بلا مجاملة .. د.هاني توفيق يكتب : آفات مجتمعية

بلا مجاملة .. د.هاني توفيق يكتب : آفات مجتمعية
بلا مجاملة .. د.هاني توفيق يكتب : آفات مجتمعية
على مر العصور تتابع الغزو العسكرى على مصر  وتابعه الغزو الثقافي والفكري ففى تاريخ مصر العديد من الغزوات التى حاولت ان تمحو الهويه الفكريه والثقافية للشعب المصرى فهناك العديد من الدول التى صبغت بصبغه المحتل الثقافيه مثل دول المغرب العربى التى نجح الغزو الفرنسى فى تغيير الهويه الفكريه والثقافيه لهذه الدول وان كانت تحاول ان تضفى على نفسها الهويه العربيه ولكن يغلب على عامه الشعب اللغه الفرنسيه فى التعامل اليومى  وكذلك دمغ الفرنسيه والعربيه فى استعمال رجل الشارع 
ولم ينجح الاستعمار الانجليزى فى غزو الهويه المصريه وصبغها بالانجليزيه بل على العكس لقد تاثر الانجليز المقيمين فى بمصر بهويه العامه من مصر لمحروسه 
ان الغزو العربى لمصر لهو الغزو الوحيد الذى نجح فى صبغ المصريين بالعربيه وهذا لاسباب عديده اولها لان اعداد كبير جدا من العرب الغزاه استوطنوا مصر واقاموا بها وصدرت القوانين التى اجبرت المصريين على التحدث بالعربيه ولا سواها واستتبعها القهر العربى الاسلامي على اهل مصر الاقباط من قوانين ظالمه تمتهن ادميتهم وعقيدتهم وبذلك تم اذابه الهويه المصريه والهويه  العربيه التى استوطن اعداد كبير من العرب ارض مصر واصبح اقبات مصر القبط المسحيين اقليه  وخرج منها خليط مصرى عربى مازال حتى اليوم والدليل على ذلك عدم نجاح العرب فى تحويل اسبانيا الى دوله عربيه لان العرب فى اسبانيا كانوا اقليه فلم يستطيعوا السيطره على الشعب الاسبانى حتى تم تحرير اسبانيا من الغزو العربى 
ولقد صمدت الهويه المصريه والثقافيه لعصور عديده محتفظه باخلاقياتها والعادات الاجتماعية المتوارثه لاجيال عديده وذلك قد تغير بدا من تولى الرئيس المؤمن وما تبعه من غزو وهابى مقنن وما قام به من صبغ الهويه المصريه بصبغه دينيه مزيفه استعمل فيها كل من  الترغيب والترهيب للوصول الى هدفهم من جعل هذا الشعب متواكل ومغيب باسم الدين عن كل اسباب تقدمه العلمى والاقتصادى 
ففى وقتنا الحاضر تنعكس على المجتمع المصرى قشور التدين المزيف واصبح الدين سلعه وطريقه سريعه للثراء وصعود السلم الاجتماعى على اكتاف العامه البسطاء المتدينين بطبيعته لقد اختزلوا الدين فى علامه الصلاة على الجبهه ودبله الزواج الفضيه للرجل وفجاة اصبح الشعب كله متدين بل وبعضهم متعصب ضد من هو غير مسلم وانتشرت حوادث العنصريه الدينيه وطبعا كل من اقترفوا كل هذه الحوادث هم مرضى نفسيين واحتوى الفكر الوهابي التكفيري قطاع عريض من الشعب واصبح الكل متدين فى الوقت الذى ارتفعت فيه نسبه التحرش بالفتيات وارتفعت فيه نسبه زنا المحارم وانتشرت الرشوه والفساد فى الموسسات الخدمية وخلافه من الأمراض المجتمعيه المزمنه فى نفس الوقت التى نادى راس الدوله بترشيد الخطاب الدينى حتى لا يكون التدين مجرد قشور مما انتج امراض مجتمعيه مزمنه هذه الدعوة التى قوبلت من شيخ الأزهر بالرفض التام بل وتحدى الازهر لتوجيه راس الدوله هذا التوجه الذى كان الاجدى من شيخ الازهر ان ينادى به ويقود الازهر وهو اعلى سلطه دينيه حمله لتصحيح مسار الدين الذى شابه التطرف وغلب عليه قشور الدين بدلًا من نهج صحيح الدين واتباع الاسلام الوسطى الذى طالما تحلى به عامه الشعب المصرى قبل تغلغل سرطان الوهابيه والتطرف 
