محمد لواتي يكتب :استراحة المحارب .. المتلاعبون بالإعلام وصفقات الأوهام

محمد لواتي يكتب :استراحة المحارب .. المتلاعبون بالإعلام وصفقات الأوهام
محمد لواتي يكتب :استراحة المحارب .. المتلاعبون بالإعلام وصفقات الأوهام
 
 
    منذ بداية الانتفاضات العربية وقناة الجزيرة وموقعها يحاولان جر الجزائر إلى مثل تلك الانتفاضات وبؤسها... و المؤسف أنها تلتقط الأخبار السيئة عن الجزائر حتى و لو كانت صادرة من إسرائيل و تحاول تسويقها لنا و لغيرنا.
و سواء علمت الجزيرة و من هم وراءها بأنها تسبح في الأوهام أد لا ينظر إليها الجزائريون في هذه النقطة إلا  نظرة احتقار، فالكل يعلم ماذا أصاب سوريا ، واليمن،  وليبيا من جحيم هذه القناة  ،و الكل يعلم أيضا أنها اختزلت المهنية في الإضرار بالآخرين و هم لم يسيئوا اليها بل احتضنوها.. لقد أصبحت بوقا للفتنة،  أمس نشرت خبرا محرفا عن الرئيس بوتفليقة في رسالة التهنئة الموجهة منه إلى علي عبد الله صالح بمناسبة عيد بلاده فوضعت العنوان هكذا "بوتفليقة مهتم بالتعاون مع الصالح" و هي بذلك تريد أن تقول للعالم بان بوتفليقة مع صالح و ليس مع المتمردين و لقد صححت العنوان الآن كما هو منشور بجانب هذا المقال بما يناسب مواقف الرجل ومواقف الأمة و تاريخ الثورة       
    بالتأكيد لسنا مرتزقة حتى تأتي الجزيرة و تحرض علينا المرة تلوى الأخرى، و لسنا هواة قتل حتى تأتي الجزيرة لترينا ما يجب أن نؤمن به الجزائر و تسعى إلى تثبيته في سياستها علينا، فإذا كانت هذه الجزيرة و من هم وراءها يعتقدون أننا على طريق    الاحتراق حتى يضحكوا علينا فإنهم واهمون ... و إذا كانوا يظنون أن الجزائر لا تنعم بالاستقرار فهم للشر ينظرون، و إذا أحسوا بأن ما قاموا به ضد ليبيا و سوريا و اليمن قد فضح نواياهم و أدخلهم اللعنة لعنة الشعوب بأنهم بضم الجزائر إلى طريق الفتنة مبرؤون فإنهم أيضا يلعبون بالنار...
  للتذكير المختصر فقط  ،نقول لهؤلاء نحن نملك المواقف ومعها الثبات على المبدأ، نحن نملك التاريخ ومعه الحقيقة..ليعلم هؤلاء أن أول فوج من المجاهدين ذهب الى البوسنة في منتصف نهاية القرن الماضي كان جزائريا و دم الجزائريين مازال هناك ينبت الأشجار و المقاومة .. و إن المجاهدين الجزائريين هم أول من ذهبوا إلى القدس بالسلاح دفاعا عن فلسطين... وأن الجزائر هي التي قاومت من اجل استقلال أهم الدول العربية و دماء أبنائها تعرفه سيناء و نحوها من القطر المصري الشقيق .. نعم نحن لا نؤمن نفاقا بالقضايا المصيرية للأمة العربية ولا نقرا أصلا بالزندقة في خطابنا السياسي ... لقد ذهب بومدين إلى الأمم المتحدة  وصرح من هناك في وجه الظلم و نادى بنظام دولي جديد . لم تكن لنا في كل ذلك أطماع سياسية بل كان كل ذلك من اجل الشرف الإنساني، و الأمن القومي لكل الأمم المستضعفة.. لقد أنقذنا الولايات المتحدة في إيران و أنقذناها في أعالي البحار بأسطولنا البحري ولا تزال فيها مدينة الأمير عبد القادر شاهدة.لقد استقبلنا المظلومين وأخذنا بأيديهم و هم الآن يقودون دولا ترفض بدورها الهيمنة .. نقول هذا لا منا ولا أذى منا لهم، لكن لإظهار المواقف و الحقول التاريخية التي ركبناها و صنعنا منها طريق السلام لا طريق التحريض على الفتن والتعامل مع الكافرين ضد المؤمنين.
