صوت ملائكي عذب جميل سحر الآذان وتربت عليه أجيال طويلة قدمت من خلاله الحكمة والموعظة للأطفال يوميا عبر الإذاعة قبل ظهور التليفزيون بأسلوب جميل رقيق جذاب وهي تقول حبايبي يا حلوين كان ياما كان في برنامجها أبلة فضيلة، ومن بعده برنامجها غنوة وحدوتة.
يا ولاد يا ولاااااد تعالوا تعالوا» بهذا الصوت الرنان الذي يبث الدفء والحنان في روح الأطفال.. رحلت عن عالمنا الإذاعية فضيلة توفيق عبد العزيز والشهيرة بـ«أبلة فضيلة» عن عمر يناهز 93 عاما.
نشأة أبلة فضيلة وحياتها:
ولدت فضيلة توفيق عبد العزيز والمعروفة بـ أبلة فضيلة في 4 أبريل 1929 لأب مصري وأم تركية كانت تعمل وصيفة لزوجة السلطان حسين كامل ، وكان ترتيبها الأول بين ثلاث بنات بعد الأخ الأكبر، وهي شقيقة الفنانة محسنة توفيق، وكانت تسكن في شارع الملكة نازلي “رمسيس حالياً”، درست في مدرسة الأميرة فريال وكانت في نفس المدرسة ناريمان التي تزوجها الملك فاروق فيما بعد ومن زميلاتها فاتن حمامة وكان والدها سكرتير المدرسة.
عشقت القصص منذ نعومة أظفارها، فقد كانت والدتها تجمعها مع أشقائها لتحكي لهم الحواديت الفلكلورية، وكذلك كان يفعل جدها، التحقت بكلية الحقوق جامعة القاهرة؛ تحقيقاً لرغبة أسرتها في أن تزامل أخوها الأكبر، ولأن الحقوق كانت كلية الوزراء، وزاملت فيها عاطف صدقي رئيس الوزراء الأسبق.
وفي إحدى الحوارات التي أجريت معها قالت، إن والدتها التركية كانت تجمع بين الطيبة والحزم وكانت تقوم بتفتيش حقيبتي المدرسية فإذا وجدت قلما لايخصني تسألني عن مصدره ”، وتذكرت أيضا موقف حينما عاقبها والدها وهي صغيرة بعد أن قامت بالسخرية من الصبي الذي يعمل لديهم ووصفته بأنه “بربري”، وأجبرها على تناول الطعام مع ذلك الصبي في المطبخ، حيث قال لها: “إنتي هتقعدي في المطبخ تاكلي مع البربري”، وبعد مدة من العقاب قال لها:”دا بيتعب وبيخدمك ليه تقوليله حاجة زي كدة”، وعلقت “فضيلة” قائلة: “ودلوقتي مابعرفش أشتم حد”.
وأذكر في طفولتي أيضا أنى كنت أجمع جيراني الأطفال وأقص عليهم القصص والحكايات والتحقت بكلية الحقوق تحقيقا لرغبة الأسرة ومن دفعتي كل من، الدكتور أسامة الباز والدكتور عاطف صدقي والدكتور فتحي سرور، كان الزميل عاطف صدقي يتوقع بعض الأسئلة ويطلب أن نهتم بها ومن العجيب أننا كنا نفاجأ بها في الامتحان.
تزوجت من كبير مهندسي الإذاعة المصرية إبراهيم أبو سريع وأنجبت ابنتهما الوحيدة ريم والتي عاشت معها في كندا حتى وافتها المنية .
بداية المشوار
عملت بعد تخرجها بمكتب وزير المواصلات حامد باشا زكي، وفي يومها الأول والأخير بالعمل حاولت الصلح بين الخصوم فى إحدى القضايا فعاتبها حامد باشا، وقال لها مهنتنا تعتمد على الخلافات، وأنت لا تصلحين للعمل في المحاماة، ونصحها بالعمل في الإذاعة التي كانت تتبع وزارة المواصلات وقتها
واتجهت للإذاعة وقابلت الإذاعي بابا شارو (محمد محمود شعبان) في عام 1953م، وأعربت عن أمنيتها في العمل بالإذاعة، وبالفعل قدمت أوراقها وتم تعيينها كمذيعة لنشرة الأخبار، وتدربت على يد الإذاعي الكبير حسنى الحديدي، أحد أشهر مذيعي نشرة الأخبار بالإذاعة المصرية.
