المنتجب علي سلامي يكتب : سنديانة الوطن

المنتجب علي سلامي يكتب : سنديانة الوطن
المنتجب علي سلامي يكتب : سنديانة الوطن
 
شجرةُ السّنديان التي تجرّعت من عيون الصّلابة صلابةً حتّى ارتوت وفاضت على ضفافها الرجولات.....
تغفو وتصحو وهي خضراء في حقول الذكريات وبساتين الحاضر وبيّارات الغد الباسم.....
تحدّثنا حكايا التاريخ وهي ترتدي الصمت الحكيم والمستقبل الواعد......
 و قد أسكرتها المقاومة من نشوة خمرتها، وألبسها الصبرُ قميصَ الشموخِ ،وتوّجها الدهر أصالةً ،وكحّل النّصر الجهاديّ عينيها عراقةً....
غارَ منها التين والزيتون والغار والنخيل والآس....
 و غارَ الضّحى من محاسنها فرمى مُحيّاها بنوره...
والسحاب يحني هامته ليقبّلها برضاب أمطاره.....
هي أجمل من ليلى وعبلة وبثينة وولّادة ....
ونحن في -واديها الشيخ -المجانين عشقاً بمقلتيها الفاتنتين......
 أفنانها الملوّنة بلون الحياة و طعمِ بهاءِ الرّيفِ و نكهةِ ذكرياتِ القُرى الطيّبة التي تنهمرُ وفاءً وعفافاً وإحساناً وحسناً وإباءً وابتساماً وبشرى تمدّ أصابعها الخضراء إلى عنان السماء لتمسك بالنجوم...
وهي تتمسّك بجذور الأصالة و حجارة العشق المُعتّق حبّاً ووطنيّةً سوريّةً لسنين وسنين....
تتمسّك بحضن تراب أمّها (مدينة الشيخ بدر) الطاهرة الحنون...
هذه المدينة الطيّبة التي ارتدت لباس الضيعة الأنيق ،والتي لايغيب بدرها الشيخ المنير الكريم....
ولايتعب نبعها الصّالح العليّ الثائر المُتدفّق جوداً ووطنيّةً ونخوة وحماسة وجهاداً وعلماً وشاعريّةً.....
ولايملّ وادي ورورها من النّضال وضحكات رصاص الكرامة وهو يهزم رماح الاغتصاب ووضاعة الجبن والخنوع و خناجر الغدر و ولدغات الطائفيّة ولسعات العشائريّة.....
هذا التراب الغالي المضمّخ برياحين الكبرياء والمخضّب بورود الفداء الثائرة.......
وهي الشاهد الرمز الصادق  على الجهاد والتضحية والجلاء والنصر والإنسانيّة والشموخ والجمال....
وقد سُقيَت طهارة ونقاءً ودماً وعَرَقاً وعراقةً وبراءةً ودموعاً.......
وتأبى أن تموت ...
ولن تموت.....
كما يأبى الشهداء الأحياء المقدّسون الذين التفّوا حول قامتها المناضلة أن يموتوا.