؛ لقد مضى على مباحثات كامب ديفيد 45 عاما الآن ؛ عندما اتخذ السادات خطوته المغامرة الشديدة الجرأة والتي انتهت إلى أفضل النتائج فبعدها بستة أشهر تقريبا كانت أشهر وأشجع معاهدة للسلام بين مصر وإسرائيل ؛ وكانت هي الضربة الرابحة التي محت هزيمة يونيو 1967 تماما واستكملت مصر تحرير أرضها واستعادت سيناء بالكامل ؛ ولولا جمود العقل لدول المقاطعة لكان من السهل جدا وقضية السلام لا تزال ساخنة الوصول إلى حل مرضي للشعب الفلسطيني ولجميع المناطق المحتلة ؛ والآن وبعد مرور كل هذه الأعوام وصلت فلسطين إلى حد استجداء السلام في زمن يصعب فيه السلام وقد انشغل العالم كله بحروبه ومشاكله وأصبح الحديث إلى وصول موقف لحل الدولتين أشبه بقصة من الأول الدجاجة أم البيضة.
السادس من أكتوبر 1981
" اغتيال الرئيس السادات "
************************
شتان بين السادس من أكتوبر 1973 وأكتوبر 1981 ؛ الأول رفع الرئيس السادات إلى عنان السماء والثاني هبط به إلى باطن الأرض ؛ الأول كان يوم انتصاره والثاني كان يوم اغتياله ؛ اغتاله الإرهاب ؛ الإسلاميون الذين قد انتشروا في كل مكان حتى في القوات المسلحة دبروا أمر اغتياله في يوم كان يقف فيه كفرعون مصر فوق عجلته ؛ للأسف كان يوما عظيما كان فيه الاحتفال بالانتصار في قمته والقوات المسلحة تستعرض قواتها الأرضية والجوية لكنه انتهى كأسوأ ما يكون وقد تحول الاحتفال إلى مأتم بموت الرئيس السادات والذين اغتالوه للأسف كانوا من داخل القوات المسلحة ؛ في الحقيقة وأقولها بمنتهى الأسف أن اللوم كله يقع على الرئيس السادات ؛ لأنني لم أكن أريد أن تكون نهاية بطل الحرب والسلام بهذا الشكل الدموي ؛لقد ترك الساحة مفتوحة أمام الجماعات الإسلامية ولم يكن يعلم أنه لا أمان لهم وأن اللدغة ستأتي من جحرهم ؛ الآن وقد مضت كل هذه الأعوام ليس هناك ما يقال سوى رحم الله الرئيس السادات . لكن تبقى المواقف البشعة للأسف ممن شمتوا في موته؛ وأغرب شماتة كانت من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات؛ فلسطين التي قدمت لها مصر الكثير والكثير من دماء أبنائها من أجل قضيتها ؛ يخرج ياسر عرفات ليرقص على أغنية ليعبر عن شماتته في موت بطل الحرب والسلام .