ثم بدأت مشوارها الإذاعى كمذيعة عام 1953، وكان أول برامجها الإذاعية “س” و “ج ” الذي كان تدور فكرته حول استضافة شخصية معروفة في كل المجالات لتعطي نصائح للأطفال، لتنمية مهاراتهم واستيعابهم في الحياة، وفي إحدى المرات طلبت منها شخصية رفيعة المستوى أن تظهر للأطفال في التلفزيون، إلا أنها رفضت قائلة: “أنا الإضاءة بتتعبني، والمذيع بمجرد مابيكبر بيبقى خلاص دوره انتهى”، ونالت وسام الاستحقاق من رئيس الجمهورية.
، كما قدمت نشرة الأخبار بالإذاعة وتتلمذت على يد الإذاعى الكبير حسني الحديدي، وتعلمت من يوسف الحطاب التمثيل، وفي عام 1959 انتقل بابا شارو للعمل في التليفزيون ومن هنا عملت في برامج الأطفال.
درست رياض الأطفال، وحصلت على عدة دورات تدربيىة؛ وسارت أبلة فضيلة فى إصرار وعزيمة على النجاح ؛تولت عدة مناصب فكانت عام برامج الأطفال 1970م، ونائب رئيس الشبكة التجارية عام 1980م.
وعملت مذيعة ومعدة برامج وقدمت على مدار مشوارها الإذاعي عدة برامج منها برنامج مستقبلي،اخترنا لك، س وج، تلميذ وأستاذ، أنا وماما وبابا، إلا أن أشهرها برنامج غنوة وحدوتة الذي قدمته فور عودتها من دورة تدريبية في روسيا منتصف الستينات، وكتبه لها عبد التواب يوسف ونادر أبو الفتوح وقدموا المعلومة والفكرة الجديدة لزرع القيم والمبادئ في المجتمع، وصفها النقاد بفيلسوفة البراءة وكانت بمثابة كتاب يفتح الباب لنمو مدارك أطفالنا ويعلمهم فن التفكير؛ حيث تعلق الكثير من الأطفال بصوت أبلة فضيلة خاصة جيل السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات .
وعن طريق برامجها للأطفال اكتشفت ابلة فضيلة أغلب نجوم الفن والتمثيل وهم أطفالا، الذين أصبحوا عمالقة الفن والتمثيل في الزمن الجميل فقد غنت سعاد حسنى لأول مرة في برنامج أبلة فضيلة وظهرت فاتن حمامة كممثلة، وكذلك ليلى علوي ونورا وصفاء أبو السعود وبوسي والمطرب محمد ثروت وهاني شاكر، ومدحت صالح.
أيضا استضافت أبلة فضيلة من خلال برامجها نجوما كبار مثل عبد الحليم حافظ ومحمد عبد الوهاب ومحمد فوزي وسيد مكاوي وكامل الشناوي ونجيب محفوظ وغيرهم والدكتور فاروق الباز وغيرهم.
وبعد سنوات من تقديمها لبرنامج الأطفال “غنوة وحدوتة”، أصبحت صاحبة الصوت الإذاعي الأشهر، لدرجة أن سائقي التاكسي كانوا يمتنعون عن أخذ الأجرة بعد سماع نبرة صوتها، إلا أنها كانت تسألهم إذا كان لديهم أولاد أم لا وتقول لهم: “خلي الفلوس دي للأولاد”.
أبلة فضيلة فى رمضان
في شهر رمضان يتغير اسم برنامج ابلة فضيلة إلى "أبلة فضيلة في رمضان" وغنت سعاد حسني تتر البداية حالو يا حالو رمضان كريم يا حالو وكله يثبت محله ويحضر الحاجات وينور الفانوس يا حالو.
أشهر الحكايات
كانت من أشهر حكايات ""أبلة فضيلة" للأطفال، "بنت الفلاحة"، ومن أشهر حكايتها للأطفال الغلباوي، كوب اللبن، بنت الفلاحة، ، حكاية الكسلان، الكتكوت الصغير، أرنب وتعلب÷
"كراسة الرسم"، "المقشة الصغيرة"، "أبيض وأسود"، "شغل بابا"، و"القطة مشمشة".
