بالتأكيد أنظر إلى مصر وأمريكا في كل وقت؛ اليوم وغدا وإن أمكن بعد الغد أي بعد الرحيل من الدنيا؛ مصر وطني الأول الذي ولدت ونشأت به ولعب صبايا في شوارعه وهو بالتأكيد جزءً لا يتجزأ من أي إنسان يحمل في داخله الانتماء للوطن؛ الوطن كالأم؛ الأم ولدنا من أحشائها والوطن نشأنا وكبرنا في أحشائه؛ أما أمريكا فهي وطني الثاني الذي أعيش فيه الآن وأعطاني الكثير وتعلمت فيه الكثير وأقلها كيف يجب أن تكون الإنسانية بكل صورها. نؤمن أن اليوم وغدا وبعد الغد وإلى النهاية جميعها بيد الله؛ وبما أن الله فوض الإنسان على الأرض وأعطاه العقل ليسير به وأقصد عقل الاختيار؛ نستطيع أن نقول بلا لوم أن الإنسان أيضا مسؤول عن حياته نحو العيش المرفه أو البائس. كل البشر يتمنون الرفاهية في كل مكان في العالم ولا أحد بالتأكيد يبحث عن التعاسة؛ إلا أصحاب العقول الخربة الذين لا يدينون سوى بأفكارهم البائسة نحو الإنسان ونحو الأوطان. لقد سارت البشرية منذ بدء الخليقة في مسارات سجلها التاريخ والكثير منها كان مسارا للعجب والدهشة حتى انفصلت البشرية عن بعضها وأصبحت بلادا ودولا وشعوبا مختلفة ؛ لكن العجب والدهشة أيضا يسيران معها وحتى الآن ؛ ولعل أكبر مسارات العجب والدهشة أتت من حكام هذه الدول والبلاد ؛ وهذا ما أوصلنا الآن إلى دول حطت أقدامها فوق المريخ وكل ساعة بل كل دقيقة تفاجئنا بأشياء مبهرة لصالح البشرية ؛ أيضا دول وبلاد وحتى هذه اللحظة لا تعرف سوى أن تعد أصابع أقدامها وللأسف تخطئ في العد ؛ هذا تعبير عن الجهل في أقصى درجاته الذي تعيش فيه هذه البلاد والذي توارثته من جيل إلى جيل بحكم العقول المظلمة التي تربت وعاشت في الظلام . لهذا يهمني أن أكتب عن مصر وطني الأول وأمريكا وطني الثاني ولأن أداة الحكم كما ذكرت سابقا تشكل أكبر المؤثرات نحو الأمام أو الخلف؛ لهذا قررت أن أكتب عن أداة الحكم في الفترة القادمة في مصر وأمريكا؛ أي من يجب أن يكون رئيسا لوطني الأول ومن يجب أن يكون رئيسا لوطني الثاني؛ لأن كلاهما لا ينفصلان عن بعضهما بالنسبة لشعب كل بلد وبالنسبة لكل مهاجر وطنه مصر وسعي إلى الأفضل في وطنه الثاني.