السادس من أكتوبر 2023
" طوفان الأقصى "
***********************
هل هذه هي عملية ناجحة بالنسبة للقضية الفلسطينية ؟ ؛ قد يراها البعض " نعم " ؛ لكن من وجهة رأيي الشخصية البحتة " لا " ؛ قد يتعجب البعض ؛ لكن أنا أقول لا تتعجبوا فهناك حسابات المكسب والخسارة ؛ نعم خسارتها أكثر من مكسبها ؛ لو كانت انتفاضة من الشعب الفلسطسني بأكمله لكنت أول من قلت نعم ؛ لكن أن تنحصر العملية في فصيل واحد يقيمه العالم على أنه أرهابي هذه هي النقطة ؛ الخسارة التي وقعت على فلسطين كبيرة بصفة عامة وعلى غزة كارثية بصفة خاصة ؛ نعم خسارة فلسطين كبيرة في وضعها الحالي ؛ نعم إسرائيل تكبدت خسائر بشرية ولن أتطرق إلى المعدات الحربية لأنها تملك الكثير ويمكن أن تعوض بالكثير ؛ لكن الخسارة على الشعب الفلسطيني وخاصة غزة تعتبر فادحة ؛ أدين ما تقوم به إسرائيل نحو الشعب في غزة حيث قطعت عنه كل وسائل المعيشة ؛ أين موقف الأطفال وكبار السن من هذا التعسف ؛ حاربوا كما تشاؤوا لكن لا بد أن تكون الرحمة .حسابات الربح والخسارة في هذه العملية تُثقل كفة الخسارة على الربح بالنسبة للقضية الفلسطينية لقد نبهت إسرائيل أكثر لأن تتخذ احتياطاتها بكل الطرق والوسائل لحماية نفسها ؛وعطلت الحلول السياسية أكثر وأكثر ؛ الذين يصفقون لهذه العملية أسألهم ؛ هل تصفقون وأنتم تحت الغطاء في الدفء ؟!؛ اليوم السادس لهذه المعارك ولا أحد يعلم كيف ستكون النهاية ؛ وسؤال يراودني أين هنية وأين القادة ؛ يا ترى في أي نفق يختبئون حتى إذا حتمت الضرورة يهربون من خلاله ويتركون شعب غزة تحت وطيس النيران ؛ كل ما نرجوه أن تنتهي هذه المهزلة ؛ نعم مهزلة بكل المقاييس ؛الدمار ودماء الأبرياء قد ملأت الطرق ؛ أقول ولا تزال الأيام القادمة ستحمل من الدماء الكثير ؛ كان الله في عون شعب غزة !!!!!
أكتوبر2023
" انتخابات الرئاسة "
*****************
إذا كان أكتوبر 1973 يعتبر انتصارا عظيما لمصر بعد هزيمة منكرة ؛ فأن أكتوبر 2023 يعتبر انتصارا عظيما لها وهي تعد لانتخابات الرئاسة التي ستكون في ديسمبر من نفس العام ؛ نعم أنظر إليه كانتصار بعد أن وصلت مصر لهذه الديمقراطية ويوجد أكثر من مرشح ؛ عملية انتخاب جادة وليست تمثيليات كالتي كانت تحدث في فترات الحكم السابقة ؛ لن يخاف أي مرشح أن يقبض عليه أو يعتقل بطريقة ما لأنه تجرأ ونافس الرئيس السيسي ؛ الجميع يتحدثون بكامل حريتهم ونسمع الأراء الجريئة التي تذاع علنا وهذا ما لم نره في أي فترات الحكم السابقة . لو سألني أي شخص ومن ستنتخب سأجيب وبمنتهى الصدق سأنتخب الرئيس السيسي ؛ لأن الفترة القادمة لا يصلح أي رئيس سواه مع احترامي لكل من رشحوا أنفسهم ؛ لأن الوضع يفرض هذا وهناك من الأوضاع لا يمكن اتمامها بأي رئيس سواه ؛ ومن المؤكد أن الأخطاء التي حدثت في الفترة السابقة هي الآن أمام عينيه وهو الوحيد الذي يستطيع أن يصلح منها ؛ خاطئون من تأخذهم الحمية الآن ويعتقدون أنه لو أتى رئيس آخر غير الرئيس السيسي سيستطيع أن يصلح أي شيء ؛ من المؤكد أن الكثير من المشاكل ستتفاقم أكثر وأكثر ؛ لأن الرئيس السيسي استطاع أن يكون علاقات دولية وعالمية ممتازة ؛ وبهذه العلاقات بإذن الله سيتمكن من أن يرفع من الاقتصاد على قدر الأمكان بل بإذن الله ستحل جميع المشاكل . منجزات يجب أن توضع نصب العينين ولا ننسى أنه خلص مصر ليس من هزيمة كأكتوبر 73؛ لكنه خلصها من نكبة كان يمكن أن تضعها في مستوى جديد لا يطلق عليه العالم الثالث بل يذهب إلى أدنى بكثير ولا مانع أن يكون مستوى العالم الرابع أو الخامس أو قل كما تشاء ؛ نعم خلصها من نكبة وأقولها بكامل الارتياح أنها نكبة أسوأ من هزيمة يونيو 1967 ؛ انتصار على أعداء لا يعترفون بكلمة وطن ولا وطنية ؛ وماذا يتبقى لنا من مصر إذا فرغناها من محتوى الوطن ؛ أليس الذي يحاول أن يفرغها من العزة والكرامة هو عدو أسوأ من أي استعمار . في اكتوبر 2023 مصر تحتفل بالإعداد لانتخابات رئاسية نزيهة ؛ لكن قبل أن تحدث أقولها وبمنتهى القوة ومن يصلح لمصر في الفترة القادمة سوى الرئيس الذي حمى الوطن من استعمار كان سيهدم أهراماتها وكل حضاراتها ؛ من يصلح سوى الرئيس الذي غير منها تماما وصعد بها إلى مستوى عالمي ؛ وصعد بها داخليا إلى مستوى لم تشهده مصر خلال فترات الحكم السابقة كلها ؛ البنية التحتية كانت وصلت إلى حد التهالك تماما في فترة حكم الرئيس السابق حسني مبارك ؛ يجب إلا ننسى ما كان يحدث من انقطاع المياه بالأيام وانقطاع الكهرباء بالساعات الطويلة ؛ الآن صرخ البعض من انقطاع الكهرباء لساعات محددة من أجل تخفيف الأحمال ولفترة محددة وانتهت والحمدالله بعد أن أصبح معظم البيوت تمتلك من الأجهزة الكهربائية الكثير تستخدمها دون ترشيد . هل ينكر أحد ارتفاع مستوى التعليم بجميع اتجاهاته ؛ هل ينكر أحد ما تم في قطاع الصحة ؛ هل ينكر أحد ما تم من في الطرق وكيف أصبحت الكباري شريان رئيسي تصل وتسهل الوصول من منطقة لأخرى ؛ هل ينكر أحد انتهاء العشوائيات التي كانت مأوى للجريمة والإرهاب واستبدالها بالإسكان الجماعي ؛ هل ينكر أحد ما تم في السياحة والتي ستصبح قبلة المستقبل لزيادة الدخل ؛ هل ينكر أحد الأمن والأمان إلا من حالات قليلة وفردية ولا تعتبر شيء بالنسبة لما يحدث في الدول الأخرى حتى المتقدمة ؛ وفي هذا المجال لا ننسى أهم مشروع وهو مشروع الأمن الغذائي المصري واهتمام الدولة بالقطاع الزراعي. هذه الكلمات ليست ترويجا لتكون الانتخابات لصالح الرئيس السيسي؛ فلقد كتبت كثيرا عن الغلاء غير المسبوق في أسعار السلع، بل جميع السلع وقد قسمت هذا الغلاء بين ارتفاع عام في جميع العالم بسبب ما مر به العالم سواء من وباء كورونا أو الحروب التي أصبحت في كل مكان؛ وارتفاع داخلي وهذا بالتأكيد العبء الأكبر منه على عدم مراقبة التجار والباعة؛ الخمول الذي زاد عن حده في أجهزة المراقبة. ولهذا أقول للرئيس السيسي نعم نريدك لفترة ثالثة لأني أعلم ويعلم أيضا كل من يملك الفكر ولو حتى قليلا أنه لا يصلح لهذه الفترة سواك؛ أكمل ما بدأت على بركة الله وعلى الجميع أن يتحملوا ويصبروا؛ لكن لا بد من نظرة على كل من حولك وخاصة الأجهزة الرقابية التي رقدت على كراسيها في ليل ليس له أول ولا آخر. كل ما نرجوه لمصرنا الحبيبة هو أن تتربع على قمة العالم لأن من جلسوا على القمة ليسوا بأفضل منها.
