أعلنت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، تكفلها بعلاج الفنان إيمان البحر درويش بعد تدهور حالته الصحية التى تفاجأ بها الجمهور بعدما كشفت ابنته عن صورة حديثه له.
وجاء فى بيان الشركة «المتحدة»: «أعلنت شركة المتحدة للخدمات الإعلامية تكفلها بعلاج الفنان الكبير إيمان البحر درويش تقديراً لموهبته ومشواره الفنى المميز».. وأكّدت أنَّها تتواصل مع أسرة الفنان الكبير لبحث موقفه الصحى.
هذه هى مصر التى تتسامح مع أبنائها حتى لو أخطأوا فى حق أنفسهم وفى حقها، مصر التى تحركت -شعباً ومسئولين- لتكريم «إيمان» فى محنته الصحية والعناية به دون لوم أو عتاب.. العتاب فى لحظة كهذه أشبه بالجلد!
ورغم أن «درويش» أهاننى أنا شخصياً وتطاول علىَّ وهاجمنى فلا أطلب له إلا الشفاء العاجل.. لكن (فيه كلمتين محشورين فى زورى): فى أى لحظة تُرى يكفر الفنان بنفسه، بفنه، يتنكر لماضيه؟.. هل هى لحظة الفشل أم الهزيمة أم أفول نجمه وابتعاد الأضواء عنه.. أم أنها حالة اكتئاب؟
بتاريخ 7 يناير 2021، كتبت هنا فى «الوطن» تحت عنوان: (كفانا تحريماً للفن وتنمُّراً بالفنانين)، كان المقال حول اعترافات «محمود عزت»، القائم بعمل مرشد الإخوان.. واعترافاته بصحة ما كتبناه عن أن «تحريم الفن» كان مؤامرة على المجتمع المصرى، استثماراً لأن الفنانات رمز قادر على نشر الحجاب، وقادر على توزيع الاتهامات على الوسط الفنى بعبارات مثل «التوبة، وفلوس الفن حرام»!.
وهكذا وجدنا مجموعة من الفنانين، بعدما أغرقت السينما بالقبلات والأحضان، ترتمى فى أحضان الإخوان وهربوا إلى الخارج لمعاداة وطنهم (هشام عبدالحميد، وجدى العربى، هشام عبدالله.. وغيرهم).. القصة لا علاقة لها بقضية ولا نضال، القصة كلها تتلخص فى «أوامر الممول»!
هذا ما حدث للفنان «إيمان البحر درويش» بعد أن خذله فنه وخرج من ساحة العمل النقابى مهزوماً فتنكّر لجده ولتاريخه الفنى.. حاول أن يكسب الجمهور بالرقص فى محكى القلعة.. ثم تنكَّر للقبلات والمشاهد الساخنة التى قدمها.. وأخيراً تقمص دور الواعظ (لاحظ أنه ممثل).. وقرر الانضمام للتيار التكفيرى!
«إيمان» أهدر دم الدكتور «خالد منتصر» على صفحته بالفيس بوك، وهى صفحة تعيسة لن تجد فيها متفاعلين أكثر من مائة، لأن «منتصر» قال: «كورونا أثبت أن عدد المستشفيات لازم يبقى أضعاف عدد دور العبادة، (لاحظ أنه لم يختص المساجد بكلماته)، وأن تبرعاتك لغرفة عناية مركّزة أفضل ألف مرة وأكثر ثواباً من التبرع لبناء جامع أو كنيسة».. استل الفنان السابق سلاح التكفير وقرر اغتيال «خالد منتصر»، متوهماً أن تيار التنوير عاجز عن سحق رموز التطرف أو أن «منتصر» يعبر عن نفسه.
افتح قوس: (أخطاء كثيرة ارتكبها إيمان البحر مع نقابته وفى حق نفسه وفى حق شخصيات عامة -أنا منها- وشتائم وأمور متعلقة بالذمة المالية.. ذكرتها فى مقالى هنا 9 فبراير 2021 ولن أكررها).. فليس من الأخلاق تصفية حسابات أو معايرة مريض على الفراش.. فقط هى إشارة لأن «إيمان هو من خاصم الحياة» هو من دخل معارك مفتعلة مع المجتمع والفن والفنانين حتى أصبح «وحيداً» لا أحد يزوره لنعلم بمرضه أو نسانده.
الآن شىء ما طيب فعله «إيمان» يجعل الناس تدعو له (والبعض لا يزال أغنية).. ربما أغنية وطنية علمت الناس حب الوطن أو أغنية رومانسية جمعت حبيبين (وإن تنكَّر لها).. ربما إحياؤه لتراث جده فنان الشعب «سيد درويش».. شىء ما جعل ابنته تطلق استغاثة ربما ليسامحه كل من أخطأ فى حقه.نحن جميعاً نخطئ.. الآن كل ما أتمناه أن يفيق «إيمان البحر درويش» من غيبوبته ليرى الناس تدعو له، وبلده تدعمه وتحتضنه، وكل هذا الحب الذى حرم نفسه منه!