السيسي وفترة ثالثة:
*******************
الانتخابات الرئاسية في مصر ستكون بإذن الله في مارس 2024؛ أي أنها اقتربت؛ شهور قليلة تفصلنا عنها؛ المفروض أن تكون قبلها بمئة وعشرين يوما أي ستكون بهذا الحساب بين شهري نوفمبر وديسمبر 2023؛ وبناء على الدستور المعدل من حق الرئيس السيسي أن يتقدم للترشح لفترة ثالثة؛ الفترة الأولى كانت من 14 إلى 2018 والثانية بعد تعديل الدستور من 2018 حتى 2024؛ وبإذن الله يتولى لفترة ثالثة من 2024 حتى 2030. بالتأكيد أن صوتي سيكون له بكل ثقة مهما كانت حيثيات المرشحين أو عددهم؛ لأن ما قدمه الرئيس السيسي لمصر لهو الكثير وأكثر مما قدمه أي رئيس منذ ثورة 1952؛ أو كلهم معا؛ أعلم جيدا أنه لا أحد في طول البلاد وعرضها يصلح لمقعد الرئاسة سواه في المرحلة القادمة؛ لست منافقا أو كاذبا أو فاقد الفكر أو العقل؛ نعم كتبت كثيرا بخصوص ارتفاع الأسعار غير المسبوق الآن وإن كان ارتفاع الأسعار العالمي تدخل فيه بصورة مباشرة أو غير مباشرة؛ لكن لا يمكن إعفاء الرئيس السيسي كسبب ليس بالهين أو القليل في هذا الارتفاع. مقالاتي تشهد على ذلك وكان شعاري دائما فيها وهو موجه للرئيس السيسي " أفعل ذاك ولا تترك تلك “؛ بمعنى أن يسير في بناء البنية التحتية التي تهالكت والطرق والكباري؛ لكن في نفس الوقت لا يهمل متطلبات واحتياجات الشعب؛ كتبت أيضا يا ريس مد رجليك على قد غطاك بمعنى ألا تزيد التوسعات عن إمكانياتنا والذي لا يتم اليوم يمكن أن يتم غدا طالما اليد الأمينة على البلد موجودة والنية والطوية السليمة للإصلاح فائرة دائما. لكن أبدا هذا لا يكون السبب في أننا نطالب برئيس جديد ؛ لأنني أثق أنه لن يأتي من هو يستطيع أن يسير بالبلد كما سار الرئيس السيسي بها ؛ كتبت سابقاً حوالي خمس مقالات أو أكثر تحت عنوان " من يعيد مصر إلى مصر " في عهد الرئيس مبارك ثم الرئيس الإخواني مرسي " وكنت أقصد العنوان بالفعل بعد الإحساس البغيض بأنهم تسببوا في أن تنسحب مصر عن مصر ؛ لكن لا يمكن أن أكتب نفس العنوان في عهد الرئيس السيسي لأنه أعاد مصر إلى مصر بالفعل ؛ وهل هناك ما يقال بعد ثورة 30 يونيو التي أعادت مصر من فك الافتراس البشع ؛فك الإخوان وما وصلت إليه تحت الحكم الإخواني ؛ أيام نطلب ونصلي إلى الله ألا يعيدها على مصر ؛ نعم نجح الرئيس السيسي أن يعيد مصر إلى مصر ؛ لا أريد أن أعود إلى الوراء وأكرر ما حدث لمصر من انهيار منذ عام 1952 وحتى الحكم الإخواني ؛ كل رئيس تسبب في انزلاق يختلف عن الذي قبله ؛ من هزيمة 1967 إلى انفتاح وفتنة السادات التي تسببت في صعود البيه البواب فوق أكتاف المتعلمين وأيضا في التعصب والتوقيع بين عنصري الأمة ؛ ومنها إلى انهيار البنية التحتية تماما في عهد الرئيس حسني والفساد بكل أشكاله وأنواعه