من الخطأ إذن  ، أن يذهب العابثون للعب بالآمن القومي للوطن، ومن الخطأ أيضا أن تبقى أحلام المتشبتين بالأوهام إحدى المعجزات في نظرهم، إن الأمم التي صنعت التاريخ لها ولغيرها لا تخضع للظلم والظالمين ولا تسمع للغو السياسي من اي طرف ، لان هناك منطق وهناك خرافة و نحن دائما نحتكم للمنطق ، أما هؤلاء فهم خرا فيون أكثر من الخرافة  ،وبالتأكيد أن المبني على الخطأ لا يملك صفة الدوام .. إن الذين يلعبون بالنار باسم مساعدة الانكشاريين في ليبيا و يظنون أن حدودنا مفتوحة لهم وأنهم بالتالي هم لها منتظرون في سياستهم انما يلعبون بمصيرهم و مصير شعوبهم .. فهل المطالبة بتغيير النظام يحتاج إلى مرتزقة وفرنسيين لعبوا لسنوات دورا بارزا في الانقلابات التي شاهدتها إفريقيا و كان من هؤلاء " الكابران" أبو دينار "الفرنسي و قد كان شرطيا في قسنطينة   ومنها نقل إلى المغرب أثناء الاستعمار الفرنسي للجزائر، و قد كان وجماعته يلقبون بالكلاب الفرنسية، لكن المرتزقة الجدد ربما لا يعلمون من التاريخ شيئا، وأن فرنسا نفسها اليوم تعيش نوما سيئا في التاريخ سوف يدفع بها إلى أفران حرب لا تبقى و لا تذر ، لكن اللوم الأصعب في التاريخ المهرب للمحن التي تعيشها ليبيا و سوريا هو التي جاء من قطر و الإمارات  والسعودية لان فرنسا و بريطانيا معروفتان بإجرامها ضد الشعوب ، و إذا كان هؤلاء لاعبون سياسيون حقا و يرون في أنفسهم الأحقية بالزعامة في العالم العربي فإنهم أيضا للهلاك يوفضون، فكلاهما في مساحة لا تصلح لأن تكون ملعبا لكرة القدم ، و الدول التي تكون العمالة فيها أكثر من شعبها دول محكوم عليها بالانهيار، وأن الاحتراق سياسيا من اجل تدمير الآخرين هو بداية السقوط في اللعبة القذرة .. أكيد أننا لا نتوقع كثيرا من الخير مع كل من يتعامل مع المرتزقة لأننا عشنا خرابهم و لأننا نعرفهم بتاريخهم الأسود .. ولأننا أيضا من البداية صنعنا الطريق الفاصلة لأنفسنا طريق المناصحة  لنا و للآخرين لا طريق التحريض على التخريب والمساهمة فيه.. و كل الشعوب تعرفنا بذلك، و قد سجل التاريخ لنا مواقع لا تملكها أية دولة حديثة.. نقول هذا لا افتخارا و لكن توضيحا للحقيقة و دفعا للمتآمرين علينا من وراء الستار.
لقد ذهب الملك فيصل رحمه الله ضحية مواقفه و ذهب أيضا بومدين و جمال عبد الناصر رحمهما الله ولا زلنا لهؤلاء جميعا نقف في ذكراهم  ترحما وإجلالا و نأخذ منهم  - خاصة في الظروف الحرجة  - العبرة والمواقف..أما الباقي فهم منا جغرافيا و ليسوا من مبدأ   وموقفا بعد أن أعلنوها حربا مع الصليبيين ضد الأمة العربية، و السؤال ماذا فعلت ليبيا حتى يفعلوا بها ما فعله المغول في العراق..؟و ماذا فعلت سوريا لهم حتى يفعلوا بها ما فعله هتلر في أوربا..؟ و ماذا فعل لهم اليمن حتى يفعلوا به ما فعلته فتنة علي و معاوية؟ السؤال يبقى مفتوحا و التاريخ هو الفيصل بين الكل...