خمسون عاما بين التاريخين؛ التاريخ الأول كان تاريخا للانتصار بعد هزيمة لا يقال فيها سوى أنها هزيمة منكرة؛ والتاريخ الثاني أتحدث فيه عن ذلك اليوم وكأنه حلم جميل مضت عليه الأعوام ولا أزال أراه أمامي وكأنه بالأمس؛ نعم اتحدث عنه الآن وقد أصبحت مصر سيدة الشرق. كل ما حدث في ذلك اليوم وما قبله ماثلا في ذهني يوما بيوم وساعة بساعة بعد أن التحقت كضابط احتياط بالقوات المسلحة عقب تخرجي مباشرة من الجامعة ؛ بل لن أكون قد ذهبت بعيدا إذا قلت أن 70% من شباب مصر الذين انتهوا من دراستهم كانوا أيضا بالقوات المسلحة ؛ كل بيت في مصر تقريبا ذهب منه واحد أو اثنين للخدمة العسكرية ؛ ذهب الجميع وهم يتوقعون اللاعودة ثانية بعد هزيمة الخامس من يونيو عام 1967 التي ضاع فيها الألاف من أبناء مصر ولا أستطيع الآن أن أقول سوى رحمهم الله كشهداء وسامح الله من تسبب في ضياعهم بأبخس الأثمان من القادة العسكريين في ذلك الوقت ؛ كانوا قادة بالاسم ؛ معظمهم كان لا يعرف من العسكرية سوى الرتب التي تلمع فوق كتفه وما ورائها من مكاسب وسهرات وحفلات وعنجهية كاذبة . لكن وبإرادة الله وإعادة بناء الجيش عادت الدماء إلى وجه مصر بعد انتصار أيضا استشهد فيه الألاف من شباب مصر في السادس من أكتوبر عام 1973 ؛ لم أصدق نفسي في ذلك الوقت وأنا في القارب المطاطي أعبر قناة السويس في اتجاه الضفة الأخرى والتي كان يقبع فوقها غول يمتد طوال الجبهة في سيناء أسمه خط بارليف ؛ بالفعل كان غولا صورته إسرائيل على أنه سيلتهم جنود مصر مهما كانت أعدادهم لو حاولوا مجرد الاقتراب منه ؛ لكن بإرادة الله وبسالة الجنود تمكنت القوات من اقتحامه بكل نقاطه القوية المدعمة بالحوائط الأسمنتية والمسلحة بأحدث الأسلحة الأميركية ؛ كل شيء تم بإرادة وفضل الله ولا ننسى بالتأكيد ذكاء وشجاعة الرئيس السادات ؛ اُلذي أُطلق عليه بطل الحرب والسلام ؛ والحقيقة والتي لا يستطيع أحد أن ينكرها هو بالفعل كان بطل الحرب وبطل السلام ؛وأقول بمنتهى الثقة أن بطولته في السلام كانت أشجع وأذكى من بطولته في الحرب وبالتأكيد أنا لا أقلل من دور وبسالة وقوة الانتصار الحربي الذي تروى فيه الروايات والحكايات حتى الآن وشجاعة واستشهاد الألاف من أبناء مصر ؛ الحرب والسلام وبطلهما الرئيس السادات لعبا دورا رائعا في أننا أبناء ذلك الجيل نقف الآن مرفوعي الرأس نحكي لأحفادنا عن مصر التي يقفون الآن فوق أرضها بكل فخر ولا يوجد بها سنتيمتر واحد يقف عليه أي عدو ؛ هي نفسها مصر التي في وقتنا لبست الحداد وقد احتل الإسرائيليون مساحة كبيرة منها ؛ بل أغلقوا قناة السويس والرزق الذي كان يمثل مصدرا كبيرا لدخلها في ذلك الوقت . في الحقيقة كتبنا وكتب غيرنا الكثير عن بطولات وانتصارات أكتوبر ؛ لكن لم يُكتب الكثير عن انتصار السلام الذي أعاد لنا أيضا الكثير من أرضنا ؛ ولا أبالغ في هذا القول وفقط أقول أنظروا إلى باقي الأراضي في الوطن العربي التي لا تزال إسرائيل تضع قدمها عليها وكان من الممكن أن تكون حرة الآن لولا الغباء السياسي والعنجهية الكاذبة من رؤساء هذه الدول في ذلك الوقت التي رأت في خطوة الرئيس السادات للسلام أنها استسلام ؛ أقول لهم