الغضب كلمة متداولة ويتكلم عنها الكثير ونعرف نقول ونعبر أنا غضبان والمتلقي من السهل يقول انت تتعصب عليا ليه أنا عملت حاجة؟ ورغم اننا نعرف نعبر ونضع مسمى لذلك، ومن السهل ان يطلق أي حد عن نفسه أنا عصبي ونجد من يريد حل لهذه المشكلة، فالغضب عرض مثل السخونة عند الأطفال فالسخونة ليس هي المرض ولكن وسيلة ارشاد ان في مشكله محتاجة علاج ونذهب للطبيب يكتشف السبب الحقيقي ويعطى العلاج المناسب.
ليس كل الغضب شيء سلبي فالغضب في بعض الأحيان وسيلة مهمه لإخراج مشاعر سلبية داخل الانسان إذا تم كبتها تقع بالضرر على الانسان فمن حقك تعبر عن غضبك لكن بصورة صح بدون خسائر عليك ولا تؤثر على علاقاتك الإنسانية بالأخرين.
فالإنسان عندما يعرف ماذا يخسر يفكر جيدا قبل ان يفعل هل الغضب ممكن تحصل منه على مكاسب هل تعتقد عندما تعطى امر وانت غاضب هل المتلقي سوف يفعل؟ هل من تغضب عليه يحبك ويحتفظ بمشاعر إيجابية لشخصك؟ هل لو أتت الفرصة وتم تبادل الأدوار ماذا يفعل معك؟ هل زوجتك واولادك سوف يشعروا بالسعادة مع اب عصبي وغاضب معظم الوقت؟ هل الزوجة العصبية أولادها يشعرون بالحب والهدوء معها؟ هل الموظفين تحب العمل وتنتج إذا كانت تتعامل طول الوقت مع مدير عصبي وغاضب؟ ده امثلة للشخص المستقبل طب الشخص العصبي نفسه هل انت سعيد ومرتاح كم عدد الامراض التي تعاني منها (سكر ضغط قولون......الخ) لان العصبية والغضب تؤثر على جهاز المناعة وهذا الجهاز هو الذي يحمى الجسم ويدافع عنه فهذا كيف يعمل وانت مشدود وفى حالة قلق وتوتر نتيجة الغضب.
لقد أوضحت بعض الخسائر من الاتجاهين الشخص الغاضب ومن يتعامل معه فهل الحياة تستحق هذا؟ فهل خلقت لذلك؟ طبعا لا فقد خلقت لهدف ورسالة وان تتمتع بالحياة مع الله من خلال تعاملاتك الإيجابية مع الناس وان تكون شخص مؤثر وليك بصمة في الحياة فصحتك وحياتك مهمه وأيضا علاقاتك مع الناس مهما فهي كنز في حد ذاتها فمهم يكون لديك بنك العلاقات فكل انسان تتعرف عليه ده إضافة جميلة في حياتك وأيضا ان تكون مصدر فرح وسعادة للناس ده يعود عليك بالفرح أيضا فهل بغضبك تقدر تحافظ على علاقات حقيقة سليمة مع الناس يشملها الحب والاحترام والتقدير والتفاني والمصداقية؟ صعب على الانسان الغضوب ان يجد هذه الصفات في الناس المحيطة، لان عصابيتك تحول من يتعامل معك على الاحتفاظ بمشاعر سلبية اتجاهك ولو في استطاعة يده ان يبعد عنك فسوف يفعلها ويضحى بكل فائدة منك لان الم المشاعر أصعب من أي أمور مادية او مصلحة تعود عليه في التعامل معك وليس ذلك فقط فانت بعصابيتك حولت بعض الأشخاص الى أعداء تتمنى ان يحدث لك أي شر وتصنف بانك شخص ظالم.
فماذا افعل كانسان غضوب؟
1- هل انت مدرك أنك بتغضب، هل انت واعى لذلك فأول طريق التغيير أن اعرف وأدرك انى بغضب كثيرا فاذا اكتشفت وعرفت نفسك فهذا جزء كبير من حل المشكلة وتقدر تتغير وتساعد نفسك وتمشى في خطوات الحل.