وتجد تجار الدين يحللون ما يحلوا لهم ويمسكوا عن ما ليس على الهوى والدليل على ذلك الكثير من غلاه الوهابيين فى السعوديه تراجعوا عن آراءهم المتشدده واعترفوا انهم كانوا متشددين اكثر من الازم فى فتواهم الدينيه وابتعدوا على الدين الوسطي هذا حدث فى السعوديه والسوال لماذ حدث هذا التحول فى معقل الوهابيه والسبب ببساطة لان ولى العهد يقود حمله اصلاح وقياده السعوديه لتواكب العصر الذى نحياه بدلًا من الحياه فى القرن الاول الهجرى لذلك كان لابد ان يواكبه ويوافقه رجال الدين هناك لأنهم اذا لم يسايروا التقدم الذى يبغاه ولى العهد لبلاده فان صنبور الاموال سوف يتوقف وايضا هناك السيف او السجن 
بعكس مصر وتحدى شيخ الازهر الدوله التى تعطى الأزهر مليارات الجنيهات ميزانيه حتى يتم تسميم عقول ابناء المصريين بسموم التطرف واراء البخارى فى جميع معاهد ومدارس وجامعات الازهر باموال دافعى الضرائب ولان مصر ليست السعوديه لانها بلد قانون وموسسات فى نفس الوقت اعترف بعض تجار الدين فى مصر انهم كانوا يغالون فى آراءهم الدينيه ويطلبون الصفح فقط لانهم لا يريدون ان يغلق صنبور الدولارات القادمه من قلعه الوهابيه بعدما اضاعت فتاويهم شباب فى معارك سوريا وافغنستان ولبيا فى حروب لاناقة لهم فيها ولا جمل وشباب كفروا بدينهم من المغالاة واخرون تعاطوا الدين من القشور مما زاد من الامراض المجتمعيه والتطرف ومع الاسف ادى انتشار الوهابيه والتطرف الى امراض مجتمعيه فمثلا أنتشرت جرائم الذبح واستعمال الاسلحة البيضاء فى الجرائم بعد انتشار الذبح عن طريق الارهابيين وايضا قشور التدين نشرت افات مجتمعيه مثل الفساد والرشاوى وزنا المحارم ابطالها رجال دين والدين منهم براء واخرها هتك عرض امام جامع لطفله لم تتعدى ١٢ سنه كان يعلمها اصول الدين 
منذ عقود كانت هناك رقابه صارمه على الاعلام  وما ينشر فى الجرايد والمجلات والاعلام المسموع والمقروء كان هناك رقيب فى كل جريده ومجله وقناه تلفزيونيه واذاعية وكانت مهمته عدم نشر او اذاعة مواد تعارض سياسات الدوله والخط العام للنظام وحاول الفنانين التعبير عن آراءهم وصبغت كتابتهم واعمالهم الفنيه بما يسمى الاسقاط السياسي وانتشرت اكثر فى المسرحيات والافلام السينمائية وحتى هذه الاسقاطات لم تنجوا من مقص الرقيب وكانت مرحله تكميم الافواه ولا راى يخالف النظام 
ومع التطور الذى حدث والانفتاح الديموقراطي التى حظيت به البلاد تلاشى دور الرقيب من الاعلام واصبح الاعلام حر فى طرح قضاياه ولكن مع ذلك كان فى داخل كل مسؤول رقيب لا يريد ان يصتدم بالنظام ورويدا رويدا استوعب المجتمع جميع الاراء المختلفه  الى ان اصيب المجتمع المصرى بجرثومه اعادت المجتمع سنوات الى الوراء وبدلا ما ان كانت الدوله هى التى تراقب وتهاجم من ينشر اراء لا تتماشى مع النظام اصبح هناك الكثير من يحاولوا ان يخرسوا صوت النقد واصبح هولاء هم دعاه الارهاب الفكرى الحديث على كل المستويات فمثلا عندما يخرج علينا رجل دين فاضل معتدل ويعرض  راى