أنظروا إلى سيناء الآن وقارنوا بينها وبين ما لحق بها بعد هزيمة 67 وتحسروا على خيبتكم التي قاطعت مصر ورئيسها في ذلك الوقت وأقصد قاطعت خطوات السلام التي بدأها الرئيس السادات بخطوة جريئة وشجاعة وغاية في الذكاء بذهابه إلى تل أبيب وقد وصفتموها بالعار . كم أحمد الله بعد مرور 50 عاما على هذا الانتصار وأنا أرى مصر يرفرف علمها من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب. وكم أأسف أيضا على فلسطين المحتلة وأقولها بمنتهى الصراحة أنها محتلة من داخلها أكثر من احتلالها من إسرائيل ؛محتلة من العقول التي خلت من الذكاء والطامعة والتي لا تعرف سوى كيف تغتنم من المصائب وقد تكون استمرأت الاحتلال من أجل المعونات التي تتسرب إلى بعض الجيوب والشعب الفلسطيني يعيش في البؤس ؛ ؛ كنت أود أن أسأله وأين كنتم عندما بدأ الرئيس السادات مباحثات السلام واخترتم المقاطعة والبذاءات على مصر وشعبها ورئيسها ؛ لقد مضى على مباحثات كامب ديفيد 45 عاما الآن ؛ عندما اتخذ السادات خطوته المغامرة الشديدة الجرأة والتي انتهت إلى أفضل النتائج فبعدها بستة أشهر تقريبا كانت أشهر وأشجع معاهدة للسلام بين مصر وإسرائيل ؛ وكانت هي الضربة الرابحة التي محت هزيمة يونيو 1967 تماما واستكملت مصر تحرير أرضها واستعادت سيناء بالكامل ؛ ولولا جمود العقل لدول المقاطعة لكان من السهل جدا وقضية السلام لا تزال ساخنة الوصول إلى حل مرضي للشعب الفلسطيني ولجميع المناطق المحتلة ؛ والآن وبعد مرور كل هذه الأعوام وصلت فلسطين إلى حد استجداء السلام في زمن يصعب فيه السلام وقد انشغل العالم كله بحروبه ومشاكله وأصبح الحديث إلى وصول موقف لحل الدولتين أشبه بقصة من الأول الدجاجة أم البيضة.
السادس من أكتوبر 1981
" اغتيال الرئيس السادات "
************************
شتان بين السادس من أكتوبر 1973 وأكتوبر 1981 ؛ الأول رفع الرئيس السادات إلى عنان السماء والثاني هبط به إلى باطن الأرض ؛ الأول كان يوم انتصاره والثاني كان يوم اغتياله ؛ اغتاله الإرهاب ؛ الإسلاميون الذين قد انتشروا في كل مكان حتى في القوات المسلحة دبروا أمر اغتياله في يوم كان يقف فيه كفرعون مصر فوق عجلته ؛ للأسف كان يوما عظيما كان فيه الاحتفال بالانتصار في قمته والقوات المسلحة تستعرض قواتها الأرضية والجوية لكنه انتهى كأسوأ ما يكون وقد تحول الاحتفال إلى مأتم بموت الرئيس السادات والذين اغتالوه للأسف كانوا من داخل القوات المسلحة ؛ في الحقيقة وأقولها بمنتهى الأسف أن اللوم كله يقع على الرئيس السادات ؛ لأنني لم أكن أريد أن تكون نهاية بطل الحرب والسلام بهذا الشكل الدموي ؛لقد ترك الساحة مفتوحة أمام الجماعات الإسلامية ولم يكن يعلم أنه لا أمان لهم وأن اللدغة ستأتي من جحرهم ؛ الآن وقد مضت كل هذه الأعوام ليس هناك ما يقال سوى رحم الله الرئيس السادات . لكن تبقى المواقف البشعة للأسف ممن شمتوا في موته؛ وأغرب شماتة كانت من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات؛ فلسطين التي قدمت لها مصر الكثير والكثير من دماء أبنائها من أجل قضيتها ؛ يخرج ياسر عرفات ليرقص على أغنية ليعبر عن شماتته في موت بطل الحرب والسلام .
