فى صباح الخير تشرق لنا شمس مصر المضيئة لتنور ضواحي المعمورة ،وأرض الكنانة ،مهد الأديان ومارية القبطية ،وأم الحضارات ،فى صباح مصر تشرق شمس الأمل ،والتفاؤل ،والعزيمة والإصرار على تحقيق المستحيل ،فى صباح مصر تشرق شمس النجاح ،وضحكات القلوب المدفونة تحت الأشعة الصفراء بلون أسوان ،وعلى ضفاف النيل تتلون من وجه طيب إلى وجه آخر خجول لا يعلم ولا يعرف إلا كرم الضيافة ،وحسن المعاملة ،ففى صباح مصر تشرق شمس المستقبل التي لن تغيب مهما طال ظلام الليل الدامس عن نهار المحروسة وأهلها الطيبين من الدلتا حتى أسوان تتلون أشعتها النقية من حين لآخر لنرى الأسواق ،وخان الخليلي ،وسيدنا الحسين ،لنرى مآذن المساجد ،وأجراس الكنائس،لينادي منادي على الجميع يد الشيخ ملتفة بيد الأب الكاهن فى آن واحد ،لنطوف حول حارات المحروسة ونسمع أغاني كوكب الشرق "أم كلثوم " مختلطة بكلاسيكيات ،وتجليات ،وروايات ،وقصص "نجيب محفوظ "تصدر من داخل قهاوي المحروسة ،فحقا إن مصر شمس مشرقة لا يغيب عنها الماضي ،ولا يتجاهلها الحاضر ،ولا يضيع من آمالها المستقبل ،فهي نماء وعطاء لا متناهي فى عيون كل المصريين ،فهي بساتين الحياة التي تنضج لنا زرعا ،وحقول خضراء بين أيادي الفلاح المصري الاصيل الذي هو الآخر ينتظر تلك الشمس المشرقة التي لا تغيب ،فمصر هي هي الأرض الخصبة ،والنضال المثمر الذي ينتجه الإنسان المصري لنفسه فى عالم المستقبل ،وهنا يتجسد لنا صورة جميلة يرسمها لنا نهر النيل عن عظمة مصر وعظمائها تلك الصورة التي وكأنها من وحي الخيال ،ولكنها فى الحقيقة شمس مشرقة مطعمة من الخارج بالذهب والماس ومن الداخل مليئة بالمعادن النقية النفيسة الغالية ،والأحجار الكريمة الطيبة ،تلك هي اللؤلؤة اللامعة فى السماء تسمي " مصر المحروسة ".