الشاعرة السورية هناء داوودي لصوت بلادي : الحالة الإبداعية غيرمرتبطة بجنس وهوية الكاتب.. رسالتي للجميع علينا دائما ان نطور انفسنا والمرأة السورية لا تستسلم لليأس.. امنيتي ان ارى بلدي سورية معافى
الشاعرة السورية هناء داوودي لصوت بلادي :
الحالة الإبداعية غيرمرتبطة بجنس وهوية الكاتب.. رسالتي للجميع علينا دائما ان نطور انفسنا والمراة السورية لاتستسلم لليأس.. امنيتي ان ارى بلدي سورية معافى
حوار الهام عيسى
هناء داوودي شاعرة سورية نشأت في كنف عائلةمثقفة تحب العلم عرف عنها شغفها بحب القراءة بدأت الكتابة في مرحلة الطفولة تعتبر الكتابة ريح هوجاء تعصف بالفكر فينهمر منه الحرف وترى بان التقنيات الحديثة ساهمت في تسليط الضوء على المواهب الحقيقية وخلقت فرصة لنشر الإبداع كماترى باننا بحاجة إلى الوعي والنضج الثقافي كي لاتطلق الالقاب والاوصاف جزافا كما ترى بان النقد البناء قليل ولم يواكب الفورة الطاغية على المشهد الثقافي احلامهاكثيرة واهمها ان يتعافى بلدها الحبيب سورية صدر لهااربعة دواوين ترانيم الياسمين وانثى المطر وشاية عطر ونواقيس الأمنيات شاركت في ثلاث دواوين مشتركة وقريبا ديوان جديد يحمل النور هناء داوودي كيف تعرف بنفسها للقراء والمتابعين؟
ولدت في دمشق مدينة الياسمين طفولتي كانت مساحات رحبة من الدفء و الحب و الأمان في كنف عائلة مثقفة تحب العلم و تحث عليه بإصرار دائم و هذا ما حملني مسؤولية أن أكون عند حسن التوقعات لم تستحوذ على. اهتمامي مئات الكتب و الموسوعات العلمية المتواجدة حولي بينما كنت أهتم نوعٱ ما بمجلدات الحقوق و القوانين التابعة لوالدي ...والدي الذي شاء لي القدر أن أفقده و أنا مازلت بالمرحلة الابتدائية...كان حنان والدتي خير عوض فلم تدخر جهدٱ للاهتمام بكل ما يحقق لي الطمأنينة و النجاح و لها يعود الفضل في تشذيب ذائقتي منذ تبرعم ميولي الأدبية فكانت بمتابعتها و خصب روحها و توفير كل ما يلزم من كتب و روايات و مجلات تجعلني أمضي في مسار أحببته و أحلق في فضاءات كانت لي الملاذ الروحي معها و بعدها...لم يخفى على أحد شغفي بالقراءة سواء في البيت أو المدرسة حيث بدأت بكتاباتي الخاصة في المرحلة الإعدادية و دخلت في المرحلة الثانوية المجال الأدبي لأوغل أكثر بالمعرفة و أحسست أنها أولى خطواتي كي أخوض ببحر اللغة العربية و أغرق بجمالياتها لكن الحياة لا تمنحنا كل دلالها فما ترك أسفٱ في داخلي اني لم أنجز ماتمنته لي والدتي و ما أردته يومٱ بالتعليم الجامعي بينما شاءت الأقدار ولوجي معترك الحياة الأسرية و البعد تمامٱ عن آفاق الأدب لفترة زمنية عدت بعدها لممارسة شغفي بكل حماس
من هم الكتاب والشعراء الذين تأثرت بهم وكان لهم الأثر في كتاباتها ؟
في البداية كنت شغوفة بالروايات و قد قرأت لنجيب محفوظ و طه حسين و الكثير من الأدباء و الشعراء كمحمود درويش كما كنت أحفظ النصوص و القصائد الأدبية في منهاجي الدراسي بشكل أثار انتباه من حولي ..لكن أكثر من ترك أثر بروحي و بكتاباتي في البداية الشاعر السوري الكبير نزار قباني رحمه الله حيث كنت أحفظ له الكثير الكثير و أردد قصائده عن ظهر غيب