السادس من أكتوبر 2023
" طوفان الأقصى "
***********************
هل هذه هي عملية ناجحة بالنسبة للقضية الفلسطينية ؟ ؛ قد يراها البعض " نعم " ؛ لكن من وجهة رأيي الشخصية البحتة " لا " ؛ قد يتعجب البعض ؛ لكن أنا أقول لا تتعجبوا فهناك حسابات المكسب والخسارة ؛ نعم خسارتها أكثر من مكسبها ؛ لو كانت انتفاضة من الشعب الفلسطسني بأكمله لكنت أول من قلت نعم ؛ لكن أن تنحصر العملية في فصيل واحد يقيمه العالم على أنه أرهابي هذه هي النقطة ؛ الخسارة التي وقعت على فلسطين كبيرة بصفة عامة وعلى غزة كارثية بصفة خاصة ؛ نعم خسارة فلسطين كبيرة في وضعها الحالي ؛ نعم إسرائيل تكبدت خسائر بشرية ولن أتطرق إلى المعدات الحربية لأنها تملك الكثير ويمكن أن تعوض بالكثير ؛ لكن الخسارة على الشعب الفلسطيني وخاصة غزة تعتبر فادحة ؛ أدين ما تقوم به إسرائيل نحو الشعب في غزة حيث قطعت عنه كل وسائل المعيشة ؛ أين موقف الأطفال وكبار السن من هذا التعسف ؛ حاربوا كما تشاؤوا لكن لا بد أن تكون الرحمة .حسابات الربح والخسارة في هذه العملية تُثقل كفة الخسارة على الربح بالنسبة للقضية الفلسطينية لقد نبهت إسرائيل أكثر لأن تتخذ احتياطاتها بكل الطرق والوسائل لحماية نفسها ؛وعطلت الحلول السياسية أكثر وأكثر ؛ الذين يصفقون لهذه العملية أسألهم ؛ هل تصفقون وأنتم تحت الغطاء في الدفء ؟!؛ اليوم السادس لهذه المعارك ولا أحد يعلم كيف ستكون النهاية ؛ وسؤال يراودني أين هنية وأين القادة ؛ يا ترى في أي نفق يختبئون حتى إذا حتمت الضرورة يهربون من خلاله ويتركون شعب غزة تحت وطيس النيران ؛ كل ما نرجوه أن تنتهي هذه المهزلة ؛ نعم مهزلة بكل المقاييس ؛الدمار ودماء الأبرياء قد ملأت الطرق ؛ أقول ولا تزال الأيام القادمة ستحمل من الدماء الكثير ؛ كان الله في عون شعب غزة !!!!!
أكتوبر2023
" انتخابات الرئاسة "
*****************
إذا كان أكتوبر 1973 يعتبر انتصارا عظيما لمصر بعد هزيمة منكرة ؛ فأن أكتوبر 2023 يعتبر انتصارا عظيما لها وهي تعد لانتخابات الرئاسة التي ستكون في ديسمبر من نفس العام ؛ نعم أنظر إليه كانتصار بعد أن وصلت مصر لهذه الديمقراطية ويوجد أكثر من مرشح ؛ عملية انتخاب جادة وليست تمثيليات كالتي كانت تحدث في فترات الحكم السابقة ؛ لن يخاف أي مرشح أن يقبض عليه أو يعتقل بطريقة ما لأنه تجرأ ونافس الرئيس السيسي ؛ الجميع يتحدثون بكامل حريتهم ونسمع الأراء الجريئة التي تذاع علنا وهذا ما لم نره في أي فترات الحكم السابقة . لو سألني أي شخص ومن ستنتخب سأجيب وبمنتهى الصدق سأنتخب الرئيس السيسي ؛ لأن الفترة القادمة لا يصلح أي رئيس سواه مع احترامي لكل من رشحوا أنفسهم ؛ لأن الوضع يفرض هذا وهناك من الأوضاع لا يمكن اتمامها بأي رئيس سواه ؛ ومن المؤكد أن الأخطاء التي حدثت في الفترة السابقة هي الآن أمام عينيه وهو الوحيد الذي يستطيع أن يصلح منها ؛ خاطئون من تأخذهم الحمية الآن ويعتقدون أنه لو أتى رئيس آخر غير الرئيس السيسي سيستطيع أن يصلح أي شيء ؛ من المؤكد أن الكثير من المشاكل ستتفاقم أكثر وأكثر ؛ لأن الرئيس السيسي استطاع أن يكون علاقات دولية وعالمية ممتازة ؛ وبهذه العلاقات بإذن الله سيتمكن من أن يرفع من الاقتصاد على قدر الأمكان بل بإذن الله ستحل جميع المشاكل . منجزات يجب أن توضع نصب العينين ولا ننسى أنه خلص مصر ليس من هزيمة كأكتوبر 73؛ لكنه خلصها من نكبة كان يمكن أن تضعها في مستوى جديد لا يطلق عليه العالم الثالث بل يذهب إلى أدنى بكثير ولا مانع أن يكون مستوى العالم الرابع أو الخامس أو قل كما تشاء ؛ نعم خلصها من نكبة وأقولها بكامل الارتياح أنها نكبة أسوأ من هزيمة يونيو 1967 ؛ انتصار على أعداء لا يعترفون بكلمة وطن ولا وطنية ؛ وماذا يتبقى لنا من مصر إذا فرغناها من محتوى الوطن ؛ أليس الذي يحاول أن يفرغها من العزة والكرامة هو عدو أسوأ من أي استعمار . في اكتوبر 2023 مصر تحتفل بالإعداد لانتخابات رئاسية نزيهة ؛ لكن قبل أن تحدث أقولها وبمنتهى القوة ومن يصلح لمصر في الفترة القادمة سوى الرئيس الذي حمى الوطن من استعمار كان سيهدم أهراماتها وكل حضاراتها ؛ من يصلح سوى الرئيس الذي غير منها تماما وصعد بها إلى مستوى عالمي ؛ وصعد بها داخليا إلى مستوى لم تشهده مصر خلال فترات الحكم السابقة كلها ؛ البنية التحتية كانت وصلت إلى حد التهالك تماما في فترة حكم الرئيس السابق حسني مبارك ؛ يجب إلا ننسى ما كان يحدث من انقطاع المياه بالأيام وانقطاع الكهرباء بالساعات الطويلة ؛ الآن صرخ البعض من انقطاع الكهرباء لساعات محددة من أجل تخفيف الأحمال ولفترة محددة وانتهت والحمدالله بعد أن أصبح معظم البيوت تمتلك من الأجهزة الكهربائية الكثير تستخدمها دون ترشيد . هل ينكر أحد ارتفاع مستوى التعليم بجميع اتجاهاته ؛ هل ينكر أحد ما تم في قطاع الصحة ؛ هل ينكر أحد ما تم من في الطرق وكيف أصبحت الكباري شريان رئيسي تصل وتسهل الوصول من منطقة لأخرى ؛ هل ينكر أحد انتهاء العشوائيات التي كانت مأوى للجريمة والإرهاب واستبدالها بالإسكان الجماعي ؛ هل ينكر أحد ما تم في السياحة والتي ستصبح قبلة المستقبل لزيادة الدخل ؛ هل ينكر أحد الأمن والأمان إلا من حالات قليلة وفردية ولا تعتبر شيء بالنسبة لما يحدث في الدول الأخرى حتى المتقدمة ؛ وفي هذا المجال لا ننسى أهم مشروع وهو مشروع الأمن الغذائي المصري واهتمام الدولة بالقطاع الزراعي. هذه الكلمات ليست ترويجا لتكون الانتخابات لصالح الرئيس السيسي؛ فلقد كتبت كثيرا عن الغلاء غير المسبوق في أسعار السلع، بل جميع السلع وقد قسمت هذا الغلاء بين ارتفاع عام في جميع العالم بسبب ما مر به العالم سواء من وباء كورونا أو الحروب التي أصبحت في كل مكان؛ وارتفاع داخلي وهذا بالتأكيد العبء الأكبر منه على عدم مراقبة التجار والباعة؛ الخمول الذي زاد عن حده في أجهزة المراقبة. ولهذا أقول للرئيس السيسي نعم نريدك لفترة ثالثة لأني أعلم ويعلم أيضا كل من يملك الفكر ولو حتى قليلا أنه لا يصلح لهذه الفترة سواك؛ أكمل ما بدأت على بركة الله وعلى الجميع أن يتحملوا ويصبروا؛ لكن لا بد من نظرة على كل من حولك وخاصة الأجهزة الرقابية التي رقدت على كراسيها في ليل ليس له أول ولا آخر. كل ما نرجوه لمصرنا الحبيبة هو أن تتربع على قمة العالم لأن من جلسوا على القمة ليسوا بأفضل منها.