ما هذا الجمال و ما هذه الفرحة و السعادة التي طلت من عيون الحاضرين في المهرجان .. فبالرغم من حرارة الجو و الازمات الدوليه و لكن محمد رياض استطاع ان يوقف الزمن بعصاته السحرية ليقدم للجمهور أربع ساعات من الفرحه، سرقها من الزمن كحرامي شاطر يسرق من الحياة القاسية فرحة ليقدمها للمصريين و العرب…
منذ اللحظات الأولى لدخولنا الأوبرا شعرنا باختلاف ما… روح جديدة على المكان.. سجادة حمرا طويلة و ( بانر) كبير جدا علي مساحة اكثر من عشرين مترا عليه شعار المهرجان.. وأماكن مخصصة للصحفيين بشكل رائع…و أجواء احتفالية رائعه..
و فجأة تدخل الوزيرة نيفين الكيلاني… لقد جاءت قبل موعد بدء الحفل بساعة وربع كاملين بل قبل حضور ضيوف المهرجان أنفسهم!! …اندهش.. المعتاد ان الوزراء آخر من يحضر و قد يتأخر الحفل بسببهم و لكنها اول مره اري وزير يحضر قبل الموعد بساعه..!!
. و لكنها حالة الحب التي سادت المكان… لتعزف بعدها على باب المسرح فرقة موسيقي في ثياب الكرنفال.. و توزع السعادة و هي تدق نغمات راقصة من جمالها جعلت الفنانين و الجمهور يقفون علي الباب يتفرجوا كالأطفال في سعادة بينما توقفت كاميرات التصوير لتصور ابتسامات الحضور و سعادة الأطفال في عيونهم…
يحضر الفنانين على السجادة الحمراء.. و لأول مره لا يكون هناك تزاحم بفضل التصميم الجيد
للمدخل و لطريقة وضع كاميرات الصحافة… و بينما يلهو الجميع مع الفرقة بالخارج.. دقت خشبة المسرح معلنة بدء الاحتفال بعد دقائق .. فأنسحبنا الى المسرح لنشاهد عرضا قصيرا…
و يخرج بعدها الأستاذ ياسر صادق مدير المهرجان يلقي كلمته التي استغرقت دقيقتين حرفيا لا غير و بعدها الفنان محمد رياض.. الذي زاد عليه نصف دقيقة .. و بعده الوزيرة التي قالت جملة واحدة.. شكرا لحضوركم و اتمني تستمتعوا..!!
ما هذا الجمال.. ما هذا الاهتمام الحقيقي بوقت المتفرج…بلا كلمات طنانة ولا جمل تستغرق ساعتين في عز الحر ..بل كلمات خارجه من القلب فوصلت قلب الجميع بدون استئذان… و اهتمام حقيقي بالجوهر دون المظهر الفارغ…
بعدها تم تكريم أعضاء لجنة المشاهدة واختيار العروض محمد بهجت (رئيسا)، الفنانة القديرة عزة لبيب، المخرج إميل شوقي، المخرجة عبير علي، الفنان إيمان الصيرفي، ومقرر اللجنة أمي علي ماهر. و لجنة التحكيم الفنان أشرف عبد الغفور (رئيسا)، والفنان مجدي كامل، والمخرج نادر صلاح الدين، الناقد جرجس شكري، الموسيقار طارق مهران، مهندس الديكور محمد الغرباوي، الدكتورة سحر محمود حلمي
… و كانت المفاجئة من محمد رياض.. كالساحر الذي يخفي في جيبه مفاجأة للجمهور… فكان التكريم يعتمد على خروج فنان يتحدث عن الفنان المكرم.. كانت مفاجأة لنا كصحفيين.. فلم يخبرنا احد انه سيكون على خشبة المسرح هذه الكمية الكبيرة من الفنانين الرائعين الذين تم اختيارهم بعناية كبيرة..
فالفنان الشاب أحمد السعدني خرج ليقدم العملاق صلاح عبده الله الذي اشتبك معه في قفشات فكاهيه متبادلة … و المذيع المحبوب د/ إبراهيم الكيلاني خرج ليقدم مصممة الديكور نهى برادة التي صممت العديد من المسرحيات أبرزها مدرسة المشاغبين وريا وسكينه..
بينما قدمت الفراشة منال سلامة الجائزة الي الكاتب الكبير محمد السيد عيد …
و الفنان محمد جمعة الذي اشتهر بجملة ( كله رايح) قدم د. سامى عبد الحليم فامتلاء المسرح بالهتاف و التصفيق كونه أستاذا وصديقا للكثرين في المعهد العالي للفنون المسرحية..
و قدمت رانيا محمود ياسين الجائزة الي العمده و بابا المجال النجم رياض الخولي الذي وقف يحيي الجمهور لدقائق طويلة
وجاءت القديرة إلهام شاهين لتقديم الجائزة إلى زميلها في الدفعه المبدع محمد محمود…
و بخفته المعهودة قدم الفنان نضال الشافعي مقدمة ضاحكة تقديرا الي المخرج و الممثل القدير الفنان محمد ابو داوود.. وقدمت المذيعة ريهام إبراهيم الفنان ذو المليون وجه رشدى الشامى
و بعدها خرج الفنان طارق عبد العزيز ليقدم الجائزة إلى لواء الممثلين العملاق أحمد فؤاد سليم… و ختامها مسك بالفراشة الفنانة نرمين الفقي بفستانها الأزرق لتقدم المخرج و المؤلف و الممثل القدير خالد الصاوي..
عشرة مكرمين قدمهم عشرة ممثلين.. في اسكتشات مضحكة مرحة قدمت البهجة على طبق من فضة لقلوب المشاهدين في الوطن العربي..
و بعدها.. جاء ابو الالحان الفنان هاني شنودة.. ليمسك بتلابيب قلوبنا عشقا و نحن نستمع لمقطوعاته الموسيقيه …
بعد كل هذا الجمال .. لم يكن غريبا أن يخرج الجميع والفرحة تملأ قلوبهم.. و ظلوا حتى بعد انتهاء الحفل و هم يتحدثون معا في فرحة و سعادة بينما يلتقط الجمهور آلاف الصور مع الفنانين حتى أن الفنان صلاح عبد الله جلس على مقعده والناس كانت تقف صفوفا حوله لكي يتصورا معه حتى منتصف الليل.. بجوار سيدة المسرح العربي سميحة ايوب و القديره سميرة عبد العزيز..
كل هذا الجمال و السعادة و الفرحة لم تكن تتحقق الا تحت ادارة ناجحة بقيادة الفنان محمد رياض و الإداري المتمكن الأستاذ ياسر صادق… مع مجهود جبار من الفريق الإعلامي و علي رأسهم الصحفي القدير جمال عبد الناصر..الذي اشكره بشكل شخصي على صبره و تعبه .. و منسق عام المهرجان الأستاذة ماجدة عبد العليم.. و الكثيرين الذين وقفوا مجهولين خلف الكواليس و لكنهم امتعونا.
فشكرا لهم على سرقة ساعتين من الفرحه لجمهور المسرح العربي..
تصوير جرجس صبحي
وليد يوسف - مدحت صبري