تكريمات حصلت عليها:
حصلت أبله فضيلة على وسام الاستحقاق من رئيس الجمهورية الأسبق حسني مبارك.
و شهادة تقدير من الاتحاد السوفيتي ونقابة الصحفيين المصريين، ومن المركز الكاثوليكي للسينما باعتبارها صاحبة أجمل رسالة في عالم الطفولة، وتم تكريمها كأم مثالية للإعلاميين في عيد الأم لعام 2016م.
ذكريات المشاهير عن أبلة فضيلة
ذكريات المتحدث باسم وزارة الخارجية السفير أحمد أبو زيد
السفير أحمد أبو زيد كانت له حكايات مع أبلة فضيلة، سردها عبر صفحته بالفيس بوك، فقال: "فقدت مصر اليوم قامة إعلامية عظيمة وأحد أيقونات تاريخيها الإذاعى المعاصر، الإعلامية القديرة.. أُمنا جميعا فى جيل السبعينات… الأستاذ فضيلة توفيق "أبلة فضيلة"، وفاتها فى كندا إلى جوار نجلتها وأحفادها"
وعن ذكرياته مع أبلة فضيلة قال السفير أحمد أبو زيد "استحضر فى ذاكرتي سريعا احتفالية "هنا القاهرة"، التى نظمتها سفارة مصر فى كندا فى ١٣ فبراير ٢٠٢١ بمناسبة اليوم العالمي للإذاعة، حينما كنت سفيرًا لمصر هناك.
وقد شاركتنا " أبلة فضيلة" هذه الاحتفالية الافتراضية التي عُقدت خلال قيود جائحة كورونا، حيث سعد الحضور من أبناء الجالية المصرية فى كندا بالاستماع إلى كلماتها وذكرياتها مع برنامج "غنوة وحدوتة" الذي شكل وجدان أجيال متلاحقة في مصر والعالم العربى."
وتابع السفير أحمد أبو زيد قائلًا: "رحم الله الإعلامية الكبيرة، ورحم جميع أيقونات مصر الذين يفارقونا يومًا بعد يوم، وحفظ وطننا العظيم الذي علمنا التاريخ أنه سيظل يجود بأفضل ما عنده طالما بقيت على كوكبنا حياة."
ذكريات وزير إعلام سابق عن أبلة فضيلة
أما وزير الإعلام السابق أنس الفقي فقال: "ورحلت أبلة فضيلة أنا من جيل تربى على صوت الإذاعية العظيمة أبلة فضيلة، أغنية برنامجها الشهير وصوتها وهي تقرأ علينا القصص والحكايات، حواديت تركت أثرها في وجداننا، وارتبطت بصوتها المميز".
وعن ذكرياته مع أبلة فضيلة قال أنس الفقي: "تمر الأيام وأسكن الدور التاسع بماسبيرو، ويأتيني اتصال منها، يا إلهي إنه الصوت نفسه الذي ارتبطت به ذكريات الطفولة، لوهلة لم أركز فيما قالت وظللت أردد لها "كلنا تحت أمرك. اللي حضرتك عاوزاه هيتعمل" في الواقع أني كنت سابحًا بخيالي لذكريات سماع برنامجها في طفولتي، ولم أركز فيما تقول، بعد نهاية المكالمة طلبت من سكرتيري معاودة الاتصال بها ليعرف ماذا كانت تريد.. ويستجيب لطلبها فورا فاستفسر؛ "ألم تقل لحضرتك طلبها" قلت: "قالت ولكني كنت سرحان في ذكريات أغنية برنامجها.. بصراحة صوتها خطفني"!! رحم الله الإذاعية الكبيرة فضيلة توفيق."
ذكريات الشيخ مصطفى أحمد حمام:
أما الشيخ مصطفى أحمد حمام فقال عن ذكرياته مع أبلة فضيلة: "تجليات وفاة أبلة فضيلة ياولاد ياولاد.. توت توت.. تعالوا تعالوا.. علشان نسمع أبلة فضيلة.. راح تحكيلنا حكاية جميلة.. وتسلينا وتهنينا.. وتذيع لينا كمان أسامينا أبلة… أبلة فضيلة.. أبناء جيلي يعرفون جيدًا هذه الكلمات ونحن نسمع هذا البرنامج يوم الجمعة صباحًا. المقدمة لبرنامجها كانت من كلمات الكبير صلاح جاهين وتلحين المتميز سيد مكاوي وغناء الطفل علي الحجار واسع الشهرة عندما كبر."
