مع بداية الألفية الثالثة وقرنها الحادي والعشرين وبمؤامرة دولة كبرى اسموها زورا وبهتانا ب ( الربيع العربي) وكذبة (الشعب يريد) تمكن منظموا تلك المؤامرة الخبيثة ومن يقف وراءهم من تفتيت الشعب العربي بشكل لم يسبق له مثيل رغم تفرقه على شكل دويلات منذ اكثر من قرن من الزمان فاشغلوه بفتن واقتتال عجيب غريب لم يخطر يوما على بال أحد من العرب وليس لهم فيها لا ناقة ولاجمل حيث كنا نرى التضامن الشعبي العربي يظهر بشكل واضح عند كل ازمة في اي قطر عربي بغض النظر عن مواقف حكامهم مما كان يثير غضب أولئك المتآمرين وحنقهم على تلك المواقف المشرفة للشعب العربي الواحد الموحد وان كان مؤطر باقطار جَزأت الارض ولكنها عجزت عن تفريق الشعب العربي . لكن خبث ودهاء المتآمرين ومن كل الاتجاهات القريبة والبعيدة المحيطة بالوطن العربي الكبير والمؤثرة فيه وتخاذل الحكام العرب قد هيأ الفرص والارضية المناسبة لأولئك الاشرار للنجاح في لعبتهم اللعينة تلك ، فتمكنوا من أشغال العرب بأنفسهم بفتن لها بداية لكن لا يبدو لها نهاية .
فتفنن اصحاب الفتن في التنوع في صناعتها فجعلوها في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين طائفية وفي ليبيا قبائلية ومناطقية وفي مصر وتونس حزبية مغلفة بالدين السياسي وفي السودان مدنية وعسكرية ثم عسكرية عسكرية وفي فلسطين منظمات متناحرة وبالطبع يطيب للقائمين على هذه الفتن ان تطول دون نهاية لأنها تضمن لهم البقاء الأطول في السلطة والتحكم بمقدرات بلدانهم ومكاسبها. وفي المقابل استغل الصهاينة هذه الأوضاع بتوسيع علاقاتهم مع بعض الانظمة العربية فوَقَّعوا العديد من معاهدات الصلح العلنية معهم هذا عدا الاتفاقات الغير معلنة مع اغلب الانظمة العربية والإسلامية مما اتاح لهم الانفراد بالشعب الفلسطيني وضم القدس والجولان وتوسيع الاستيطان داخل اراضي السلطة الفلسطينة المتناحرة اصلا على سلطة زائفة يتحكم بها الاحتلال وما نراه اليوم في المسجد الأقصى ، والذي يعد استمرارا لحملات الابادة ضد الشعب الفلسطيني التي تزايدت بشكل مريب منذ بداية القرن الحالي ، ماهو الا نتيجة لتلك المؤامرة الكبرى التي جعلت الأمة بكاملها تنشغل بنفسها وبفتنها تارة وتقاتل بالنيابة عن الاخرين بأبنائها واموالها وفي ارضها تارة أخرى.
وبهذا ضمن المحتلون حرية القتل للشعب الفلسطيني دون الخوف من اي تدخل عربي لمنعهم من اجرامهم بحق الاقصى واهله فهم مطمئنون بأنهم لن يتلقوا إلا ادانات خجولة متفق عليها من هنا وهناك وقلق أزلي تافه من الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي المحكوم بالفيتو الأمريكي الجاهز لإسقاط اية إدانة او تحرك ضد الاحتلال الغاشم .