2- فكر جيدا ما هي أسباب العصبية فالتفكير في حد ذاته يعطى فرصة وحلول كثيرة لكل شيء فدائما تعطى وقت للتفكير قبل الاندفاع في اخذ القرار او التحدث بغضب، فهل انت من الأشخاص التي تعتقد ان من تتعامل معهم اقل فهم أم هم لا ينفذوا الأوامر الا بالعصبية والخوف منك ، هل داخلك مشاعر سلبية من تصرف سابق لهذا الشخص وحصل تراكم لمواقف داخلك كثيرة فتحولت لمشاعر غضب واصبح رؤية هذا الشخص مؤلمة لديك فلذلك التفكير قبل رد الفعل يفرق كثير لمعرفة السبب وهنا نقدر نعيد تفكير في هذه الأسباب واستحضر الموقف السابق بكل تفاصيله ستجد نفسك كبرت الموضوع فهولا يحتاج كل ذلك من العصبية واذا كان اخطأ عاتبه بحب لكى تستمر العلاقة بنجاح وهذه مهارة في العتاب واكتساب الاخرين، فالتفكير يساعد على إيجاد بدائل في التعامل مع الناس بدون عصبية.
3- افحص نفسك جيدا فبعض الامراض ينتج عنها عصبية وقلق وتوتر ، راجع نفسك هل انت عصبي من زمان ولا ذلك مستجد في حياتي والمحيطين يقولو ماذا حدث لك انت لم تكن كدا من قبل خد هذا في اعتبارك واجلس مع نفسك في هدوء هل هذا نتج بعد مرض حدث مآخرا هل هناك نقص في بعض الفيتامينات، هل كنت نشيط وتشتغل كثيرا والان الحركة بقت اصعب وعندك مشاكل صحية تعطل ذلك ، وبعد اكتشاف السبب الحقيقي استمتع بكل انجازاتك السابقة وافرح بيها وخليها قدامك في ذاكرتك فليس كل الوقت الانسان بنفس الإمكانيات فانت الان تستطيع فعل الكثير ولكن بطريقة مختلفة عن السابق فلا تغضب على الزمن والصحة فربنا واضع في الانسان إمكانيات مناسبة لكل وقت ولكل الظروف وهذا يساعدك على الابتكار ومساعدة الاخرين.
4- استخدم الورقة والالم وعبر عن مشاعرك بالكتابة، اكتب شعورك الان ولماذا تشعر بهذا الشعور فتفريغ ذلك بالكتابة سوف تشعر بالراحة وبعد الانتهاء من الكتابة قطع الورقة وانت تسمع صوت التقطيع وارميها فهذه العملية انت أخرجت ما داخلك على الورقة وتخلصت منه نهائي فهذه الطريقة ستفرق كتير جدا معاك.
5- تبنى عادات إيجابية كررها كل يوم مثال ممارسة الرياضة واقل شيء ممكن تفعله ان تتمشى في مكان مفتوح وتنظر للسماء والأشجار وانت تتنفس بعمق وتملا عقلك بالأكسجين فهذا يساعد على تحسين الحالة النفسية والجسدية ويعطى شعور بالراحة.
6- تحدث الى صديق امين خرج كل مشاعرك وتكلم معه حتى ترتاح ويقدر ان يرشدك على نقاط الضعف التي تحتاج منك اهتمام أكثر واشتغل عليها.
7- ضع نفسك مكان الاخر هل تحب ان أي حد يتعصب عليك ويتعامل معك بصوت عالي صف مشاعرك لو انت في نفس الموقف فهذه الطريقة تجعلك تراعى مشاعر الناس وتخاف عليها مثلما تخاف على نفسك فالإنسان هو انسان فالكل له نفس الاحتياج من احترام وتقدير وحب واهتمام فلا تقلل بمشاعر أي أحد فالجميع يحتاج ما انت تحتاجه وتحبه وتقدره فعامل الناس بما تحب ان يعاملوك.