مخالف لتجار الدين يخرج علينا ناشط يهاجم هذا الشيخ الوقور ويطالب بوقفه وعدم التصريح له بالظهور فى الاعلام وهنا يحجر على كل من يخلفهم فى الرأي بل ويطالبوا بحجر رايه وعدم السماح بابداء رايه على اى وسيله اعلاميه لقد اعادوا البلد الى مرحله تخلصنا فيها من الرقيب بل وبادلوه بالاف الرقباء ان اى محامى مغمور من حقه ان يقاضى اى رجل فكر بل ويطالب بعدم  السماح له بالتعبير عن اراءه مستقبلا كل هذا حتى يفوز هذا المحامى المغمور بالشهرة  بعدما اطلق على نفسه لقب ناشط والحقيقه اننى اتساءل من اعطى كل هذه الالقاب مفكر سياسى ناشط سياسى لهولاء الجهله المدعين هولاء الساده عندما اراهم يتحدثون فى برامج الرغى التلفزيونية اشفق على المشاهدين  لانهم يصدقون ما يتفوه به هذا الشى وهو اجهل من دابه لقد ساد المجتمع المصرى حمله ارهاب فكرى لكل صاحب راى وفكر غير هولاء المدعيين اصحاب الالقاب البراقه لقد اصبحت افه مجتمعيه ان يكفر الكل ويشكك فى اراء الكل وهذا الارهاب الفكرى لكل صاحب راى مخالف من مدعيين وجهله.. مثلا صارت ثورة عارمه على فنانه معروفة وهى الهام شاهين لمجرد انها قد نشرت أنها بصدد العمل على مشروع مسرحيه المومس الفاضله من اخراج سميحه ايوب هذا مجرد فكر لمشروع ربما لن يرى النور وهنا ثارت الدنيا وماجت وانبرى بعض الابطال للدفع عن حقوق المجتمع ضد تقديم مسرحيه اباحيه ان ما جال بخاطر هولاء انها اباحيه فقط من الاسم والمحزن ان واحد ممن تصدى للهجوم على مشروع المسرحيه احد اعضاء مجلس النواب المبجل ولى سوال لهذا النائب المبجل  سيدى النايب هل قرات هذا النص المسرحي وهو لواحد من اكبر الكتاب ولعلم حضرتك اذا قرات هذا النص المسرحي سوف تعرف انه ليس نص اباحى كما ظننت سيادتك والساده مدعى الشرف .
هذه احدى الافات التى اصابت مجتمعنا المصرى واخطر هذه الافات هى افه الارهاب الفكرى والحجر على الفكر والراي  والسماح لاى محامى مغمور ان يحرك تحقيق قضائى ضد اى فرد لمجرد آنه يرفض افكاره تمامًا مثل الفتيات صغار السن فى اتهامهم تهم تمس الشرف وهم فى الحقيقه اطفال كان الاولى احتضان هولاء وتوجههم الى ان يكونوا مواطنين يخدموا بلدهم بدلا من ان تلقى بهم فى السجون فى تهمه كان يمكن تداركها وتوجيههم الى الطريق السليم ولدى سوال للسيد القاضى الذى حكم عليهم بالسجن سيدى القاضى بعد ان يخرج هولاء الاطفال من السجن بعد انتهاء المده كيف تتخيلهم هل سوف يكونوا مواطنين يخدموا هذه البلد ام مجرمين قد اكتسبوا خبره اجراميه فى سنوات السجن والاجابه بالطبع معروفة 
ان المجتمع المصرى فى حاجه الى  علاج على يد  المتخصصين فى هذا المجال عمل دراسات لمعرفه كيفيه علاج هذا الخلل المجتمعي الذى الم بها وربما يحتاج العلاج وقت وصبر ولكنى على ثقه ان المجتمع المصرى قد نجح فى تخطى الكثير من المشاكل المجتمعيه التى المت به ولم تستطيع ان تغير من هويه هذا الشعب وانا اعتقد انها كبوه وسوف يعود المجتمع المصرى كما كان بكل صفاته الجميله وشهامه وطيبه هذا الشعب فقط علينا ان نبدا الاصلاح من الان 
 
 
بسرعه 
الانتخابات القادمه فى مصرسوف تحددمصير الدوله لعقود قادمه وهناك حمله شرسه لاسقاط الرئيس السيسى انتبهوا قبل فوات الاوان.