إن الضمير الإنساني الذي يحتاج إليه العالم فى وقتنا الراهن وعصرنا الحالي ،وحياتنا الثقافية، والفكرية ،ومحورنا الأقتصادي ،وعدالتنا الإجتماعية ،والأحداث المتراكمة والمتصاعدة من قبل الهيمنة الدولية للعديد من الدول الكبيرة على الصعيد السياسي لتلك الدول الأخري الصغيرة التى لا ترتوى من مياه أبنائها فى أوطانهم إلا حينما تظمأ من شدة العطش السياسي والفكري ،ومن ثم فلقد أصبحنا نحن جميعا من أفراد ،ومجتمعات ،وقبائل،وأجناس ،ومعتقدات ،كل فى شأنه نحتاج إلى ما يسمى بالضمير الإنساني فما أحوجنا له الآن وخاصة فى تلك الظروف الإقتصادية التى جعلت من العدالة وقرا وعرينا للظلم وضياع الحقوق السياسية بين الدولية ،والأمثلة كثيرة فى العديد من البلدان العربية والأوروبية وحتى على مستوى الشرق الأوسط وجنوب أفريقيا السمراء ،فالضمير الإنساني هو رمزاً أصيلاً من رموز العدالة الإجتماعية ،وهو عمود الحق بين الأفراد ،وهو الخط المستقيم الذي يسير على نهجه العديد من الدول الناجحة والمتطورة والمتقدمة ،فليس هناك من وجهة نظري المتواضعة ما يسمى" بالعالم الثالث " ولكن يمكن أن نسميه بالعالم الأول الذي قتل فيه الضمير الإنساني فأصبح هو الآخر كارها للعدالة الإجتماعية وأصبح أيضًا بلا أتزان سياسي فسريعا ما أنكشف عنه غطاء الحب المزيف والنفاق المدفون تحت ستار بأنه من يحكم هذا العالم الشريف والعادل من كل الفاسدين،واللصوص الذين قتلوا هذا الضمير الإنساني داخل الشعوب مع سبق الإصرار والترصد ،وهنا كان لزاماً لضمير هذه الأمة أن يصحوا من غفلته وغيبوبته الفقيرة التى جعلت منه مركزاً ضعيفا تنهش فى لحومه وأجساده كل من تسول له نفسه المساس بأمن الأوطان ،وهنا ينادي الضمير الإنساني بأنه عقل الأمة والعالم كله ،فلا عدالة بدون ضمير ،ولا سعادة بدون ضمير ،ولا بناء للأوطان بدون ضمير ،ولا سعي للحكام والروؤساء نحو المجد بدون ضمير ،فياليتنا نعيش بهذا الضمير الإنساني ولو لحظة فى عمر الأوطان وقتها سنشعر بأننا جميعا آمنين فى هذا العالم المليئ بعدماء الضمير ،فالضمير تحيا به الأمم ،وتستقر بكلماته الشعوب ،وتطمئن بتحقيقه الحكام إذا فعلوا ،فالتحيا الأمة بضميرها الإنساني.