والمرارة كانت في الازدياد الشرير لعالم التطرف والتعصب ؛ أما المحنة التي بعدها فلا تقاس وليس لها أبعاد ؛ محنة الحكم الإخواني الذي لو استمر لبضعة أشهر أخرى لتحولت مصر لظلام لا يضارعه سوى ظلام القبور ؛ من ينكر يد الرئيس السيسي التي انتشلت البلد من خراب مؤكد فهو ينكر أن الشمس تشرق من الشرق وتغرب من الغرب ؛ أي يكون الغباء حكم كل زوايا عقله. نعم الرئيس السيسي أعاد مصر إلى مصر ؛ وكانت ثورة 30 يونيو هي البداية المشرقة التي أزاحت كابوس الظلام ؛ كابوس اسمه الإخوان الذين لا يدينون لا بوطن ولا انتماء لكل ما هو وطني ؛ ولا يغيب عن أذهاننا الإرهابي مهدي عاكف ومقولته العفنة " طظ في مصر " ولا سيد قطب ومقولته " ما الوطن إلا حفنة تراب عفنة ؛ المبدأ الهدام للتنظيم هو وأد فكرة الوطن والوطنية ؛ لا مانع لديهم أن يتحالفوا مع الشيطان من أجل التنظيم ؛ وفعلا فلقد كان تحالفهم مع الرئيس الأمريكي أوباما هو التحالف مع الشيطان نفسه ؛ ولن يغيب عن بالنا تولي مرسي الحكم وفترة الحكم الإخوانية ونحن نرى مصر تبتعد عن مصر بألاف الأميال لتحل محلها دولة أخرى ؛ دولة إرهابية أو داعشية أو شيطانية أو تحت أي مسمى غير مسمى مصر الحبيبة معشوقة كل مصري يحب وطنه ؛ لا أود أن أستغرق في هذا الحديث الذي يدفع النفس للغثيان وأخرج منه إلى النور بقيام ثورة 30 يونيو التي وضعت مصلحة مصر واستقرارها وأمنها نصب أعينها ؛ ثم تولي الرئيس السيسي الحكم ونجاحه في فتح ملفات كثيرة كانت مغلقة، ومهملة، فأعاد رونق السياسة الخارجية المصرية وتأثيرها القوى على محيطها الخارجي كقوة إقليمية مؤثره في محيطنا العربي والأفريقي . الرئيس السيسي على مدار الـ 10 سنوات السابقة، أثبت للعالم أجمع أن مصر قادرة وتستطيع وبالفعل أصبحت مركزا جاذبا للاستثمارات، بفضل موقعها الجغرافي، والتيسيرات الاستثمارية الكبيرة، والفرص القوية الرابحة لأي مشروع يقام على أرض مصر، ناهيك عن الأمن والاستقرار الذي كان نتيجة ثورة 30 يونيو، التي أعادت لمصر أمنها واستقرارها رغم أنها في منطقة تشتعل بالصراعات والخلافات والأزمات، بالفعل كانت ثورة 30 يونيو بداية العصر الذهبي لتنمية اقتصادية كبيرة ومشروعات عملاقة عظيمة. اعتقد أن الوقوف بجانب رئيس محب لشعبه وعاشق لتراب بلده كالرئيس السيسي هو واجب على كل من يعشق مصر ويتمنى أن يراها دولة عظمى وكبيرة والتي ستبقى دائما وأبدا مركزا إقليميا لأفريقيا والشرق الأوسط والدول العربية أيضا.. ولذلك أنا معك يا ريس قلبا وقالبا لأن إيماني بك وما شهدته أنا وجيل كامل من إنجازات غير مسبوقة يتزايد إلى الأكثر؛ إنجازات تؤكد على حبك وعشقك لمصر وعملك الدؤوب لتكون مصر أقوى وأعظم.؛ فترة أخرى، بل وفترات بإذن الله نحو وطن أفضل وأمال عريضة بإذن الله.