وتابع مصطفى حمام فقال: "وأيضًا برنامجها اليومي غنوة وحدوية وهي تبدأ بقولها: «حبايبى الحلوين، كان يا ما كان يا سعد يا إكرام ولا يحلا الكلام إلا بذكر النبى عليه الصلاة والسلام». لم نكن نعرف من هي ابلة فضيلة، وهي المحامية السابقة وسليلة العائلة العريقة. كل ما نعرفه انها حفرت فينا ذكريات جميلة ولا يمكن أن نتذكرها إلا والإبتسامة تقتحمنا حبًا وحنينًا، فهي ذكريات الطفولة وخاصة الأطفال العفاريت من أمثالي الذين يتسابقون في حل ألغازها التي كانت تقولها في برنامجها يوم الجمعة صباحًا. رحم الله أبلة فضيلة أمنا الغالية على قلوب أطفالها مهما كبروا وأصبحوا شيوخًا."
ذكريات الدكتور شريف عبد العزيز:
قال الدكتور شريف عبد العزيز عن أبلة فضيلة: "صوتها كان دافي جدا... كل حكايتها حلوة.. كلمات لا تعرف القبح ولا الابتذال... أخلاق.. لطافة... انتصار للخير على الشر.. أمل في مستقبل كله بهجة وشمس ودفا كل حكايتها كانت شبه الزهرة الندية وهي بتتحرك في الصبح وبتميل مع نسمة الهوا اللطيفة.. شبه طفل بيتعرف على الحياة وبيحرك يده ورجله وهو بيضحك لأمه بعد ما اتعود على شكلها... أبلة فضيلة ماتت كانت ضد الزمن... عمرها عدى التسعين لكن رشيقة صابحة... وبتحب أطفال مصر كلهم لكنها في الآخر برضه ماتت سابتنا كتار أوي... 120 مليونا... سابتنا وإحنا مش عارفين رايحين على فين عمرنا كبير لكن محتاجين نسمع قصصها من تاني يمكن نعرف في الآخر نعمل مستقبل زي المستقبل بتاع القصص... كله أمان وشبع وعلاقات سوية وزهور وأطفال بتضحك مع السلامة يا أبلة".
وقال مصطفى كامل "ادعولها بالرحمة.. توفيت في أول أيام الشهر الفضيل.. وفاة الإذاعية الكبيرة «أبلة فضيلة» عن عمر يناهز 94 عاما في أول أيام شهر رمضان الفضيل... مين فينا مالوش أحلى ذكريات مع حدوتة ابلة فضيلة صباح كل يوم علي الراديو.. وكلماتها: ياولاد ياولاد... تعالوا معانا.. نسمع ابله فضيله. ارتبط صوت فضيلة توفيق فى عقولنا بالحكايات والقصص، وننطق اسمها وكأنها أحد أفراد العائلة".
ذكريات الفنان محمد ثروت
يحكى الفنان محمد ثروت عن ذكرياته مع ابلة فضيلة ويقول: شجعتني على الغناء، واعترف ان أبلة فضيلة بداية الفكرة للغناء للأطفال فقدمت معها عشرات الأغنيات للأطفال منها حبيبة بابا رشا التي عرضت في التليفزيون ولا أنسى أنها كانت سببا في دفعي بقوة للغناء للأطفال.
أبلة فضيلة وبداية صداقتها مع أم كلثوم:
قالت «أبلة فضيلة» في حوار تليفزيوني نادر ، إنها التقت بأم كلثوم وكانت تسميها "البنت بتاعت العيال" وطلبت رؤيتها خلال زيارتها لرئيس الإذاعة «حماد بيه».
وأضافت «أبلة فضيلة»: "أنا واخدة عليها لأن ابن أخوها مهندس زميل زوجها فكانت دائما ترسل سلامتها لأم كلثوم عن طريقه.. وقالها في واحدة في الإذاعة بتحبك أوي فقالتله هتهالي أنا عاوزة أشوفها"، مشيرة إلى أن ابن أخيها جاء لها في الإذاعة وقال لها "الست عاوزة تشوفك" ولم تذهب إليها قائلة:"هي اللي تجيلي".