ما سبق يخص الغاضب فهل هناك دور للمتلقي (الشخص الذي يقع عليه الغضب):
انت لك دور كبير وعظيم لماذا تكون سلبي وتشكى حظك وتشعر بالظلم انت اقوى من الغاضب وبيدك ان تحول هذا الانسان الى طفل مسالم برئ وان تكون انت يد العون والمساعدة والتغيير لهذا الشخص فالإنسان الغاضب واقع تحت تأثير موقف صعب حدث معه نتج عنها هذا الغضب فعند استسلام المتلقي لهذا السلوك ان يعتبر نفسه السبب او ان يحكم على الغاضب انه انسان ظالم ودائما يعنف المحيطين ويستسلم لذلك فانت شريك في الجريمة!!!
الشخص المتلقي أولا انت من تساهم وتسمح بذلك لم يلفت نظرك ان الانسان الغاضب لا يغضب على الجميع ولكن اشخاص معينه يفعل معها ذلك وهناك ناس أخرى لا يستطيع ان يقول معها أي شيء، اذا لماذا انت، فلا شيء يحدث بدون اذنك وبدون سماح منك فانت الذى تعطى الفرصة لفعل ذلك فيك فاذا كنت انت من هذا النوع فاعمل وقفه مع نفسك ليه انت هل لديك أخطاء ام انت تخاف هذا الشخص ام ليس لديك ثقة بنفسك وهذا يعطى فرصة لأى احد ان يتعامل معك بهذا الأسلوب، وهذا حله سهل عيد حساباتك واكتب في ورقة نقاط الضعف ونقاط القوة وافرح واستمتع بنقاط القوة لديك واستثمار وزناتك واكتسب الثقة بالنفس واعرف امكانياتك كويس وفى هذه الحالة لن يمارس أي شخص عليك الغضب او التقليل من شئنك.
واذا كنت انسان واثق من نفسك ولكن هناك شخص يستخدم معك العصبية والغضب فهذه فرصة لتعلم مهارة تساعدك على تغيير كل شيء وهى تتوقف على طريقة تفكيرك فالشخص العصبي ليس بالضرورة نتيجة موقف لك ولكن حصل شيء ما معه في مكان اخر او لديه مشكله كبيرة اكبر من إمكانياته وربما لدية احد من افراد الاسرة تعرض لحادث او تجربة مرض وعندما تقابلت معه تكلم بعصبية فالإنسان الواثق من نفسه ومن شغله وامين في كل شيء عندما يتعرض لموقف مع شخص غضوب يقدر يعرف حجم الموقف وهنا يكون الشخص الغضوب في موقف ضعف ويتعامل معه من هذا المنطلق ويفكر كيف يهدى وان يعرف الأسباب الحقيقية للعصبية ويتعاون معه بدون ان يشعر هو بالتقصير او يشعر ان الانسان الغاضب انه ظالم. وهذه نقطة مهما ارجو ان نتعامل من هذا المنظور فقبل ان اخذ الموقف بشكل شخصي اساعد الغاضب في التهدئة واغير الموضوع واحرص على احضار كوب ماء وتغيير المكان وتغيير الموضوع محور الشجار والغضب وانظر في عين الانسان الاخر وانا بصلي في داخلي ان ربنا يرشد الجميع ويعطى حكمة عند الحديث ويكون داخلي مشاعر حب واحترام للشخص العصبي واساعده على اخراج الأسباب الحقيقية لهذه العصبية وفى هذه الحالة تحول من موقف ينتج عنه كره وتحدى الى موقف إيجابي ينتج عنه حب واهتمام فالحياة تستحق التفكير والاهتمام وإخراج بدائل إيجابية لحل كل المشاكل.
اتمنى للجميع حياة سعيدة مع مهارات التنمية البشرية التي من خلالها تقدر تغير حياتك عندما تكتسبها ولدروسنا من التنمية البشرية بقية .........