قرأت الكثير من القصص و كنت شغوفة بكتابات ماذا تمثل الكتابة لك وهل لك طقوس خاصة بها ؟
الكتابة ريح هوجاء تعصف بالفكر لكن لها أياد حنون تربت بها على أرواحنا فينهمر الحرف بكل طواعية معبرٱ عما يمر بنا من أفكار و مشاعر ...لا طقوس معينة لكن غالبٱ هدوء المساء و فنجان قهوة ساخن و خيال سخي يحرض الإلهام بشكل أو بآخر
لمن تقرا الشاعرة هناء داوودي وماذاتحب ان تقرأ ولماذا ؟
اتابع كل جديد و كل أنواع الأدب سواء الورقي أو على مواقع التواصل ...أجد أنني مقصرة و احاول حاليٱ ايجاد وقت أكثر لمطالعة الاصدارات الورقية من شعر و قصص و روايات لما للقراءة الورقية من متعة مختلفة و أهمية بسبب حاجة الكاتب دائما للإطلاع و التجديد كي يثري مخزونه اللغوي ويتجنب الوقوع في فخ التكرار
هل الشعراء في سورية موجودون ضمن اتحاد واحد ؟وماهو دوره؟هل يؤدي دوره في النهوض الثقافي على صعيد سورية بشكل خاص وعلى الصعيد العربي بشكل عام ؟
نعم هناك اتحاد الكتاب العرب و ينتسب إليه من تنطبق عليه القوانين و الشروط المطلوبة ...له دور كبير بداية من الاهتمام بالكتاب و الارتقاء بالمنتج الأدبي إلى النهوض بالثقافة و الأدب عامة ...بصدق و شفافية كان للاتحاد دور مميز و فاعل في إقامة الكثير من النشاطات و العمل على استقطاب المواهب الشابة و رعايتها و حرصه على وصول الكتب بأسعار رمزية للجميع و الكثير من الجهود على كافة الأصعدة و على الصعيد العربي أقيم العام الماضي مؤتمر اتحاد الكتاب و الأدباء العرب في سورية بمشاركة 12 دولة عربية و قد فاز بمنصب نائب الأمين العام للاتحاد العام للأدباء و الكتاب العرب د.محمد الحوراني رئيس الاتحاد الحالي بسورية
بر ايك مامدى تاثير التقنيات الحديثة في ظل انتشار الانترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من المسميات على تطور الشعرواظهار الشعراء ؟
ساعدت التقنيات الحديثة و مواقع التواصل الاجتماعي في تسليط الضوء على المواهب الحقيقية و خلق فرص لنشر الابداع لكنها بذات الوقت أظهرت الكثير من مدعي الموهبة و أسهمت بتعملق الوهم لدى الكثيرين ..التعبير حق مشروع للجميع و لكن ليس كل شئ جدير بالثناء والاستسهال ما كان يومٱ خليق باللغة و الابداع لذا هنا يكون الدور للناقد الحقيقي و المتلق الجيد في الحكم و على عاتقه تقع مسؤولية التمييز بين الغث و السمين
برأيك هل القصيدة النسائية بخير وهل تسير في طريق الإبداع وهل هناك من معوقات ؟
أظنها بخير فقد شهد المشهد الشعري قامات شعرية نسائية مشرفة يشار لها بالبنان ربما المساحة للشاعر أكبر بحكم القيود المفروضة على المرأة بشكل عام في مجتمعاتنا و وضع تصرفاتها تحت المجهر الذكوري غالبٱ لكن مؤخرٱ و حتى في السابق كان هناك بصمات إبداعية أنثوية و يحتذى بها ..و ذاك دافع لكل كاتبة و شاعرة كي تتجاوز أي معوقات تقف حائلٱ بينها و بين إثبات قدراتها و ذاتها