أمريكا والانتخابات القادمة:
************************
ما يجري في الساحة الأمريكية منذ الانتخابات السابقة وفوز جون بايدن على ترامب وما أُثير حول هذه الانتخابات من اتهامات بالغش وحتى الآن الإصرار من فئة ليست بالقليلة على هذا الاتهام يدعو إلى الحزن؛ أيضا هذا ما دعا الرئيس السابق دونالد ترامب إلى إثارة هذا الموضوع مجددا والمطالبة بأن تكون الانتخابات بالاقتراع الورقي. الحديث عن تزوير انتخابات 2020 يثير مخاوف ترامب وأنصاره أمام إصراره للترشح لانتخابات 24 وخاصة أنه في استطلاع نُشرت نتائجه مؤخرا، فإن ثلاثة من كل 10 أمريكيين لا يزالوا يقولون إن بايدن فاز بانتخابات 2020 بسب تزوير الانتخابات. البعض يرى أن هذا الموضوع انتهى بفوز بايدن؛ لكن في الحقيقة لم ينته ومخاوفه ستبقى دائما مع اصرار ترامب على الترشح وشكوكه في أن تتكرر انتخابات 2020 بنفس الأسلوب الذي يتيح فرصة للتلاعب، بل تزيد. أكتب هذه الكلمات ولا أصدق أنني أكتب عن أمريكا وانتخاباتها ؛ غير مصدق بالمرة أن تحدث مثل هذه المغالطات المثيرة للدهشة في هذا البلد الذي يعتبر الأول في العالم كله وخاصة أنه أصبح وطني الثاني ؛ إن أول ما شاهدته عندما أتيت مهاجرا منذ سنوات طويلة هو تمثال الحرية الذي يقف شامخا في نيويورك وحديث عن الديمقراطية الذهبية التي ينظر إليها العالم بغيرة أو محاولة التشبه بها ؛ نعم هي موجودة للآن لكن التنافس الذي يكاد أن يصل إلى حد التناحر بين الحزب الديمقراطي والجمهوري الآن يمكن أن يفتح الباب أمام أي خطيئة في حق التاريخ الأمريكي المعروف ؛ هذا التنافس غير المفهوم قد تكون بدايته جاءت مع الرئيس السابق أوباما ونائبته هيلاري كلينتون ورئيسة مجلس النواب السابقة بيلوسي ؛ حقيقة الحزن يسيطر على الفكر عندما أرى وطني الثاني أمريكا ينحرف عن مساره وهي سيدة العالم وكل أملي أن تعود المنافسة الشريفة الديمقراطية من أجل أمريكا وليس الأشخاص . حقيقة وأقولها وأنا مرتاح الضمير بأنني أتمنى أن يرشح الرئيس السابق ترامب لانتخابات 2024 وأن يفوز بها ؛ لأن ما أقره في فترة حكمه التي لم تدم سوى أربع سنوات كان يبشر بكل الخير لأمريكا لولا ما أتت به الظروف في نهاية فترته الأولى وكان أسوأها وباء كورونا التي كانت كسوء الطالع بالنسبة لتوليه فترة ثانية وساعدت الرئيس الحالي الذي لم يكن من المفروض بأي حال من الأحوال أن يسكن البيت الأبيض ؛ في الحقيقة منذ بداية فترة حكمه وحتى الآن ؛ يمكن أن نقول عنها بكل وثوق ؛ فترة مليئة بالأخطاء التي يمكن أن تعيد أمريكا للخلف ؛ أكبر بشاعة هي توقيعه بالموافقة على الزواج المثلي ووصمة عار في حق أمريكا ؛ ووصمة أكثر منها أن يقول أنه يفتخر بوجود المثلية وكأنه يستدعي إلى أمريكا عقوبة سدوم وعمورة وأنا لا أريد أن تمطر السماء نارا وكبريت على وطني الثاني ؛ بشاعة أيضا محاولة إضرامه النار أكثر وأكثر في الحرب بين روسيا وأوكرانيا بل تعدى المعاهدة بعدم استخدام القنابل العنقودية غير متفهم أو أصبح لا يفهم أن هذه الحرب أساءت إلى العالم كله . أثق كل الوثوق أنه لو تولى ترامب الرئاسة فأنه كفيل أن يصحح أخطاء هذا الرئيس الذي يحاول أن يعيد قفزته الخاطئة مرة ثانية ليسكن البيت الأبيض أربع سنوات قادمة فيصبغه باللون الأسود أمام العالم كله؛ لأنها ستكون أكثر وأشد من خطيئة توليه الكرسي في الفترة الأولى ؛ ستكون ضربة سيئة لأمريكا لا أحد يعرف ما ستقود إليه. نعم سأنتخب ترامب لو رشح نفسه؛ أمريكا وطني الثاني ولا أريد لها سوى الرفعة وبإذن الله وهو القادر أن يعيد أمريكا إلى موقعها الذي تتباهى به أمام كل العالم كإنسانية وحرية وديمقراطية لا يُعلى عليهم ولتكون قدوة يحاول أن يحتذي بها العالم وخاصة دول العالم الثالث.