تضامنا مع الدكتور هاني سليمان المعتقل في مصر علي خلفية تدوينة نشرها علي صفحته الشخصية في الفيسبوك و بالتحديد التي تسببت في اعتقاله و كانت تحت عنوان الحقيقة المؤلمة اخترت نفس العنوان لمقالتي لهذا الشهر و أطالب السلطات المصرية بالإفراج عنه حيث انه لم يرتكب جريمة أو يخالف القانون و لم يحرض علي عنف و حرية الرأي و التعبير حق دستوري ،، و ان كنت عزيزي القارئ تتفق او تختلف مع ما قاله الدكتور هاني سليمان عن الانتخابات الرئاسية القادمة و استحالة إزاحة النظام الحالي عن طريق انتخابات شفافة و نزيهة فلا تنسي ان هناك ما يسمي بحرية الرأي و التعبير كفلتها دساتير الدول المحترمة الا اذا أصبحنا دولة كرتونية و بلد خيال المآتة علي حسب رأي الدكتور هاني سليمان الذي نشره في تدويناته و كانت سبب في إيداعه المعتقل ،، و مع اختلافي في الرأي في بعض ما جاء فيها إلا أنني أري ان تهمة الانضمام لجماعة إرهابية و التحريض علي العنف و محاولة قلب نظام الحكم و ما الي ذلك من تهم معلبة لا يصب ابدا في مصلحة الدولة المصرية التي تستعد لإجراء حوار وطني و لا تتناسب مع ما كتبه عن الحكم بالحديد و النار بل يؤكده ،، لا يتناسب أن نتهم مصري بإنه ارهابي و هو يحذر من المستفيدون من نظام الحكم و ما حصلوا عليه من مكاسب و امتيازات و يستميتون في الدفاع عن النظام مع ان الرئيس نفسه قالها في إحدي اللقاءات و أن المليارات اصبحت كورق الكوتشينة ،، لا يجب ان نرهب كل من لا يؤمن بإنجازات الرئيس و يراها إنجازات وهمية أو علي الاقل تزعجه أولويات الحكومة الحالية في تصريف شؤون البلاد ! لقد طرح في مدونته أيضا ما يتعلق بتصميم الرئيس علي التمسك بالمنصب و عدم نيته ترك السلطة مهما كلف الأمر خوفا من المحاسبة و ناقش هذا الموضوع بجرأة شديدة قد يعتبرها البعض في بلاد مثل منطقتنا العربية انها تطاول و وقاحة بينما لا تمثل شيئًا يذكر في بلاد أخري و قد تتناقله الصفحات و تعيد نشره دون خجل أو عقاب اللهم ستواجه انتقادات و جدل من معسكر المؤيدين للنظام و تمر مرور الكرام دون تدخل اي جهاز أمني ،،
حتي عندما وصف الدكتور هاني سليمان الرئيس بانه يغالي في تقدير نفسه و يعيد كتابة بعض كلمات الرئيس و تصريحاته و يستخدمها لاثبات وجهة نظره لم يقل شيء لم نسمعه من قبل بل هناك الآلاف تداولوه بالقول الصريح و التلميح و هذا طبيعي لانه من المستحيل ان يتفق الملايين علي حب شخص الرئيس فالانبياء عندما جاءوا برسالتهم السماوية لم يصدقها او يؤمن بها الجميع بل أن هناك من لا يؤمن بوجود الله و مع ذلك لا تستطيع وصفهم بالكفر و لا تمتنع الدولة عن تقديم الخدمات لهم تحت شعار حرية العقيدة و الذي بدء البعض المناداة بها و ضرورة تحول الدولة لدولة مدنية لا تحكمها قوانين مستمدة من الشريعة و يتم استضافتهم في البرامج التلفزيونية و اللقاءات الصحافية بكل حرية و في المقابل لا حرية عندما يتعلق الامر بشخص رئيس الجمهورية !
قد نري في امريكا مثلا برامج ساخرة تتعرض لشخص مسئول او حتي الرئيس و قد نري في المناسبات و التظاهرات مجسمات ساخرة للرؤساء و المسئولين و لا يعتبرون هذا تحريضا او عمل عدائي ضد الدولة لمجرد السخرية من شخص الرئيس و كلنا تابعنا محاكمات علنية لرؤساء سابقين و حاليين و ان كان البعض يري اننا لسنا مؤهلين لهذا النوع من الديمقراطية و حرية التعبير هذا لان الديمقراطية تحتاج الي وعي و الي دولة قانون و نظام سياسي قوي غير مرتعش و أوضاع إجتماعية و ثقافية متقدمة و المؤكد اننا لا نملك كل هذه العوامل لكن ليست عيوب جينية في الشعب المصري لكنها نتاج اوضاع اقتصادية وسياسية واجتماعية و أدوات سياسية و خطط و مؤامرات تحول دون التغيير ،،
و ان كان البعض يأسًا من التحول او لا يؤمن بضرورة التحول و العيش في ظل الديمقراطية و يشعر بالارتياح في ظل الظروف الراهنة فهذا نمط من التفكير مهينًا مثله مثل تهمة التحريض و كأننا لا نملك عقولا و لا قدرة لنا علي التمييز ! فالحرية التي تعتبر من المسلمات في بعض الدول و التي يتغني بها الامريكيين الذين يتحالفون مع النظم الديكتاتورية قد يدفع ثمنها الشجعان و المناضلين في بلادنا و يتهموننا بعشق التسيب و شعبنا غير مستعد للديمقراطية بالرغم اننا مستعدون للاعتقال و الموت من أجلها ؟!