برايك أين هي المراة العربية والمراة السورية بشكل خاص في ظل مايجري على الساحة العربية من انقسامات حادة بين التيارات الفكرية وهل فعلا المرأة اصبحت جزء من المشهد الذي يطغى على الساحة ؟
بالتأكيد و المرأة العربية أثبتت قدراتها في جميع المجالات من زمن الخنساء و حتى عهدنا هذا لكن ربما كانت محكومة بالعادات و التقاليد و الهيمنة الذكورية أما في الآونة الأخيرة أصبح لها بصمتها المميزة في المجتمع ..المرأة السورية عانت ما عانت في فترة الحرب على سورية و تحدت الظروف و كانت كالزهر الذي ينبت بين الصخر لاحدود لصبرها و لعطائها و ليس تحيزٱ لكن تفانيها في ظل كل مامر من اهوال و فقد و مآسي جعلها صلبة رغم رقتها و قادرة على تجاوز كل ما يعترضها من صعوبات هي الٱن شريكة حقيقية و فاعلة في جميع مناحي الحياة هناك نساء أثبتن حضورهن في العلم و العمل و لاتنسى امهات الشهداء الذي بذلن الغالي لأجل الوطن و كل السيدات في منظمات المجتمع المدني و العاملات في كل المجالات ...المرأة السورية لها دور كبير و بناء و هي من الدعائم الأساسية لنهضة الوطن
برايك في ظل ماتشهده بلداننا العربية من احداث وتغيرات اين وصلت فكرة تقبل الآخر في الأدب العربي ؟وهل هناك تقصير من جهة الأدباء تجاه مايجري ؟
ليس تقصير بقدر ما هي ضبابية المشهد التي لا تمنح الآخر نصاعة الرؤيا ...تقبل الآخر يكون حسب طبيعة الشخص و نضجه أو ضحالة تفكيره و تلك حالات فردية ...في الأدب يجب الارتقاء بالمحبة و السمو بالأخلاق و الترفع عن السوء
في حياة كل شخص منا مواقف محزنة واخرى سعيدة ماهي المواقف التي حصلت معك وانطبعت في الذاكرة ؟
بالنسبة للأنثى لا أعتقد أن هناك أجمل و أسعد من اللحظة التي تغدو فيها أم و ترى جزء منها قربها تلك اللحظات تطبع في ذاكرة الفرح و بالنسبة لي الموقف المحزن و الأقسى هو وفاة والدتي رحمها الله
برأيك إلى أين وصلت القصيدة اليوم في ظل مانراه على الساحة فالكل أصبح شاعر فهناك كم إلا اننا نفتقر لنوع ؟
هذا ماقصدته بالاستسهال و اللوم يقع ليس فقط على من يكتب بل على من يصفق و يجامل بغير حق...نحن بحاجة للوعي و للنضج الثقافي لكي لانطلق الأوصاف و الألقاب جزافٱ على كل من هب و دب...حينها تمضي القصيدة
في دروب الجمال
هناء داوودي عندما تعود وتجلس مع نفسها جلسة مصالحة مع الذات كيف ترى حقيقتها وماوصلت إليه ؟
لست راضية تماما أطمح بالأفضل و أسعى إليه و لن أتوقف عن المحاولة مؤمنة جدا انه من جد وجد ...لم أكتب بعد ما أتمنى كتابته و مازلت اتعلم و سأبقى حتى الرمق الأخير
ماهي أحلامك على المستوى الشخصي ؟وعلى المستوى الأدبي ؟
الأحلام كثيرة أهمها أن تتعافى بلادي الموشاة بالحزن و تنفض عن كاهلها تعب و آلام الحرب و ما تبعها من منغصات و أن يطوق الفرح و الأمان كل سوري لم يطلب أكثر من حياة تليق....على المستوى الأدبي كل المنى أن يتناغم حرفي و الجمال و ألا يباغتني خمود الإلهام أو يخذلني العطاء ..أريد لروحي ألا يغادرها الأمل كي أترك بصمة جمال لا يمحوها غياب