وتابعت «أبلة فضيلة»: " استغرب وقال لها هي اللي تجيلي؟! فقلت له أنا مروحلهاش اروحلها بصفتي إيه طالما عاوزة تشوفني"، مؤكدة أن ابن أخيها ذهب لأم كلثوم وقال لها أجابتي وصدمت وقالت بأنها ستذهب لها بنفسها".
وأوضحت «أبلة فضيلة» أنها تفاجاءت بأحد موظفي مكتب رئيس الإذاعة يقول لها حماد بيه يريدك فسألته لماذا فدخلت ورأت أم كلثوم وقالت لها: "أنا جتلك أهو".
وأشارت: "عندما قالت لي أنا جتلك أهو قولت لها أن لا أقصد فكنت بهزر.. وقالت للمدير أطلع من الأوضة عشان أنا وهي نعود سوا.. فخرج علطول"، مشيرة إلى أنها خافت من الطريقة التي تعاملت بها مع رئيس الإذاعة لأنه قد يأذيها فيما بعد بعد ذهاب أم كلثوم ولكن قالت لها: "ميقدرش يعملك أي حاجة.
ومن هنا بدئت تربطهم صداقة طيبة، إلى أن مرضت أم كلثوم وطلبت فضيلة من المهندس أن تزورها لكنه رفضت قائلا: “لو شافتك هتعيط”.
أبلة فضيلة وسائق تاكسى:
في إحدى المرات وهى تقود سيارتها حدث وأن حصل مشادة كلامية بينها وبين أحد السائقين حينما كسر بسيارته عليها ووجه لها “شتيمه”، إلا أنها عرفته بنفسها فطلب منها على الفور أن تسامحه لكنها رفضت قائلة له: “لوسامحتك هتأذي غيري وتشتمهم”، فرد عليها قائلاً: “سامحيني أنا مش هشتم حد تاني أبدا”.
لماذا رفضت "أبلة فضيلة" لقب "ماما فضيلة"
رفضت أن يتم تسميتها بـ “ماما فضيلة”، وفضلت أن تسمي نفسها “أبلة فضيلة”، لأن كلمة “أبلة” في اللغة التركية تعني “أختنا الكبرى”، وقالت: “مبحبش لقب ماما فضيلة محدش بياخد مكان مامة حد، الأم هي اللي ولدت وتعبت وربت، محدش ياخد منها اللقب، إنما أنا عاوزة أكون أختهم الكبيرة”.
وفاةأبلة فضيلة:
"توتة توتة.. فرغت الحدوتة"، حدوتة أبلة فضيلة اكتملت بوفاتها، لكن الحكايات عنها لم تنته، فقد تربى ملايين المصريين على حكايات أبلة فضيلة، تعلموا منها القيم والسعادة الحقيقية.
توفيت أبلة فضيلة يوم الخميس غرة رمضان 1444 هـ الموافق 23 مارس 2023م، وأقيمت صلاة الجنازة يوم الجمعة عقب صلاة الجمعة في مسجد عثمان في مدينة بيكرينغ في كندا. وأعلنت ريم إبراهيم علي ابنة فضيلة وفاة والدتها عبر حسابها على فيس بوك، فكتبت تقول: «ادعوا لأمي بالرحمة، البقاء لله، توفيت إلى رحمة الله الإذاعية الكبيرة "فضيلة توفيق عبد العزيز"، أبلة فضيلة».
توفيت أيقونة ذكريات الأجيال الماضية، الذي علق صوتها فى أذهان أطفال السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضى، من خلال أشهر برنامج للأطفال
بالإذاعة المصرية.
نعتها جهات وشخصيات عديدة منها الوطنية للإعلام كأحد الإعلاميين الذين قدموا رسالة سامية عبر سنوات عديدة ، و مسيرة من العطاء المخلص في العمل الإذاعي، كذلك نعتها نقابة المهن السينمائية والتي ودعتها بكل الحزن والأسى، كما نعاها المجلس القومي للمرأة،في تاريخ الإذاعة المصرية، مشيرة إلى أن الفقيدة استطاعت أن تترك بصمة وأثرًا كبيرًا وعلق صوتها في أذهان أطفال أجيال كاملة، وأيضا تنسيقية الشباب والتي أكدت أن برامجها ظلت محفورة في وجدان وأذهان المصريين والعالم أجمع .