يحتفل العالم بعيد القيامة المجيد عيد الحب الإلهي،وهذا الحدث التاريخي الفريد في تاريخ البشرية، لتصلحنا مع الله جسر العبور بين الموت والحياة والظلمة والنور.
ان قيامة السيد المسيح من بين الاموات تحمل الكثير من المعاني الروحية، والنافعة لقلوبنا وعقولنا إذا أن الموت ليس إلا جسراً ذهبياً، يعبر من خلاله الإنسان من حياة الفناء الي حياة البقاء حيث الأبدية، فهناك نحيا في مجد وخلود بأجساد نورانيه لا تنحل ولا تشتهي ماهو ضد الروح حيث هناك ما لم تراه عين ولم تسمع به اذن ولم يخطر علي قلب بشر ما اعده الله لمحبي اسمه القدوس.
نتذكر رحلة الفداء العظيم التى قام بها السيد المسيح، مقدما روحه الطاهرة ذبيحة من أجل خلاص البشرية التى سقطت فى الخطية، رسالة محبة وتسامح من خلالها علم السيد المسيح كل البشرية.
هذه القيم النبيلة من خلال الفداء والتضحية، عيد القيامة هو صُلب الإيمان المسيحي الذي يجعلنا أقوياء بالذي غلب الموت بقيامته، ذلك هو السيد المسيح الذي عاش وعلم وأقام المعجزات، فأقام الموتي ومنح الشفاء للمرضي والمقعدين وأعاد النظر للمكفوفين ، وهو أيضاً من حمل وقدم نفسه تضحية فداء حب للبشريه مقدماً نفسه علي خشبة الصليب، من اجل الإنسان ليعلم الجميع معني المحبة والتسامح والتضحية من اجل الآخرين.
فالقيامة التي أكملها وتممها السيد المسيح في اليوم الثالث وفي الجسد الميت ذاته، بذات جروحه المميته العميقه الغائرة وجنبه المفتوح هي بالنسبه للمسيح قيامة من بين الاموات، اما بالنسبه لجسد أدميتنا الذي مات به فهي خليقة جديدة "إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة"
كل هذه الأحداث تجعلنا نفرح بأمجاد القيامة نفرح ايضاً لأنه سيكون لنا ما يشبه هذا المجد وكل واحد منا حسب درجته.
فليتنا نحيا جميعاً الحياة التي توهلنا لهذا المجد عالمين انه كلما تعمقنا في الحياة الروحية كلما ازداد مجدنا في الحياة الأبدية، سوف لا يكونون بدرجة واحدة بل كما قال الرسول "ان نجم يمتاز عن نجم في المجد" لذلك علينا ان نحيا كما يليق بهذا المجد العظيم، ففي القيامة ايضاً انتصار علي الموت..
والقيامة تعطينا الرجاء فبقيامته أبطل الموت وأنار الحياة والخلود، لانه أن لم تكن القيامة لكان الموت حكماً بالفناء فالقيامة هي نهاية الموت وبداية للحياة الأخري لذلك القيامة فرح الابرار..