في الآونة الاخيرة نلاحظ كتابة الهايكو برايك ماذاعن الاضافات لهذا الصنف في الإبداع والكتابة ؟ ماهي المقومات التي ساعدت المرأة السورية على التميز ؟
إيمانها بقدراتها و ثقتها بنفسها و حبها للتميز هي امرأة لا تستسلم لليأس و لا ننسى أن هناك حمل ثقيل ملقى على عاتقها جعلها تتحدى الظروف لتتجاوزه و تخلق للغد فرص جديدة في فوضى الواقع المعاش
ماهي رسالتك كامراة سورية بشكل خاص إلى كتاب وشعراء اليوم ؟
رسالتي دائمٱ لنفسي و للجميع لنعمل دائمٱ على تطوير أنفسنا لا أحد يصل دون تعب حتى و لو امتلك الموهبة...الكتابة حياة طافحة بالقلق و من يظن أنه اعتلى القمة سيسقطه الغرور يوما لنتعلم و نتعلم لنستفيد و نفيد
برايك الى اي مدى فقدت القصيدة فعاليتها في هذا الزمن المعلب ؟
الابداع يفرض نفسه في أي زمن ..ليس للقصيدة تاريخ انتهاء صلاحية و المبدع الحق قادر على صنع الجمال بأي زمان و مكان
ماهو رأيك بالنقد الآن وماوصل إليه وهل فعلا واكب هذه الفورة من الشعر خلال هذه الفترة الزمنية القليلة ؟
للأسف النقد البناء قليل و لم يواكب هذه الفورة الطاغية على المشهد و غالبٱ تطغى المجاملات و المصالح الشخصية إلا فيما ندر
برايك هل هناك أدب نسوي وادب ذكوري أو هو اختراع ذكوري للحد من إبداعات المرأة وتقويض ماصلت إليه المرأة ؟
لا يوجد ادب نسوي و أدب ذكوري ..الحالة الإبداعية غير مرتبطة بجنس و هوية الكاتب و هنا لا يمكننا التعميم فهناك من يدعم المرأة و يجب إبعاد تلك الأفكار فلسنا في مبارزة ..الاختلاف الجميل يفرض نفسه بغض النظر عمن كتبه رجل أو امرأة
إلى اين تميل في كتاباتها ولماذا هل لكتابة التثر ام العمود ؟
أميل الى النثر أجده الفضاء الأرحب الذي يشبع نهمي في الاندفاع نحو التعبير المرجو دون قيود تحول وصول الفكرة المرجوة ..أحب البساطة في البوح و العمق في الدلالة و المعنى بعيدٱ عن تقنيات العمود و الإلتزام بقواعده رغم جمالياته طبعٱ
برايك هل الوقوف على المنابر الثقافية يجعل من الشخص شاعرويصنع له اسم وحضور حتى وأن افتقر للموهبة ؟
لا أبدا الوقوف على المنبر تجربة لكن لا تعتبر من مقومات النجاح ...هي وهم كفقاعة لاتدوم طويلٱ لكن الاستمرارية لا تكون الأ لأصحاب الموهبة الحقيقية ففي النهاية لا يصح إلا الصحيح
ماهو اول نص كتبته وكان بداية المجد الإبداعي لها هل تتذكرينه ؟
كل ما كتبته في مراحل الدراسة كان مجرد محاولات متواضعة لا أذكرها و لم أحتفظ بها أما ما كتبته في السنوات العشر الأخيرة فانا شخصيٱ لا أستطيع تقييمه و لكن الومضات التي سميتها بالهنائيات لاقت الاستحسان و كانت المحببة لدى الجميع
حبذا لوتحدثينا عن دواوينك وماهو القادم على الساحة الأدبية؟
صدر لي أربعة دواوين كانت البداية ب ترانيم الياسمين ..أنثى المطر...وشاية عطر ...نواقيس الأمنيات كما شاركت مع عدد من الشعراء في ثلاثة دواوين مشتركة...القادم إن شاء الله ديوان جديد يتم التحضير له حاليٱ على أمل أن يرى النور قريبٱ
كلمة اخيرة نختتم بها الحوار ؟
عميق امتنان لكم ..سعدت بهذا الحوار و تشرفت بالمشاركة ...اطيب الأمنيات و كل الود