أحمد غريب يكتب : التقارب السني الشيعي وفرض سياسة اليد العليا

أحمد غريب يكتب : التقارب السني الشيعي وفرض سياسة اليد العليا
أحمد غريب يكتب : التقارب السني الشيعي وفرض سياسة اليد العليا


بعد مقاطعة دامت لقرابة 7 سنوات تعود من جديد العلاقات الايرانية السعودية بوساطة صينية كانت العلاقات بين البلدين قد قطعت منذ عام 201‪6 نتيجة اعدام المملكة لرجل دين شيعي أدين بحكم قضائي الامر الذي ترتب عليه هجوم علي الدبلوماسية السعودية بإيران ومنذ ذلك الحين والعلاقات بين طهران والرياض في حالة جمود تام مما انعكس بالسلب علي كثير من الملفات خاصة علي مجريات الاحداث باليمن وسوريا التي تفاقمت فيهم الاوضاع لدرجة لا يمكن تصورها حيث اصبحت اليمن مركزا للهجمات الصاروخية التي تنطلق صوب المملكة حيث وجدت جماعات الحوثي اليمنية الظروف مواتية لها لزعزعة امن المملكة بترحيب ودعم من طهران ويستمر الحال هكذا حتي قامت الصين بمساعي جادة لتقريب وجهات النظر بين الرياض و طهران بمشاركة بعض الدول الا ان بكين كان لها نصيب الاسد من هذه المحاولات‬
لماذا الصين؟ :
- من المعروف ان هناك علاقات اقتصادية بين الصين والسعودية ودول الخليج وتعتبر الصين الشريك الاقتصادي الاكبر لطهران وهو ما مكنها من لعب دور محوري خلال المباحثات التي جرت
- قوة الدبلوماسية الصينية في الوقت الذي تراجعت فيه الهيمنة الامريكية في منطقة الشرق الاوسط.
اعتبار الولايات المتحدة الأمريكية حلفائها خصوم 
التقارب بين مؤيد ومعارض:
لم يلقي التقارب استحسان الجميع حيث رأت بكين ان التقريب بين طهران والرياض يعتبر نصر للسلام (وانغ يي) - كبير الدبلوماسيين الصينيين -  في حين ان الولايات المتحدة الأمريكية نظرت لهذا التقارب كونه  فقط يحمي المملكة العربية السعودية ويضمن لها العيش بسلام بعيدا عن نيران جماعات الحوثي الارهابية اما عن كثير من الدول العربية وعلي رأسها مصر والعراق فقد رحبتا بهذا التقارب حيث انهم وجدوا فيه ما يدعم السلم والامن لدول الجوار ومن ناحيتها اعربت اسرائيل عن خيبة املها نتيجة هذا التقارب الذي وجدت فيه دعم لطهران التي تحاول محاربتها بشتي الاشكال بهدف اثنائها عن ملفها النووي كما ان الكيان الصهيوني وجد في هذا التقارب ما قد يؤجل التطبيع مع الرياض ومن ناحيته اكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الاسلامي (احسان عطايا) ان عودت التقارب بين ايران والسعودية يصب في مصلحة المقاومة لان الصدام الداخلي بين الدول العربية والاسلامية يفسح المجال امام المشروع الامريكي الصهيوني للتغول في المنطقة مما يؤثر علي القضية الفلسطينية بدوره ورغم وجود ملفات عالقة كثيرة قد تشكل معضلات في طريق التسوية بين البلدين مثل الامن البحري وكذا امن الطاقة والميليشيات وحزب الله في لبنان والحوثي في اليمن الا ان هناك خطوات جادة قد اتخذت بالفعل علي طريق التسوية السلمية للعلاقات بين البلدين والتي يأتي في مقدمتها استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهم وفتح السفارتين من جديد في مدة لا تزيد عن شهرين والاتفاق علي تأكيد سيادة البلدين وعدم تدخل احدهما في شئون الاخري وكذلك تفعيل اتفاقية التعاون المبرمة بين البلدين في 200‪1 وعلي الرغم من انه قلما وجدنا نجاحات في مثل هذه التقاربات التي تحمل صبغة عقائدية شديدة الاختلاف الا انه وجب لزاما على الدولتين الكبيرتين في مثل هذه الاوقات الحرجة ان تدع جانبا خلافاتها حتي يتحقق الامن والسلم لهما ولجميع دول الجوار‬ .